التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 17, 2024

مخاوف إسرائيلية من تكرار سيناريو أفغانستان بالضفة المحتلة 

وكالات ـ الرأي ـ
قالت كاتبة إسرائيلية إن “خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، والاستيلاء السريع لحركة طالبان، يثيران مخاوف إسرائيلية بشأن سيناريو مماثل يحدث في الضفة الغربية”.

وأضافت عنات كورتس من معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، في مقال على موقع القناة 12، أن “الأحداث التي صاحبت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، وتشكيل الوعي على الساحة الدولية، تعبير عن ضعف أمريكي، وفي الوقت ذاته تشكيل سردي لقوة الصبر الاستراتيجي، وصلاحية صمود العناصر الجهادية، وتصميمها، وقد ثبت بالفعل أن هذه الرواية مصدر إلهام لحماس في الساحة الفلسطينية”.

وأوضحت أنه “في ظل هذه الخلفية يبدو السؤال مطروحا: هل ما حدث في أفغانستان يحمل سيناريو يتوقع حدوثه في الساحة الفلسطينية، خاصة إذا أخلت “إسرائيل” مناطق في الضفة الغربية كجزء من اتفاق مع الفلسطينيين، مع العلم أنه يمكن الافتراض أن إخلاء “إسرائيل” للضفة الغربية، أو أجزاء كبيرة منها، سيؤدي، على الأقل في المدى القريب، إلى عدم الاستقرار في الساحة الفلسطينية، وسيحث حماس بالتأكيد على محاولة توسيع نفوذها في أراضيها”.

وأشارت إلى أن “سيطرة حماس على أجزاء واسعة من الضفة الغربية لن تتحقق دون صراع مع فتح والسلطة الفلسطينية، التي ستشهد فقدانا للسيطرة المركزية، وفي هذه الحالة قد تتطور الأحداث إلى عدد من السيناريوهات، ومنها على سبيل المثال: دمج أجزاء من الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع مجموعات فتح المسلحة، أو دخول الفصائل الفلسطينية في صراع ضد بعضها وفقاً لتكتلات جهوية عشائرية، واتصالها بمراكز القوى ضمن صفوف السلطة الفلسطينية”.

ورجحت الكاتبة أن “يمتد الصراع في الضفة الغربية إلى داخل الحدود الإسرائيلية، وفي هذه الحالة سينجم عن فقدان السيطرة المركزية إطلاق العنان لعناصر مسلحة معادية ستسعى لتصعيد التوتر في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية، وفي هذه الحالة قد تلجأ “إسرائيل” لحماية السلطة الفلسطينية من جهود حماس لانتزاع مكانتها الرسمية العليا منها”.

واستدركت بالقول إن “من سيطلبون من “إسرائيل” عدم التدخل في حالة عدم الاستقرار الفلسطيني، رغم امتداد الخصومة إلى داخلها، بعد إخلاء واسع النطاق في الضفة الغربية، فإنهم في الحقيقة يشيرون إلى اختلاف جوهري بين موقف إسرائيل تجاه الأراضي الفلسطينية، وموقف الولايات المتحدة من أفغانستان”.

وأكدت أنه “رغم عدم وجود تقارب جغرافي بين “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية وبين أفغانستان، فإن “إسرائيل” ستكون مطالبة بالتدخل والرد على أي تطور للتهديدات لأمنها في الداخل والخارج، وفي هذه الحالة يجب أن يؤخذ في الاعتبار الوضع الحالي في ساحة الصراع مع الفلسطينيين، وإمكانية أن تنزلق “إسرائيل” إلى واقع دولة واحدة، بكل المعاني السياسية والاجتماعية، والقيم السلبية التي تصاحبها”.

وطالبت الكاتبة “دوائر صنع القرار الإسرائيلي بإجراء موازنة بين النتائج السلبية والإيجابية أمام أي قرار بالانسحاب من الضفة الغربية، أو بعض أجزائها، رغم أن مثل هذه الخطوة المتمثلة بالانفصال عن الفلسطينيين، تحمل تبعات إيجابية أهمها وضع حدود دائمة لإسرائيل، وتهدئة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على المدى الطويل، وتعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة”.
وقارنت الكاتبة بين “الاختلاف في الانسحابين، الأمريكي من أفغانستان، والإسرائيلي من الضفة الغربية، في حال تم فعلاً. صحيح أن الأول تسبب بإحراج الدوائر الحكومية في الولايات المتحدة، لكن دون خروج مظاهرات في الساحة الأمريكية تؤيد الانسحاب أو تعارضه. أما في “إسرائيل”، فيجب الافتراض أن الإخلاء المتوقع في الضفة الغربية، سيثير ضجة كبيرة في “إسرائيل”، ولذلك فإن هناك حاجة لقدر كبير من التصميم السياسي على تنفيذ قرارات الإخلاء”.

وأوضحت أنه “عند اتخاذ أي قرار بالإخلاء من الضفة الغربية، أو أي من أجزائها، فيجب استخلاص الدروس حول صلاحية الاعتماد على قوات الأمن الفلسطينية، لأنه يصعب تقدير أن السلطة الفلسطينية ستصمد في اليوم التالي للانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، لذلك فإن الأحداث في أفغانستان تعطي صلاحية للادعاء الإسرائيلي بأنه في أي شكل من أشكال فإن الترتيبات التي تشمل الإخلاء في الضفة الغربية سيتم الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي فيها، إذا لزم الأمر”.

وختمت بالقول إن “كل هذه المخاوف من أي انسحاب إسرائيلي متوقع من الضفة الغربية، لا تمنع السعي للتوصل إلى اتفاقات سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين، ما يعني الفصل بينهما، وخلق واقع لكيانين سياسيين منفصلين، وسيكون الأفضل القيام بذلك من خلال تنسيق كامل مع السلطة الفلسطينية”.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق