التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

نظرة على ردع المقاومة ضد الکيان الإسرائيلي… عندما تعترف تل أبيب بالهزيمة 

خلقت عملية “سيف القدس” وضعاً جديداً للمقاومة الفلسطينية، وقد عززت هذه العملية موقع المقاومة كرادع ضد الکيان الإسرائيلي.

لأول مرة کانت المقاومة الفلسطينية هي التي تبدأ المعرکة مع الكيان الصهيوني، وقد قامت بذلك دفاعًا عن أبناء فلسطين وأجبرت الصهاينة على الدخول في حرب لم يبدأها على قطاع غزة ولم ينهها، على الرغم من مطالباتهم المتكررة بوقف إطلاق النار من الوسطاء الأجانب.

الإنجاز الجديد لعملية “سيف القدس”

عملية “سيف القدس”، رغم الدمار الذي تسببت به، كان لها إنجاز جديد وفريد ​​من نوعه لم يسبق له مثيل للمقاومة، وهو تغيير معادلة الردع لمصلحة المقاومة الفلسطينية.

كان الكيان الصهيوني قبل هذه العملية يهدد فصائل المقاومة ويستهدف قوی المقاومة وأهالي قطاع غزة متى يشاء، وكان هذا الوضع نتيجة الردع الذي أوجده الكيان، والذي تم بدعم من الغرب والولايات المتحدة، وكان يعود إلی تعطشه لإراقة الدماء وقتل المدنيين.

انطلقت عملية “سيف القدس” من قطاع غزة دعماً للشعب الفلسطيني، وأعلنت المقاومة أنها ستدخل في صراع مع الصهاينة لحماية أبناء القدس والمسجد الأقصى. هذا المطلب الذي أعلنته المقاومة نتج عن تفوق القدرات العسكرية الميدانية للمقاومة الفلسطينية، على عكس الکيان الصهيوني الذي أوجد نوعًا من الردع بإراقة دماء الأبرياء.

وإضافة إلى التفوق الميداني للمقاومة، الذي حدث في الساحة العسكرية ولم يسمح للصهاينة بالهجوم البري، فإن عملية سيف القدس دفعت الصهاينة إلى إخفاء الإنجازات الجديدة للمقاومة عن رأيهم العام. وکان أشهر هذه الإنجازات، اختراق صواريخ المقاومة لملاجئ المستوطنين في الأراضي المحتلة.

ونتيجةً لهذه الإنجازات، كان الصهاينة من جديد هم الذين طالبوا بوقف إطلاق النار في حرب لم يبدؤوها بأنفسهم، وأنهت المقاومة الحرب بعد قبول الکيان الإسرائيلي بشروطها.

مجموعة إنجازات المقاومة هذه، إلى جانب تكرار الإنجازات السابقة مثل الهجوم الصاروخي على الأجزاء الشمالية من فلسطين المحتلة وإغلاق مطار بن غوريون، خلقت سلسلةً من النجاحات الميدانية للمقاومة.

في المقابل، أبقت وسائل الإعلام الصهيونية والغربية هذه القضايا طي الكتمان. لكن الآن، هم أنفسهم يقرون بمرور الوقت بنجاح المقاومة والردع الذي أوجدته.

وزير الاتصالات في حكومة نفتالي بينيت يعترف

خلال الأسبوع الماضي، أعرب وزير الاتصالات في حكومة نفتالي بينيت، يوعاز هندل، عن أسفه لعدم وجود ردع ضد حماس في عملية سيف القدس.

وقال هندل في تصريحات: “لقد تلقينا رسالةً تفيد بأنه على الرغم من المداخيل والعوائد التي حصلت عليها حركة حماس بموافقة إسرائيل خلال العام الماضي، ولكن لم يخلق هناك ردعاً ضدها”.

وأشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية، مع عدم سماحها لأحد بانتهاك سيادتها، لا تحاول إثارة صراع جديد في غزة. وأضاف إن “الأحداث التي تجري على حدود غزة تتكرر وتتفاقم. نحن لا نريد صراعاً جديداً، ولكن لا يمكننا أن نتسامح مع كسر هيمنتنا على غزة”.

المحاولة لعدم الإشارة إلی الردع

تصريحات الوزير الصهيوني تحاول فقط الإشارة إلى أن الكيان الصهيوني لم يتمكن من خلق الردع ضد حركة حماس، لكن هذه التصريحات هي محاولة لعدم ذكر الردع العكسي الذي أوجدته حركة حماس.

کما أن تصريحه الواضح بأن الکيان الصهيوني لا يحاول خوض صراع جديد مع قطاع غزة، يعني أن المقاومة قد خلقت ردعاً كبيراً لدرجة أنهم لا يبحثون عن هجوم جديد على قطاع غزة.

ما صرح به الوزير الصهيوني هو اعتراف رسمي بالردع الذي أوجدته فصائل المقاومة في قطاع غزة، وإشارة واضحة إلى أن الوضع في قطاع غزة هو بحيث أنه على الرغم من أن الصهاينة يشعرون بأن هيمنتهم على قطاع غزة قد تآکلت، إلا أنهم لا يستطيعون شن هجوم جديد علی هذه المنطقة. وهذا يعني تغيير التوازن الإقليمي وردع المقاومة ضد الكيان الصهيوني، الأمر الذي لا يريد الصهاينة ذكره مباشرةً.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق