دراسة إسرائيلية تتحدث عن تفوق لحماس في “المعركة الرقمية”
وكالات ـ الرأي ـ
تحدثت دراسة إسرائيلية، عن “تفوق” لدى حركة حماس في المعركة الرقمية ضد تل أبيب، مبينة أنه “بالتزامن مع القتال العسكري الأخير في غزة، اندلعت ساحة معركة أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي، وعكست ما يجري في القطاع ومدن الداخل الفلسطيني، التي تتضمن جمهورا متنوعا: إسرائيلي وفلسطيني وعربي وعالمي”.
وأضافت الدراسة التي أعدها عنبال أورفاز وديفيد سيمان-توف ونشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، أن “من آثار هذه المعركة التكنولوجية والرقمية، زيادة مشاعر الخوف من حماس لدى الجمهور الإسرائيلي، والتأثير على الرأي العام العالمي ضد “إسرائيل”، بجانب تصاعد معاداة السامية في جميع أنحاء العالم، وإثارة الانتقادات لإسرائيل في الساحتين المحلية والعالمية”.
وأشارت إلى أن “إسرائيل وجدت نفسها أمام معركة رقمية في الشبكات الاجتماعية في وقت واحد، عبر مجموعة متنوعة من القنوات والمنصات، تتغير بمرور الوقت في ضوء التطورات التكنولوجية، ومن أهمها Facebook وTwitter وWhatsApp وInstagram وTelegram، وأخيرا Tiktok، التي رسم مستخدموه خريطة فلسطين على وجوههم”.
وأوضحت أن “ساحة النضال الرئيسية في حرب غزة كانت بين “إسرائيل” وحماس، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي والناطق العسكري باسم الذراع العسكري لحماس، وعمل الاثنان على شبكات اجتماعية عديدة، وبلغات عدة: العبرية والعربية والإنجليزية والروسية، أمام جمهور مختلف”.
وأكدت أن “المتحدث الإسرائيلي اشتملت تغريداته على توجيهات للجبهة الداخلية تستهدف الإسرائيليين، وتقارير عن اغتيالات استهدفت شخصيات بارزة في حماس، وتدمير أنفاق في غزة، وكلها بهدف زيادة الدعم الشعبي لإسرائيل في أنشطتها العسكرية ضد حماس، وتحسين وعي الجبهة الداخلية، كما نقل رسائل للجمهور الفلسطيني في غزة عن الأضرار التي لحقت بحماس، بهدف زيادة انتقاد سكان غزة لها، وتقويض حكمها”.
وأوضحت أنه “في ضوء مخاوف “إسرائيل” من تأثيرات عمل حماس على الشبكات الاجتماعية، فقد بذلت جهودا للتأثير على وعي الجمهورين الفلسطيني والإسرائيلي ومزاجهم، من بينها الهجوم على شبكة الإنترنت التابعة لحماس، مما جعل من الصعب عليها العمل ضد إسرائيل في البعد الرقمي، والتأثير من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب الإجراءات السيبرانية كالاستيلاء على موقع حماس ووكالة أنباء تابعة لها”.
ولفتت إلى أن “أحداث العنف داخل المدن الإسرائيلية خلال حرب غزة ظهرت على الساحة الرقمية والشبكات الاجتماعية، وشكلت منصة مركزية لحماس، حيث ظهر “إرهاب تيكتوك” واضحا، وتضمن احتجاجات فلسطينيي48 ضد اليهود والممتلكات العامة، وتم إنشاء العشرات من مجموعات WhatsApp و Telegram المحلية، وتبادل مستخدموها معلومات حول الأسلحة، ونسقوا تنظيم حوادث العنف، ونشر رسائل التحريض”.
ونوهت إلى أن “حرب غزة والمدن العربية داخل “إسرائيل” حظيت بانتشار واسع في العالم العربي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واستخدمتها حماس كساحة نفوذ مركزية لنقل الرواية الفلسطينية للجمهور العالمي لتصوير “إسرائيل” على أنها ضعيفة، وتمجد الحركة، مما أثر على صورة “إسرائيل” في العالم في أثناء الحرب، وتزعزع الشرعية الدولية لاستمرارها”.
وأضافت الدراسة أن “منصة Tiktok شكلت جزءا رئيسيا من حملة التأثير الفلسطيني المصممة التي خدمت حماس أمام الجماهير العربية والعالمية، كما وصلت مقاطع الفيديو للجمهور الإسرائيلي، ووفقا للرسائل التي تضمنتها، فقد تركز هدفها على إثارة المعنويات خلال أيام الحرب”.
بلغة الأرقام، تؤكد الدراسة أن “مقاطع الفيديو التي تحمل هاشتاغ # gazaunderattack (غزة تحت الهجوم) وصلت لأكثر من 325 مليون مشاهدة خلال الحرب، مقارنة بالفيديوهات التي تحمل هاشتاغ #israelunderattack (إسرائيل تتعرض للهجوم)، وصلت لعشرين مليون مشاهدة فقط”.
وذكرت أن “إسرائيل عملت في قنواتها الرسمية لقيادة القسم الرقمي في شبكات التواصل الاجتماعي خلال الحرب، وحدثت زيادة ملحوظة في متابعتها، خاصة تويتر، فيسبوك، تليغرام، بما يصل إلى نصف مليار متصفّح في الأيام العشرة للحرب، وبجميع اللغات التي مقارنة بـ 1.3 مليار متصفّح في العام الكامل، وبلغ عدد مشاهدي قنوات الناطق بلسان الجيش 360 مليون مشاهدة، ونصف مليون متابع جديد خلال الحرب”.
وأكدت أن “معركة التعاطف العام العالمي مع “إسرائيل” وحماس وصلت مستويات غير مسبوقة على شبكة الإنترنت وخارجه، وتجلت في مظاهرات وحوادث معادية للسامية، حتى بعد أسابيع من انتهاء الحرب، عبر عدد من النشطاء الرئيسيين في وسائل التواصل العالمية من الكتاب والفنانين والعلامات التجارية والصحفيين المستقلين، فأصبح الأخوان محمد ومنى الكرد من رواد هذه المنصات على مدار الساعة”.
وأشارت إلى أن “الهدف الرئيسي للحملة المؤيدة للفلسطينيين هو جمهور الإنجليزية، ويستند إقناعه لوضع الرواية الفلسطينية في إطار العدالة الاجتماعية الغربية، واختيار المصطلحات بعناية لتشبيه النضال الفلسطيني مع الحركات الشعبية والمزدهرة الأخرى، وربطها بالسعي لإنهاء العنف العالمي، والقمع والفصل العنصري، وتفوق البيض، والدليل أنه في الحملة على الرأي العام العالمي على وسائل التواصل، ظهرت يد حماس العليا”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق