التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

وزير خارجية الكيان الصهيوني في المغرب.. تفادي ورفض واستنكار شعبي واسع 

وصل وزير خارجية الكيان الصهیوني يائير لابيد ، الأربعاء الى العاصمة الرباط في زيارة رسمية هي الأولى لمسؤول إسرائيلي عال المستوى الى المملكة المغربية بعد قرابة سبعة أشهر من اتفاق التطبيع المخزي بين هذه الأخيرة وبإسرائيل.

ويضم الوفد المرافق له كلا من وزير الرفاه الاجتماعي مئير كوهين ورئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية رام بن براك، وفق ما قالت الاذاعة الاسرائيلية “كان” بالعربية.

وكان وزير دولة مغربي للشؤون الخارجية في استقبال لابيد في المطار قبل لقاءاته مع نظيره ناصر بوريطة ووزيرة السياحة المغربية نادية فتاح العلوي.

وخلال الزيارة التي تستغرق يومين، سيفتتح لابيد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الرباط وسيزور معبد بيت إيل التاريخي في الدار البيضاء.

ولا يتضمن برنامج الزيارة لقاء بين رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ووزير الخارجية الاسرائيلي، الذي كان في استقباله الى جانب الوفد المرافق له في مطار الرباط الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المغربي محسن الجزولي.

ووقع وزيرا خارجية المغرب وإسرائيل في الرباط، الأربعاء، اتفاقات لاستحداث آلية تشاور سياسي بين الجانبین وأخرى للتعاون في مجالات الثقافة والرياضة والخدمات الجوية.

وتأتي هذه الزيارة في سياق تكريس اتفاق التطبيع الموقع بين الطرفين شهر ديسمبر الماضي، برعاية الوسيط الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بـ ”سيادة” المغرب المزعومة على الصحراء الغربية في ضرب صارخ لكل المواثيق الدولية والمقررات الأممية، بما كشف الصفقة المخزية التي أبرمتها الرباط مع الكيان الصهیوني والرئيس الأمريكي السابق.

ويعد المغرب واحد من بين أربع دول عربية الى جانب الإمارات والبحرين والسودان التي مضت قدما نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني اواخر العام الماضي بموجب اتفاقات تمت بوساطة الرئيس الأمريكي السابق وأثارت غضب الفلسطينيين وكل الداعمين للقضية الفلسطينية باعتبارها خيانة من قبل نظام مخزني لا طاما تغنى بدعمه للقضية الفلسطينية ومساندته لها، قبل ان يكشف عن حقيقة بيعه لها من تحت الطاولة.

وكان رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، وأمين عام حزب “العدالة والتنمية”، أعلن أنه لن يلتقي الوفد الإسرائيلي، موضحاً أنه لا يوجد في جدول الزيارة لقاء من هذا النوع.

وخلال الزیارة تفادى محمد أمكراز، القيادي في حزب العدالة والتنمية المغربي ووزير التشغيل والإدماج المهني، لقاء الوفد الإسرائيلي.

ونقلت صحيفة “هسبريس” الإلكترونية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن أمكراز هو الوزير الوحيد ضمن وزراء “العدالة والتنمية” المعني بزيارة الوفد الإسرائيلي، على اعتبار أن الوفد يضم وزير الرعاية والخدمات الاجتماعية مئير كوهين، وهو مغربي الأصل.

وأشارت إلى أن برنامج الزيارة يتضمن لقاءات حكومية، من ضمنها اجتماع كان مرتقباً لمحمد أمكراز مع مئير كوهين.

وأكدت أن وزير الشغل أبلغ المنظمين بأنه يوجد في عطلة، مشيرة إلى أن الاجتماع سيقتصر على الكاتب العام (وكيل وزارة) لوزارة الشغل والإدماج المهني مع المسؤول الإسرائيلي المعني بهذا القطاع.

وفي ردود الأفعال أعلنت مؤسسات مغربية رفضها زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني يائير لابيد إلى العاصمة المغربية الرباط. حيث شددت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين” (غير حكومية)، في بيان، على أن الزيارة مرفوضة، و”تعد إساءة في حق المغرب والمغاربة، وطعنًا في حق فلسطين وشعبها الصامد”.

وذكرت المجموعة في بيانها، أن “هذا التوجه التطبيعي في السياسة الخارجية للدولة، مناقض لموقع وموقف ومسؤوليات المغرب دولة وشعبًا تجاه قضية فلسطين وتجاه الأمة الإسلامية”.

واعتبر عبد العزيز أفتاتي، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن زيارة لابيد للمغرب مرفوضة ومدانة ومضرة بصورة المغرب، وبوضعه الاعتباري ضمن الأسرة العربية الإسلامية، “بصرف النظر عما نعانيه كمغاربة من خذلان وتربص بوحدتنا الترابية”. وقال أفتاتي “مسارات التطبيع ستسقط تباعا، والكيان الصهيوني والاستيطاني إلى زوال”.

وأضاف “أجندة الكيان العنصري هي الإضرار بالأمة جمعاء، وبكل مكوناتها دون استثناء، ناهيك عن طحن القدس والأقصى وفلسطين، والتي قدرها أن تتحرر من النهر إلى البحر، والمجد لمقاومة الشعب الفلسطيني المجاهد”.

بدورها قالت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة في بيان، ما يزال النظام المغربي بمؤسساته الرسمية مصرا على مسلسل التطبيع المخزي الذي دشنه بتوقيع اتفاق العار في ديسمبر 2020 ولعل آخر فصوله وليس آخرها زيارة وزير خارجية الكيان الصهيوني المجرم يائير لابيد. التي تأتي “تتويجا” للخطوات التطبيعية المذلة التي تجمع كل القوى الحية في المغرب على رفضها في كل مناسبة وحين.

واضافت، مع العلم أن الوزير الصهيوني يائير لبيد، الذي يستقبل ببلادنا شخصية عنصرية صهيونية، تشهد عليها مواقفه العنصرية التي استثنت فلسطينيي أراضي 48 من الإعفاء الضريبي تشجيعا للسكن واستفاد منه اليهود الصهاينة، وكذلك رفضه لحل الدولتين على حدود 1967 فضلا عن أنه من مؤيدي الاستيطان في الضفة الغربية على أراضي الحكم الذاتي الفلسطيني حاليا.

وتابعت، الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة إذ تحمل النظام المغربي مؤسسات وشخصيات نتائجها الوخيمة على اقتصاد المغرب وأمنه الداخلي والخارجي واستقراره الاجتماعي واستقلاله السياسي خاصة بعد التسريبات المثيرة لفضيحة بيجاسوس والاتفاقيات المبرمة في هذا السياق، وكذلك آثارها على علاقته الإقليمية والعربية وعلى مستقبل القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.

وجددت إدانتها واستنكارها ورفضها لهذه الزيارة التطبيعية وكل أشكال التطبيع وصوره، ودعت كل القوى المغربية الأبية الحرة مؤسسات وأفرادا علماء ومثقفين وسياسيين ونقابيين وحقوقيين وإعلاميين لمزيد من التعبئة والصمود رغم إجراءات الحظر الصحي التي تستغلها الأجهزة الأمنية لمضايقة ومنع وقمع كافة الأنشطة الاحتجاجية والتنديدية المنظمة شعبيا لرفض ومناهضة مسلسل التطبيع، كما دعت إلى مزيد من حشد الصفوف والجهود للتصدي لهذا السرطان الذي ينخر وحدة الشعب المغربي ويمس بتاريخه وهويته ويهدد نسيجه الاجتماعي.

بدورهاعبرت نقابة الجامعة الوطنية للتعليم؛ التوجه الديمقراطي؛ عن رفضها للزيارة ودعت في بلاغ لها؛ كافة المغاربة إلى “الانخراط الواسع في الحملة الإعلامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنظمها “الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع تحت شعار: “لا أهلا ولا سهلا بالصهاينة مجرمي الحرب في بلادنا”.

ودعت نساء ورجال التعليم إلى “مواجهة وفضح ما ستقدم عليه وزارة التربية انطلاقاً من الموسم الدراسي المقبل بإدراج ما سمي بـ«تراث اليهود» في المنهاج الدراسي المغربي بغرض تسويق قيم التسامح مع كيان استعماري عنصري دموي مغتصب لأرض فلسطين ومشرد لشعبها…”

ويرى محللون ان العلاقة بين النظام المغربي والصهاينة معلومة منذ عقود وعلى أكثر من صعيد، خاصة الجانب الاقتصادي والعسكري والاستخباراتي، لكنها اليوم تأخذ طابعا أخطر بهذا الاصرار على التطبيع العلني الرسمي الكامل. لأن الشعب المغربي يعتبر هذا التكريس للتطبيع خطوة غير محسوبة العواقب، ويعلن رفضه والتصدي لها والعمل على إسقاطها بكل السبل السلمية المتاحة.

وبالتالي إن الاصرار على التطبيع مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن يأتي بأي نفع للقضية الفلسطينية، بل هو في جوهره إضرار بها وتخل عن شعبها، وهو أيضا وبال على الشعوب العربية وأنظمتها، وإن أي رهان على الكيان لكسب نقاط في قضايا وطنية معينة هو رهان خاسر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق