التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

المجلس السياسي الأعلى في اليمن: نحن مع السلام المشرف وننتظر رسائل إيجابية من الأمم المتحدة 

– قامت الریاض قبل نحو ست سنوات بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الجرائم التي قام بها تحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الست الماضية من خلال تنفيذ الكثير والكثير من الجرائم ضد أطفال ونساء اليمن واستهداف البنية التحتية والمستشفيات وفرضه حصاراً خانقاً على كل أنباء الشعب اليمني، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن هذه الجرائم بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة. وخلال الأيام الماضية، تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تحقيق الكثير من الانتصارات خلال الايام الماضية واستطاعوا التقدم باتجاه مدينتي البيضاء ومأرب آخر معقل لحكومة “عبد ربه منصور هادي” المستقيلة في شمال اليمن بعد سيطرتهم على العديد من المديريات الهامة والاستراتيجية في هاتين المحافظتين.

وعقب كل هذه الانتصارات التي حققها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في جبهات العزة والكرامة، قدم زعيم “أنصار الله” السيد “عبدالملك الحوثي” مبادرة جديدة الاسبوع الماضي بشأن محافظة مأرب ووقف القتال فيها. وقال، إن “المبادرة التي قدمت بشأن مأرب تراعي مصالح أبناء مأرب أولاً وأن يتم تنفيذها بالتزامن مع تنفيذ الملف الإنساني”. وكشف عن بنود المبادرة الخاصة بمأرب والتي قدمت لتحالف العدوان عبر الوفد العماني وكانت من تسع نقاط، منها الالتزام بحصص المحافظات الأخرى من النفط والغاز وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب “صافر رأس عيسى”، وكذا أن يكون هناك إدارة مشتركة من أبناء محافظة مأرب والحفاظ على الأمن والاستقرار وإخراج عناصر القاعدة وداعش، وعدم الاعتداء على المواطنين وإعادة تشغيل المحطة الغازية، ضمان حرية التنقل والإفراج عن كل المخطوفين من أبناء مأرب وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مأرب إلى مناطقهم، وضع عائدات سفن المشتقات النفطية في الحديدة لصالح المرتبات.

وعلى صعيد متصل، اتهمت جماعة “أنصار الله” اليمنية، يوم أمس الإثنين، تحالف العدوان السعودي، بعرقلة السلام في اليمن، مجددة التمسك برفع قيوده المفروضة على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، قبل التفاوض بشأن وقف إطلاق النار على مستوى البلد الذي يمزقه الصراع للعام السابع على التوالي. وأكد المجلس السياسي الأعلى أن اليمن مع السلام المشرف وفق التوصيف الذي طرحه قائد “أنصار الله” السيد “عبدالملك بدر الدين الحوثي” في خطابه الأخير، وينتظر رسائل إيجابية من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد. وبحسب وسائل اعلام يمنية، شدد المجلس في اجتماعه، يوم أمس الاثنين، برئاسة الرئيس “مهدي المشاط” على أهمية أن يبدأ المبعوث الأممي الجديد من حيث توقف سابقه وتجنب الوقوع في أخطاء من سبقه وعدم البدء في نقاش القضايا من نقطة الصفر وكذا عدم تجاهل الحصار المفروض على الشعب اليمني.

وأشار المجلس إلى أنه ليس هناك موقف من شخص أي مبعوث أممي وإنما من غياب الدور المفترض للأمم المتحدة، لافتاً إلى أن أي مساعدة قد يحتاج إليها المبعوث لتيسير مهمته ينبغي أن يكون مصدرها دول العدوان التي تعرقل عملية السلام وتضاعف من حربها الاقتصادية في ظل الحصار على الموانئ والمطارات وفي المقدمة ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي. واطلع الاجتماع على عدد من التقارير الاقتصادية والتوصيات ذات العلاقة وأحالها إلى اللجنة الاقتصادية لاتخاذ كل ما هو مناسب للتخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني. وثمن المجلس السياسي الأعلى جهود اللجنة الاقتصادية والجهات ذات العلاقة وما تم إعلانه من مواقف وخطوات في مواجهة الحرب الاقتصادية التي يتعرض لها اليمن وآخرها طبع العملة المزيفة ورفع سعر صرف الدولار الجمركي. ووجه الاجتماع الجهات الحكومية المختصة بالجانب الاقتصادي وكذا الجهات الأمنية بالمزيد من اليقظة لمحاولات المرتزقة المتكررة في تهريب العملة المزيفة والضرب بيد من حديد لمنع هذه الممارسات. وأكد الاجتماع على الأهمية البالغة للدور الذي ينبغي أن تضطلع به وسائل الإعلام الوطنية الحكومية والخاصة في التوعية بمخاطر الحرب الاقتصادية وأساليبها المتعددة.

واستنكر الاجتماع ما تقوم به السلطات السعودية تجاه المغتربين اليمنيين وطرد وترحيل الأكاديميين بسبب هويتهم اليمنية كما حدث مؤخراً الأمر الذي يذّكر بممارساتها إبان حرب الخليج. واستمع الاجتماع إلى تقرير عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد غالب الرهوي عن نتائج زيارته لمحافظة الحديدة واحتياجاتها العاجلة. ووجه الجهات المعنية بالمعالجات اللازمة في هذا السياق، محملا العدوان مسئولية تفاقم الأوضاع الإنسانية في عموم محافظات الجمهورية، خاصة في الحديدة والمناطق الساحلية وانقطاع الكهرباء عن المستشفيات وغيرها سيما في فصل الصيف نتيجة منع دخول المشتقات النفطية. وأشاد المجلس السياسي الأعلى بالانتصارات والملاحم البطولية التي يسطرها الجيش واللجان الشعبية في ميادين العزة والشرف التي صنعوا من خلالها المجد لأبناء الشعب اليمني. واستعرض الاجتماع المستجدات الدولية، مشيراً إلى الدور السلبي والتدميري للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم وآخرها المتغيرات الحاصلة في أفغانستان. ونوه الاجتماع بالعملية العسكرية الأخيرة لحزب الله رداً على الكيان الصهيوني الغاصب، مؤكداً أن العملية تأتي في سياقها الطبيعي للرد على عنجهية وتطاول العدو الصهيوني الذي قزمته عملية “سيف القدس”

وعلى نفس هذا المنوال، جددت شركة النفط في بيان لها، يوم الأحد الماضي، المطالبة بإيقاف القرصنة البحرية والممارسات التعسفية لدول تحالف العدوان بقيادة أمريكا واستمرارها في احتجاز سفن المشتقات النفطية ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة. واعتبرت تمادي تحالف العدوان في احتجاز سفن المشتقات النفطية، انتهاكاً سافراً للأعراف والمواثيق الدولية التي تجرّم المساس باحتياجات المدنيين، منددة بالصمت الأممي المريب تجاه استمرار هذه الجريمة. وأشارت إلى أنه مضى على احتجاز قوى العدوان لبعض السفن عاما كاملا وبعضها أكثر من ثمانية أشهر، وهذا يعد إمعانا في قتل الشعب اليمني. وأكدت شركة النفط أن ما تم الإفراج عنه خلال النصف الأول من العام الجاري من المشتقات النفطية يمثل 7% فقط من الاحتياج الكلي لمادة الديزل و 5% من الاحتياج الكلي من مادة البنزين. ولفتت إلى أن الأمم المتحدة تتغاضى عن جرائم دول العدوان بقيادة أمريكا وحربها السافرة على الشعب اليمني.

كما ذكرت العديد من المصادر الإخبارية أن تحالف العدوان السعودي لا يزال حتى هذه اللحظة يواصل حصاره الظالم عبر أعمال القرصنة البحرية الرامية إلى إعاقة وصول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، ما أدى إلى زيادة معاناة الإنسان اليمني في شتى مجالات حياته. ومع انتشار فيروس كورونا في اليمن وإعلان حالة الطوارئ لمواجهته، برز لنا مجدداً مسلسل احتجاز السفن النفطية والغذائية من قبل تحالف العدوان في محاولة بائسة منه لتوسيع رقعة الإصابة بالفيروس وتفشيه بين اليمنيين. وحول هذا السياق، قال الدكتور “محمد الدعوس” المدير الإداري لمستشفى الأمل التخصصي بصنعاء: “إن إحتجاز السفن وقرصنتها من قبل تحالف الشر جريمة كبرى، ويؤثر كثيراً وبشكل سلبي على المستشفيات خاصة وعلى القطاع الصحي بشكل عام، ما ينذر بكارثة صحية كبيرة وتفاقم الوضع الصحي وزيادة معاناته وتدهوره، وقد يصل به الأمر إلى التوقف النهائي عن تقديم خدماته لعامة المواطنين، كون المستشفيات تعتمد اعتمادً كلياً على المشتقات النفطية وخاصة مادة الديزل لتوليد الطاقة الكهربائية لأن معظم الأجهزة والمعدات الطبية تعتمد بدرجة أساسية على الكهرباء.”

إن تعنت دول تحالف العدوان ورفضها المتكرر لجميع مبادرات السلام التي تقدمها حكومة صنعاء، يؤكد مدى حقد وطغيان وإجرام المعتدين وسعيهم إلى ارتكاب جريمة كبرى بحق الإنسان اليمني، جريمة مركبة تهدف إلى تضييق الخناق على الشعب اليمني وتفاقم حجم المعاناة خاصة في ظل الظروف التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة العدوان والحصار وتفشي فيروس كورونا وتدني الخدمات الصحية. كل هذا يثبت مدى استغلال العدوان الظروف الراهنة لصناعة أزمة إنسانية لا مثيل لها على الإطلاق في العالم اليوم. أن احتجاز دول تحالف العدوان السفن النفطية والغذائية والدوائية اليمنية جريمة مركبة متعمدة يمارسها العدوان بحق الشعب اليمني، إضافة إلى العدوان العسكري والحصار الاقتصادي والظروف الصحية التي تسبب بها العدوان وفي مقدمتها انتشار فيروس كورونا.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق