التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

ترکيز الولايات المتحدة علی الدور السعودي في أحداث 11 سبتمبر… ما هي دوافع واشنطن المحتملة 

– تحت ضغط من عائلات ضحايا أحداث 11 سبتمبر، وعدت إدارة جو بايدن مؤخرًا برفع السرية عن بعض الوثائق السرية المتعلقة بالدور المزعوم للحكومة السعودية في هذه الأحداث.

وحذرت عائلات الضحايا بايدن قبل أيام من أنه سيكون من الأفضل له عدم حضور مراسم التأبين، إذا لم يتم السماح بنشر التقارير السرية عن دور السعودية في الهجمات.

ماذا حدث في 11 سبتمبر؟

في الساعة 8:46 صباحًا يوم 11 سبتمبر 2001، شهد مركز التجارة العالمي في منطقة مانهاتن الجنوبية في مدينة نيويورك، أحداثًا غيرت بشكل كبير معادلات العلاقات الدولية.

كان اصطدام رحلة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11 بالجانب الشمالي من البرجين التوأمين للتجارة العالمية، واحدًا من أربعة أحداث مذهلة فتحت فصلاً جديدًا في العمليات العسكرية الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة.

وقد وقعت حوادث أخرى بعد الحادث الأول، منها اصطدام طائرة الخطوط الجوية رقم 175 لشرکة “یونایتد ایرلاینز” بالبرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في الساعة 9:03، اصطدام جسم طائر(قالت الحكومة الأمريكية إنها طائرة ركاب) بمبنى البنتاغون في الساعة 9:37، وتحطم طائرة يونايتد إيرلاينز رقم 93 في الساعة 10:03 في منطقة “شانكسفيل” في ولاية بنسلفانيا.

أعلنت حكومة الولايات المتحدة بعد وقت قصير أن الطائرات الأمريكية قد اختُطفت من قبل 19 ناشطاً من القاعدة. وكان من بين الخاطفين 15 سعودياً واثنان من الإمارات ومصري ولبناني.

وثائق مزعومة حول دور السعودية في الأحداث

على الرغم من أن العديد من الخاطفين كانوا مواطنين سعوديين، إلا أن هذه الحكومة كانت محصنةً من الملاحقة القضائية في الولايات المتحدة لفترة طويلة لدورها المحتمل في الهجمات، حتى رفع قاض في نيويورك هذه الحصانة في مارس 2018.

لسنوات فضلت الحكومة الأمريكية عدم التعليق على الدور المحتمل للسعودية في 11 سبتمبر، ولكن في عام 2016 رفع مجلس الشيوخ الأمريكي أخيرًا السرية عن تقرير يُعرف باسم “تقرير من 28 صفحة”.

على الرغم من حذف أجزاء كثيرة من هذا التقرير، إلا أن التقرير هو الوثيقة الوحيدة حاليًا التي تدعي الكشف عن بعض جوانب الدور المحتمل للسعوديين في هجمات 11 سبتمبر. ومع ذلك، فإن هذا التقرير لا يذهب إلى حد الاتهام المباشر للسعوديين بلعب دور في هذه الأحداث.

ما يوضحه التقرير المؤلف من 28 صفحة، هو أن بعض خاطفي أحداث 11 سبتمبر تلقوا تمويلًا من أفراد مرتبطين بالحكومة السعودية. کما تعتقد مصادر في مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، أن اثنين على الأقل من أنصار الخاطفين كانوا من عملاء جهاز الأمن والمخابرات الخارجية السعودي.

وقدَّم بعض المدعين في أحداث 11 سبتمبر شكاوى يزعمون فيها أن محاولة شخصين مرتبطين بالسعودية، هما محمد القزائين وحمدان الشلوي، لدخول قمرة القيادة في طائرة تابعة لشركة ويست إيرلاينز في تشرين الثاني/نوفمبر 1999، كانت بمثابة “اختبار” استعدادًا لهجمات 11 سبتمبر بعد ذلك بعامين.

وكان مكتب التحقيقات الفدرالي قد أكد في وقت سابق أن السفارة السعودية في واشنطن قد دفعت ثمن تذاكر القزائين والشلوي على متن رحلة ويست إيرلاينز. ونقل التقرير المؤلف من 28 صفحة عن أحد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي قوله: “يعتقد مكتب التحقيقات الفيدرالي الآن أن كلا الرجلين كانا يحاولان اختبار الممارسات الأمنية لشركة وست ایرلاینز استعدادًا لعمليات أسامة بن لادن والقاعدة.”

وجاء في جزء آخر من هذه الوثيقة: “بعض خاطفي الطائرات في الحادي عشر من سبتمبر كانوا على اتصال وربما تلقوا دعمًا أثناء وجودهم في الولايات المتحدة، من أشخاص قد يكونون مرتبطين بالحكومة السعودية.”

کما ينص جزء آخر من الوثيقة على أن المسؤولين السعوديين في الولايات المتحدة قد تكون لهم صلات أخرى بالقاعدة وجماعات إرهابية أخرى، لكن اللجنة التي صاغت هذه الوثيقة أقرت بأن الكثير من هذه المعلومات تقوم علی تكهنات، وتحتاج إلى التحقق منها.

وتتناول أجزاء من الوثيقة المكونة من 28 صفحة عدم تعاون الحكومة السعودية في التحقيقات المرتبطة بالإرهاب قبل وبعد هجمات 11 سبتمبر. ويذكر التقرير أنه على الرغم من حقيقة أن وكيل مكتب التحقيقات الفدرالي قدَّم نسخًا من جوازات سفر عدد من المواطنين السعوديين، إلا أن الحكومة السعودية رفضت تقديم معلومات عن مواطنيها.

كما تضمن التقرير بعض التناقضات أيضًا؛ على سبيل المثال، لا يذكر التقرير المؤلف من 28 صفحة قضايا مهمة، مثل علاقة السفير السعودي السابق بمواطن سعودي يُدعى أسامة بسنان، کان يعيش في الولايات المتحدة خلال أحداث 11 سبتمبر.

سبق أن تم استجواب بسنان من قبل أجهزة الأمن الأمريكية، وسئل عما إذا كان قد ساعد اثنين من الخاطفين في 11 سبتمبر أم لا. کما تظهر الوثائق السرية أن بندر بن سلطان وزوجته أرسلا مبالغ مالية غير محددة لعائلة أسامة بسنان.

ووفقًا لوثائق لجنة 11 سبتمبر، التي جُمعت معلوماتها الاستخبارية من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي، كان أسامة بسنان موظفًا سعوديًا سابقًا في هيئة التعليم السعودية في واشنطن العاصمة، وکان يعيش في مدينة سان دييغو بكاليفورنيا، على الجانب الآخر بالضبط من الشارع الذي کان يسکنه اثنان من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر، أي خالد المحضار ونواف الحازمي.

كان المحضار والحازمي مواطنين سعوديين زُعم أنهما أسقطا طائرة شرکة أميركان إيرلاينز رقم 77 علی مبنی البنتاغون.

وبحسب وثائق “لجنة 11 سبتمبر”، اعترف أسامة بسنان لمحققه في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه التقى بالمحضار والحازمي أثناء إقامتهما في سان دييغو، لكنه نفى هذه المزاعم في جلسات الاستجواب اللاحقة. ويبدو أن أسامة بسنان كانت تربطه علاقة وثيقة بالمحضار والحازمي، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتمكن من إثبات هذا الادعاء.

لعب السعوديون دورًا ، ولكن …

من الواضح أن المواطنين السعوديين وتحت إشراف الأجهزة الأمنية السعودية قد لعبوا دوراً مهماً في تنفيذ سيناريو 11 سبتمبر، لكن هناك أدلة أخرى مهمة للغاية حول هذا الحادث، تدل على أن المواطنين السعوديين أو الحكومة السعودية کانوا منفذي هذا السيناريو فحسب. وهناك أسئلة خطيرة للغاية حول الجهات التي أمرت السعوديين بتنفيذ الهجمات، والدوافع التي تقف وراء أحداث 11 سبتمبر.

وفي هذا الصدد، أقر “ليندسي غراهام” عضو مجلس الشيوخ الأمريكي أيضًا، بأن هجمات بهذا التعقيد لا يمكن أن تكون قد نفذتها هذه الشبكة وحدها.

وقال: “يبدو لي أنه أمر لا يصدق أن تسعة أشخاص، معظمهم لا يعرفون حتى اللغة الإنجليزية، ولم يأتوا إلى الولايات المتحدة من قبل، ولم يكن لدى الكثير منهم حتى شهادة الثانوية، قد نفذوا مثل هذا الهجوم المعقد دون دعم بعض الجهات داخل الولايات المتحدة”.

اليوم، الغموض المحيط بأحداث الحادي عشر من سبتمبر مهم وخطير للغاية، لدرجة أن أي تركيز على الإجابة على أسئلة أخرى غير تلك الأسئلة، هي محاولة لصرف الانتباه عن القضايا الرئيسية.

من أهم الأسئلة التي لم يتم الرد عليها بشأن 11 سبتمبر، هي أن ما قدمته الحكومة الأمريكية في شكل لجنة 11 سبتمبر وتقارير الوكالات الرسمية الأمريكية الأخرى حول أسباب الحادث وأبعاده المختلفة، كانت تختلف بشكل واضح عن الوثائق التي حصل عليها الباحثون بطريقة علمية بالكامل وبعيدًا عن التحيز السياسي.

يعدّ المهندسون والمعماريون وخبراء الهدم والفيزياء والطيارون، من بين أهم المجموعات التي شککت في تقرير الولايات المتحدة الرسمي عن 11 سبتمبر من خلال تقديم أدلة علمية.

علی سبيل المثال، البروفيسور ستيفن جونز، أستاذ الفيزياء النووية بجامعة برمنغهام، وبناءً على التجارب التي أجراها على أربع عينات مختلفة من حطام أنقاض البرجين التوأمين والمبنی 7 لمنظمة التجارة العالمية، استنتج أن نوعًا من مادة “نانو ثرمايت” المتفجرة قد استخدمت لتدمير البرجين التوأمين.

ويعتقد هو وباحثون آخرون في 11 سبتمبر، أن انهيار البرجين لم يحدث أبدًا نتيجة حريق ناجم عن تحطم طائرة، بل تم استخدام المتفجرات لتدمير البرجين.

وفي مقال علمي، خلص ستيفن جونز إلى أن الطبقة الحمراء في الرقائق الحمراء والرمادية الموجودة في أنقاض برجي مركز التجارة العالمي، هي مادة الثرمايت النشطة التي لم تعمل. وفي جميع العينات الأربع المختلفة لأطلال البرجين التوأمين، وجد ستيفن جونز قطعًا صغيرةً أو رقائق تتكون من طبقتين، واحدة حمراء والأخرى رمادية.

أظهرت تجارب البروفيسور جونز أن الطبقة الرمادية تحتوي على أكسيد الحديد، بينما تحتوي الطبقة الحمراء على الحديد والأكسجين والألمنيوم والسيليكون والكربون، أي جميع العناصر التي يتكون منها النانوثرميت.

کما أظهرت تجارب أخرى على هذه الرقائق الحمراء والرمادية، أن الرقائق کانت تشتعل بشكل غريب عند 430 درجة مئوية، وکانت تشکِّل حلقات حديدية عن طريق إثارة تفاعل متفجر، وهذا هو بالضبط ما يحدث في الثرميت.

ويوضح الدكتور جونز أن هذا الثيرمايت الفائق، الذي تمت محاكاته من قبل الباحثين في مختبر لورانس ليمور الوطني ومختبرات أخرى، له خصائص يمكن رشه على الطبقة السطحية للمكان أو المبنى، أو حتى لصقه مثل الطلاء، وبهذه الطريقة يتم إنشاء طبقة شديدة النشاط والانفجار على سطح المبنى.

ومن الأدلة الموضوعية الأخرى التي استشهد بها خبراء الهدم لإثبات تدمير هذه المباني، هو انهيار البرجين التوأمين. فبحسب الخبراء، إن انهيار الأجزاء العلوية من موقع تحطم الطائرة في البرجين، قبل انهيار أجزاء أخرى من المبنى، هو دليل آخر على استخدام المتفجرات لتدمير البرجين.

التقارير الرسمية للحكومة الأمريكية عن سقوط البرجين التوأمين، تقترح نموذج “السقوط الموجه بالجاذبية” للبرجين التوأمين. في هذا النموذج، يتم التأكيد على أن الجزء العلوي من المبنى يشبه المكبس الذي يسحق الطوابق السفلية، في حين أن ما تظهره مقاطع الفيديو وصور سقوط الأبراج لا يتفق مع هذا التفسير.

من أجل تطبيق نموذج “السقوط المدفوع بالجاذبية” على هدم أي مبنى وانهياره، يجب أن يتمتع الجزء العلوي من المبنى بقدرة خاصة؛ وهذا يعني أن هذا الجزء يجب أن يظل سليمًا قبل أن يتحطم عن طريق الاصطدام بالأرض، حتى يتمكن من ممارسة الضغط اللازم على الأجزاء السفلية وتدميرها.

ومع ذلك، وكما يتضح من مقاطع الفيديو والصور الخاصة بالبرجين، وخاصةً البرج الجنوبي، فإن الجزء العلوي ينحني إلى جانب وينهار في وقت أسرع من الأجزاء الأخرى كوحدة متكاملة، وهذا يعني أنه لا توجد قوة تمارس ضغطًا على الأجزاء السفلية من المبنى مثل المكبس وتتسبب في تدميرها، ووفقًا لذلك لا يمكن تبرير الحركة التدميرية للمبنى إلا بوجود عامل إضافي.

کما أن النتائج العلمية الأخرى تتحدى انهيار مباني التجارة العالمية أيضًا. حيث تُظهر التحليلات العلمية التي أجراها علماء الفيزياء، أن مركز التجارة العالمي والمبنى السابع قد انهارا بشکل سريع، مما يدحض جميع تحليلات الرواية الأمريكية الرسمية بأن انهيار المباني كان بسبب حريق نجم عن احتراق البنزين على متن الطائرة.

ينص المبدأ الثالث لقانون نيوتن على أنه عندما يسقط جسم ثقيل على أشياء أخرى، أي عندما يصطدم جسمان، فإنهما يضغطان علی بعضهما البعض في الاتجاه المعاكس. وهكذا، عندما يسقط جسم، إذا مارس قوةً على جسم آخر في مساره، فإن الجسم المعني يدفعه إلى الخلف ويبطئ من سرعة سقوطه، بسبب القوة المتبادلة التي يمارسها على الجسم الساقط.

وفقًا لذلك، عندما يهبط جسم ما بسرعة السقوط الحر، نستنتج أنه لا يوجد شيء في طريقه يمارس قوةً عليه لإبطائه؛ کما أنه بحسب قانون نيوتن الثالث، عندما يسقط جسم ما بمعدل السقوط الحر، فيمكن القول إن الجسم الساقط لا يمارس أي قوة علی شيء في مساره.

إنهيار مباني التجارة العالمية بمعدل السقوط الحر، يعني أنه لم يكن هناك عامل للمقاومة في مسارها، لأن القنابل الموضوعة في المباني قد انفجرت ومهدت الطريق لسقوطها على التوالي.

لذلك، وبالنظر إلى هذه الوثائق حول أحداث 11 سبتمبر الغامضة، فإن تركيز الولايات المتحدة الآن على دور السعودية، هو محاولة لتجنب الإجابة على أسئلة خطيرة للغاية.

المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق