خصائص قوة حزب الله اللبناني / من القوة الداخلية إلى الردع الخارجي
تحدث “السيد حسن نصر الله” الامين العام لحزب الله في لبنان ليلة الخامس من محرم عن خصائص حزب الله في لبنان. وشدد الأمين العام على أن هذه المقاومة هي حالياً من أكبر الجماعات في لبنان ولا يمكن لأحد أن ينكر هذه الحقيقة. كما أشار نصر الله إلى ضرورة أن تلعب الجماعة والأحزاب الأخرى دورًا في التطورات السياسية والاجتماعية والأمنية.
والحقيقة أن حزب الله اللبناني يتمتع الآن بخصائص عديدة، وكلها تظهر أن هذه المجموعة المقاومة أصبحت قطب قوة، داخليًا وخارجيًا. حزب الله اللبناني، على سبيل المثال، هو الآن جزء لا يتجزأ من الهيكل السياسي اللبناني، ويلعب ممثلو هذه المجموعة دورًا قويًا في البرلمان، ووزراؤها حاضرون في هيكل الحكومة. وهذا يعني أن حزب الله، على الرغم من امتلاكه قدرات عسكرية قوية، يلعب أيضًا دورًا مهمًا في الساحة السياسية وهو من أكبر الجماعات السياسية في لبنان. القوة السياسية لحزب الله داخل لبنان كبيرة لدرجة أنه حتى الآن لم تُبذل جهود خارجية، لا سيما من قبل الولايات المتحدة والنظام الصهيوني، لإخراج الجماعة من الهيكل السياسي اللبناني.
في غضون ذلك، يكمن مكوّن ومؤشر آخر لقوة حزب الله اللبناني في دوره كوسيط في الساحة السياسية اللبنانية. لطالما واجه لبنان أزمة تسمى أزمة “تشكيل الحكومة”. لكن بدلاً من اختيار طريق المشاركة السياسية من أجل المشاركة في الحكومة، لعب حزب الله في لبنان دور الوسيط ولعب دورًا كبيرًا في جلب لبنان إلى شاطئ الاستقرار والسلام في جميع الأوقات. على سبيل المثال، تشير الخلافات الأخيرة بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة المؤقتة السابق سعد الحريري إلى أن حزب الله، رغم معارضة آراء الحريري، اختار التوسط بدلاً من مواجهته، وبالتالي وضع المصالح الوطنية على المصالح الحزبية. بالإضافة إلى كل ما قيل، من بين مؤشرات قوة حزب الله اللبناني دوره في المجالات الأمنية والسياسية والاجتماعية في لبنان. في السنوات الأخيرة، رأينا دائمًا حزب الله يستخدم قوته العسكرية لمساعدة الجيش اللبناني والقوات المسلحة. على الساحتين الاجتماعية والسياسية، لم يتم الشعور بفراغ في وجود حزب الله. ويعترف العديد من الخبراء والمراقبين السياسيين أيضًا بأن الأنشطة الثقافية لحزب الله في لبنان ليست هامشية. بالإضافة إلى مكونات ومؤشرات القوة الداخلية لـ “حزب الله” في لبنان، ينبغي أيضًا الإشارة إلى مؤشرات القوة العابرة للحدود لهذه المجموعة، حيث يمتلك حزب الله اللبناني الآن قوة ردع في التعامل مع التهديدات الخارجية. وقد أدت إمكانية حزب الله هذه إلى مزيد من الحماية لسيادة لبنان وسلامته الإقليمية. القوة العسكرية والسلاح لحزب الله في لبنان هي مصدر تشكيل هذه القوة الرادعة الشاملة. في الأسابيع الأخيرة، سعى البعض إلى إغراق حزب الله في حرب أهلية من أجل تقويض القوة العسكرية لحزب الله وتشويه سمعته لدى الرأي العام اللبناني، ولهذا السبب استشهد عضو حزب الله علي شبلي في بيروت على يد مرتزقة محليين في لبنان. كان الهدف الأساسي من هذا الإجراء هو جر حزب الله إلى حرب أهلية للتظاهر بأن حزب الله يستخدم قوته العسكرية والسلاح في النزاعات الداخلية للبنان ومستعد لحماية مصالحه والحفاظ عليها. ومع ذلك، من خلال اتخاذ موقف حكيم، أظهر حزب الله أنه مع امتلاكه القوة العسكرية وقوة الردع الخارجية، فإنه لا يضحي أبدًا بالمصالح الوطنية من أجل مصالح حزبية. كما تجدر الإشارة إلى أن العدوان العسكري الأخير للنظام الصهيوني على الحدود الجنوبية للبنان، والذي قوبل برد قاس من حزب الله، في الوقت الذي ظن فيه النظام الصهيوني أن حزب الله لم يعد قادراً على الدفاع عن السيادة اللبنانية بسبب الاضطرابات الداخلية، لكن الرد أظهر أن حزب الله، رغم الأزمات، في ذروة استعداده للتعامل مع التهديدات الخارجية، وهذا من أهم مؤشرات قوة حزب الله. بالإضافة إلى ما قيل، هناك مؤشر آخر على قوة حزب الله اللبناني وهو دوره في حل الأزمات الوطنية في البلاد. مثال على ذلك أزمة نقص الوقود في لبنان، التي أصبحت قضية أمنية في البلاد. حيث قدم حزب الله حلا أساسياً وسهلاً باستيراد الوقود من جمهورية إيران الإسلامية.
المصدر/ الوقت