التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

مراسم يوم العاشر من المحرم… من غرب آسيا إلى قلب أوروبا 

بالتزامن مع حلول عاشوراء، أقيمت مراسم العزاء الحسيني في بلدان مختلفة من العالم.

مراسم عاشوراء في تركيا مع مراعاة البروتوكولات الصحية

أقيمت مراسم عزاء عاشوراء في مدن مختلفة في تركيا، بما في ذلك أنقرة وإسطنبول واغدير وقارص ومرسين وبورصة وإزمير. وذرف المشارکون الدموع في مجموعات منتظمة ووفق البروتوكولات الصحية، لاستشهاد سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام).

في اسطنبول، بالإضافة إلى إقامة العزاء، تبرع المعزون بالدم. وتجمع الآلاف في زينبية اسطنبول، مع متابعة البروتوكولات الصحية، لإحياء ذكرى شهداء کربلاء.

في هذه الأثناء، بالتزامن مع مراسم العزاء التي أقامها الناس، احتفل المسؤولون الأتراك أيضًا بالمحرم وعاشوراء عبر إصدار بيانات.

وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تمنياته للمسلمين بالتوفيق أثناء كلمة له في حفل أقيم في أنقرة أمس، مشيراً إلى قدوم شهر محرم. وفي جزء آخر من حديثه، أشار إلى حلول عاشوراء، في إشارة إلى استشهاد الإمام الحسين(ع) المظلوم وأصحابه المخلصين، وكرّم ذكراهم.

وقال رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، في مراسم توزيع النذور العاشورائية باسطنبول: “عاشوراء من أهم الأحداث في تاريخ البشرية، وفي هذا اليوم استشهد حفيد الرسول وأصحابه.”

ووصف سيد الشهداء بأنه رمزًا للتمسك بالأخلاق والأصول والقرآن والحق، وقال: الإمام الحسين (ع) رمز للمقاومة والصمود في طريق الحق والعدل والوصول إلى درجة الاستشهاد العالية.

بدوره قال “دولت بهتشلي” زعيم حزب الحركة القومية التركي في رسالة بمناسبة عاشوراء: “مقاومة الظلم والقمع هي من الأخلاق الحسينية، والأمة التركية لديها مثل هذه الأخلاق. ومن أجل هزيمة يزيديي الزمان والوقوف ضدهم، سيكون السلوك الحسيني كافياً.”

وأضاف بهتشلي: “سنواصل محاربة الظالمين بسيف ذي الفقار الذي احتفظنا به في قلوبنا، وبدلاً من العيش مثل يزيد وبدلاً من الشخصية الفرعونية، سنضحي بدمائنا وأرواحنا مثل الحسين”.

کما كتب المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر شليك، في رسالة بمناسبة عاشوراء: “إن الذين يزرعون كربلاء وعاشوراء في قلوبهم في مواجهة أي ظلم واعتداء على الإنسانية، هم في طليعة جبهة الحق.”

واعتبر الإمام الحسين(ع) ورفاقه المخلصين شهداء طريق الإنسانية والحقيقة الإنسانية، وقال: المحرم مدرسة للإنسانية، وطالما أن المظلومين موجودون في مختلف أنحاء العالم، ستكون هناك كربلاء وكل يوم سيكون عاشوراء.

کذلك، أكد نائب حزب العدالة والتنمية نعمان قرطموش في رسالة بمناسبة عاشوراء الحسين واليوم العاشر من المحرم: أن الإمام الحسين(ع) ورفاقه الأوفياء علموا للبشرية الصدق والصبر والمجادلة والجهاد في طريق الحق. واعتبر عاشوراء الحزن المشترك للإنسانية، ودعا الله تعالى أن يجعل عاشوراء يوم وحدة الأمة الإسلامية.

حادثة إرهابية خلال مراسم عاشوراء في باكستان

يقام عزاء المحرم كل عام بحماس خاص وبحضور كبير للمسلمين الشيعة والسنة وحتى المسيحيين في باكستان، وشوارع هذا البلد تمتلأ بالناس خلال شهر محرم.

عشاق سيد الشهداء (ع) في باكستان، ومن خلال نشر الأعلام السوداء في مراكز الشيعة حداداً على استشهاد الإمام الحسين(ع)، يستعدون للعزاء حتى مساء الحادي عشر من المحرم، ويستمرون في مراسم العزاء حتى السابع من ربيع الأول.

أيضًا، تمت تسمية کل يوم من الأيام العشرة الأولى من شهر محرم في باكستان باسم محدد، وفي كل ليلة يروي الرواديد جزءًا من معاناة الإمام الحسين(ع) للمشارکين.

في هذه الأيام، يقوم شيعة باكستان بالنوح واللطم وضرب السلاسل كل يوم وليلة، وتصل طقوس العزاء على شهداء كربلاء ذروتها في يومي تاسوعاء وعاشوراء.

في باكستان، تزامنت احتفالات عاشوراء الحسين مع هجوم إرهابي، حيث أسفر انفجار قنبلة خلال مراسم العزاء الحسيني في مقاطعة البنجاب بشرق باكستان عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ما لا يقل عن 50 آخرين.

وأفادت وسائل الإعلام الباكستانية عن إصابة 25 من المشارکين في بداية الهجوم الإرهابي في بلدة “بهاول نکر” بإقليم البنجاب. وقالت مصادر بالمستشفيات إن بعض الجرحى في حالة حرجة، ومن المرجح أن يرتفع عدد القتلى.

قوبل تفجير عاشوراء، الذي أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 50 آخرين، بموجة من الإدانات من المسؤولين الباكستانيين والزعماء الدينيين في هذا البلد.

حيث ندد وزير الإعلام ووزير الشؤون الخارجية الباكستاني بشدة بالحادثة الإرهابية في يوم عاشوراء واستهداف الطقوس الشيعية، قائلين: “إن الأعداء يسعون لتدمير أجواء السلام في البلاد. ومع ذلك، فإن مثل هذه الأعمال لن تؤثر على إرادتنا في مكافحة الإرهاب.”

كما أعرب مجلس الوحدة الإسلامية، أحد الأحزاب الشيعية البارزة في باكستان، عن تضامنه مع ضحايا التفجير، وشكك في إجراءات مسؤولي الشرطة وولاية البنجاب، وطالب بإجراء تحقيق فوري في سبب الحادث.

کذلك، أدى الانفجار إلى تصعيد التوترات في المدينة، حيث نزل عدد من الشيعة إلى الشوارع للاحتجاج على الهجوم والمطالبة بالانتقام.

بدوره قال خاور شفقت، الزعيم الشيعي، إن الانفجار استهدف طريق المشارکين أثناء العبور من منطقة مكتظة بالسكان، ودعا الحكومة إلى زيادة الإجراءات الأمنية في مختلف أنحاء البلاد.

الهدوء في أفغانستان بالتزامن مع مراسم العزاء الحسيني

أقيمت مراسم عزاء عاشوراء الحسين(عليه السلام) في جميع أنحاء أفغانستان، بما في ذلك كابول، عاصمة هذا البلد، في مختلف مواکب ومساجد مدينة كابول بحفاوة وحماس، وبحضور الرجال والنساء الذين يحبون أهل البيت(عليهم السلام).

وشهد مسجد القرآن والعترة(عليهم السلام) حضوراً كبيراً من النساء والرجال والشباب والأطفال من محبي أهل البيت وأنصار الإمام الحسين(عليه السلام) في عاشوراء. وأقيم في المسجد مراسم العزاء والنوح الخاص بطفل الإمام الحسين المعروف بعبد الله الرضيع أو علي الأصغر(عليه السلام).

وشرح رجل الدين عبد الله أفضلي، عضو مجلس علماء أفغانستان، للمشاركين الأبعاد المختلفة لثورة الإمام الحسين(عليه السلام) ودروس عاشوراء، وشدد على أن مشاكل العالم الإسلامي اليوم لا يمكن حلها إلا من خلال الدروس المستفادة من مدرسة أهل البيت وعاشوراء.

وقال إن الوقوف في وجه القهر والقمع والعدوان بأسلوب نضال وثورة الإمام الحسين(عليه السلام) هو السبيل لإنقاذ مجتمع اليوم في العالم، ويجب على الشعوب والأمم أن تحكم مصيرها بدراسة هذه المدرسة واتباع الإمام الحسين(عليه السلام).

بدوره روی أحمد علي أحمد زاده، رجل الدين الأفغاني، قصة علي الأصغر(عليه السلام) وکيفية استشهاده للحاضرين في مراسم عاشوراء، وفي الوقت نفسه أقيمت الطقوس الخاصة باستشهاد الطفل الرضيع علي الأصغر.

كما وصلت تقارير من مدن مختلفة في أفغانستان، بما في ذلك مزار الشريف، وقندهار، وغزنة، وهرات، وباميان، وداكوندي، أن مراسم عاشوراء هذا العام أقيمت في أمن تام وبحضور كبير من الناس.

كما حضر بعض مسؤولي طالبان المراسم في كابول ومدن أفغانية أخرى، وتحدثوا عن التاريخ والدروس التي يمكن تعلمها من عاشوراء.

وهذه هي السنة الأولى التي تقام فيها مراسم العزاء الحسيني بعد سقوط حكومة محمد أشرف غني وعودة حركة طالبان وسيطرتها علی العاصمة الأفغانية، وقد أقيم هذا الاحتفال الديني بأمن تام وتعاون من طالبان لتوفير الأمن له.

مراسم عاشوراء في أوروبا

أقيمت مراسم عزاء سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ورفاقه المخلصين في يوم عاشوراء، بحضور عدد كبير من الشيعة ومحبي بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) في المساجد والحسينيات والمواکب في مدن أوروبية مختلفة.

حيث تجمع الآلاف من أتباع بيت العصمة والطهارة(عليهم السلام) في ذكرى عاشوراء الدامية واستشهاد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام)، وأقاموا العزاء الحسيني في المركز الإسلامي ببريطانيا، الجمعية الإسلامية العالمية، مسجد آية الله الخوئي، جمعية الإمام الحسين(عليه السلام) ومدرسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لندن، مركز التوحيد بلندن وحسينية أهل البيت (عليهم السلام) في دبلن.

کما حضر عدد كبير من شيعة الإمام علي(عليه السلام) من جميع الجنسيات الإسلامية بالمركز الإسلامي البريطاني في لندن، ومن خلال إقامة مراسم العزاء، أظهروا حبهم الصادق وإخلاصهم لأهل البيت(عليهم السلام) وشعورهم الإسلامي في الحفاظ على الشعائر الإسلامية.

المركز الإسلامي في بريطانيا، ومع رفع قيود كورونا في هذا البلد، كما في السنوات السابقة وانسجاماً مع الشيعة حول العالم ولأداء رسالته الدينية والثقافية وإبقاء الشعائر الإسلامية وملحمة كربلاء حيةً، بدأ منذ العشرة الأولی من المحرم مراسم العزاء الحسيني بشکل واسع النطاق باللغات الفارسية والإنجليزية والعربية والأردية.

کما أقيم في ليلة الخامس من شهر محرم هذا العام، احتفالية استقبال علم مرقد أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) في المركز الإسلامي ببريطانيا. في هذا الحفل الروحي، ومع وصول علم ضريح الإمام الحسين إلی مراسم العزاء في هذا المركز، دوى عبق كربلاء وظهرت دموع الفرح شوقًا للقاء سيد الشهداء وحامل لواء كربلاء على وجوه محبي أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وشهداء كربلاء.

أقيم هذا الحفل بحضور حجة الإسلام والمسلمين السيد هاشم موسوي ممثل المرشد الأعلى في بريطانيا، وذرف الشباب دموع الحزن على شهداء كربلاء.

عشاق أبا عبد الله(عليه السلام) في لندن، الذين أتوا إلى المركز الإسلامي في بريطانيا هذا المحرم بعد ثمانية عشر شهرًا من القيود الاجتماعية بسبب كورونا، بالإضافة إلى الترحيب بالبرامج الروحية، اعتبروا استقبال علم ضريح الإمام الحسين(عليه السلام) أحد الأعمال الملهمة والمفيدة للمركز الإسلامي في بريطانيا في محرم هذا العام.

كما اجتمع عشاق أبا عبد الله الحسين في كوبنهاغن في احتفالات متفرقة باللغات العربية والفارسية والدنماركية في مسجد الإمام علي الكبير بهذه المدينة، وأقاموا العزاء لاستشهاد الإمام الحسين(عليه السلام) ورفاقه الأوفياء.

کذلك، أقيمت مراسم عزاء أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وشهداء كربلاء في مركزين ثقافيين شيعيين باسبانيا، هما “مؤسسة آل البيت” وحسينية “جمعية أهل البيت(عليهم السلام)” في مدريد.

في هذا الحفل، وخاصةً في ليالي تاسوا وعاشوراء وظهر عاشوراء، اجتمع الإيرانيون المقيمون في إسبانيا والشيعة في مدريد من مختلف الثقافات والجنسيات، بما في ذلك العراقيون والإيرانيون والباكستانيون والقطريون والأذربيجانيون والمغربيون والسوريون، اجتمعوا لإقامة الشعائر الإلهية وإبقاء راية الفكر الشيعي مرفوعةً بذكر مصائب أبي عبد الله وأنصاره في هذا اليوم.

وبالإضافة إلى رجال الدين المحليين الذين تحدثوا باللغة الإسبانية وكذلك رجال الدين العرب، كان رجال الدين الإيرانيون حاضرين أحيانًا في ليالي تاسوعاء وعاشوراء، وكذلك ظهر يوم عاشوراء، في “مؤسسة آل البيت”، وتحدثوا عن خصائص وأهداف ثورة عاشوراء باللغات العربية والفارسية والأردية.

كما أقامت سفارة جمهورية إيران الإسلامية في إسبانيا مراسم عزاء للإمام الحسين(عليه السلام) في السفارة. کذلك، شهدت النمسا وسويسرا ودول أوروبية أخرى إقامة مراسم العزاء الحسيني وفقًا للإجراءات الصحية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق