التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

السعودية بحر من النفط ومواطن تعصف به الأزمات 

تثقل أزمات عدة منذ عهد الملك سلمان وابنه كاهل المواطنين السعوديين الذين عاشوا لعقود طويلة حياة ترف ورخاء في مملكتهم النفطية إبان عهد ملوك آل سعود السابقين. وأضحى السعوديون خلال السنوات الماضية منشغلون بأزمات عدة كحال أي دولة فقيرة، فالفقر وغلاء الأسعار والضرائب الحكومية وارتفاع نسبة البطالة بين الخريجين وكذلك تهجير المواطنين من منازلهم وهدمها لمصلحة المشاريع الحكومية، وملاحقة المواطنين واعتقالهم، من أبرز سمات حكم ابن سلمان وابنه “المراهق”

أزمة شح المياه في السعودية

تحتل السعودية المرتبة التاسعة على قائمة دول العالم المعرّضة للفقر المائي خلال الـ25 سنة القادمة، وقد حذرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مؤكدة ” أن الموارد المائية الجوفية في المملكة العربية السعودية يتم استنفادها بمعدل سريع للغاية” ، وتأتي معظم المياه المسحوبة من طبقات المياه الجوفية الأحفورية ، وتشير بعض التوقعات إلى أن هذه الموارد قد لا تدوم أكثر من حوالي 25 سنة

وذكر معهد ورلد ريسورس انستيتيوت المتخصص في الأبحاث العلمية الخاصة بموارد المياه، أن نقصا كبيرا في المياه سيزداد خلال الأعوام المقبلة، نتيجة للتغيرات المناخية وارتفاع أعداد السكان، حيث سيواجه كثير من البلدان عجزا كبيرا في الماء بحلول العام 2040 “.

وقد اشتكى سعوديون من أزمة مياه صعبة في منطقة نجران جنوبي المملكة السعودية. وعبر هؤلاء عن تذمرهم وغضبهم من تجاهل النظام السعودي للأزمات المعيشية والحياتية في نجران وخاصة أزمة المياه في فصل الصيف. وقالوا إن النظام السعودي يفرض ضرائب باهظة على المياه والكهرباء، لكن الخدمات ضعيفة جدا ولا تتناسب مع حجم الضرائب. وشكا الأهالي الأيام الماضية من تعطل الأشياب وعددها 5 آبار ما تسبب في زحام داخل محطة التحلية ولا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وطالبوا النظام السعودي بسرعة التدخل وإصلاح الأعطال التي لحقت بالأشياب وإنهاء أزمة المياه.

القيادة السعودية تحلم بنيوم، والمواطن يحلم بامتلاك منزل!!

منذ عقود مضت يعاني السعوديون من أزمة سكن، حيث تؤكد إحصاءات شبه رسمية أن أكثر من نصف السعوديين لا يملكون مسكناً خاصاً، وأن نحو 30% من الملّاك يقطنون مساكن غير لائقة، فيما أطلق ناشطون حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحت شعار “خلوه ينهار”؛ بهدف دفع الأسعار إلى موجة تصحيح.ويواجه ذوو الدخل المنخفض في السعودية أزمة حقيقية، حيث أشارت إحصاءات إلى أنهم يواجهون نقص المعروض السكني، في بلد يعيش فيه نحو 30 مليون نسمة، وتثير أزمة السكن استياءً شعبياً، في بلد لا تزال فيه المساكن -حتى تلك المنخفضة الأسعار- أغلى ثمناً من قدرة كثيرين، ما يمثِّل تحدياً رئيساً لولي العهد، الذي يعمل على ترميم الاقتصاد المرتهن للنفط.

مفارقة الفقر في بلد الذهب الأسود

قال معهد دراسات دولي إن السلطات السعودية تبذل جهودا جبارة بهدف التغطية على أزمة تفاقم الفقر في المملكة في ظل ثراء العائلة الحاكمة وتفشي الفساد. وذكر معهد كوينسي لفن الحكم المسؤول أن الفقر يتفاقم بمعدلات كبيرة بين المواطنين السعوديين لكنه يظل حقيقة مخفية وراء ثراء العائلة المالكة. لنتخيل هذا المشهد، دولة تصنف على أنها أكبر منتج للنفط في العالم. يعود الفقر ومستوى المعيشة المتدني لنسبة كبيرة من أبناء الشعب السعودي لعدة أسباب، منها عدم العدالة في توزيع الثروة بالمملكة، بالإضافة إلى الحرب التي تقودها المملكة في اليمن والتي استنزفت مليارات الدولارات من ثروات الشعب السعودي على مدار السنوات الماضية. و قد أفرزت ظاهرة الفقر غضباً شعبياً دفع إلى تنظيم الاحتجاجات في العديد من المدن لتحسين أحوالهم المعيشية، وكانت العوامية إحدى المناطق التي شهدت احتجاجات واسعة لعدة أسباب، منها معاناة المواطنين من تأزم الأوضاع المعيشية في ظل الإهمال الحكومي للمنطقة، ونشرت العديد من المواقع صوراً لمنازل متواضعة تم تدمير بعضها في المواجهات المسلحة التي جرت مؤخراً في المدينة. وشهدت الطائف العديد من المظاهرات رفع فيها الأهالي العديد من المطالب، منها تحسين ظروفهم الاقتصادية. كما و تتصاعد الشكاوي في المملكة من تفاقم معدلات البطالة في صفوف المواطنين في ظل فشل نظام آل سعود وتخبطه في تبديد ثروات المملكة. وسخر ناشط على تويتر من أن مسئولي النظام قادرون على جلب مشاهير من كل أنحاء العالم بطائرات خاصة ومبالغ باهظة وميزانية مفتوحة بغرض الدعاية في مقابل عجزهم عن حل تفاقم معدلات البطالة. وندد ناشط آخر برؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد محمد بن سلمان وما خلفته من أزمات اقتصادية متصاعدة في المملكة وارتفاع قياسي في الضرائب دون منفعة للمواطنين حيث إن الأرقام والحقائق تثبت أن إصلاحات ابن سلمان ارتدت بالسلب على اقتصاد المملكة الذي يعاني من تدهور متصاعد وسط أزمة شاملة.

إيقاف بدل غلاء المعيشة و رفع ضريبة القيمة المضافة

في إطار انتشال الاقتصاد السعودي من إخفاقاته و الاثار التي ولدتها انتشار جائحة كورونا، كانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت العام المنصرم عن حزمة إجراءات بينها رفع الضريبة ووقف بدل غلاء المعيشة. حيث تم رفع معدل ضريبة القيمة المضافة من 5% إلى 15%. وقد عم الغضب السعودي أرجاء المملكة، في أول يوم لتطبيق سلطات آل سعود قانون الضريبة المضافة بنسبة 15% على جميع السلع والمنتجات؛ في محاولة لاحتواء آثار الكارثة الاقتصادية السعودية. و أطلق حينها نشطاء سعوديون هاشتاغ (الضريبة المضافة الجديدة) وآخر (الضريبة المضافة) للتعبير عن غضبهم من الضريبة المضافة وآثار الأوضاع المعيشية السيئة في المملكة. وتهجموا على الملك سلمان بن عبد العزيز وولى العهد محمد، بعد تدهور أوضاع المملكة في عهدهما.

وكتب نشطاء سعوديون “الضريبة هي الباب الواسع للفساد الأخلاقي في المجتمع، والرشوة في الموظفين”. في حين غرد حساب “مثير جداً”: ننقل المطالبة بتغيير النظام من التوييتر الى الشوارع بالكتابة على الجدران. وعلق خبير الاقتصاد الدولي ستيفين هيرتوغ قائلا إن الضريبة على القيمة المضافة ستؤثر على غالبية العائلات في المملكة؛ لأنها تستهلك نسبة أعلى مما تجنى، كذلك إلغاء بدل المعيشية سيؤثر على العائلات الفقيرة. وأضاف هيرتوغ: لذلك كان الأرجح تصميم الجانب التوزيعي من هذه الإجراءات لحماية العائلات الفقيرة. وأكد الناشط السعودي سلطان العبدلي أن هناك تخبط اقتصادي داخل المملكة، مستدركا: “كل الدول تمر بأزمات، لكن حينما يكون القرار رهناً بيد شخص ليس فقيهاً بالاقتصاد، ولا في السياسية، فهذا أمر صعب” وذلك إشارة لولى العهد.

ومنذ تصدره المشهد في المملكة وتعزيز نفوذه في الحكم أقدم ابن سلمان على سلسلة استثمارات فاشلة ووعود اقتصادية خيالية دفع الاقتصادي السعودي ثمنا باهظا لها ذهبت بالمملكة إلى الهاوية عدا عن حرب اليمن وأزمة قطر وإيران ومقتل الصحفي جمال خاشقجي وغيرهما من القضايا وسجل الجرائم.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق