التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

مقاطعة السوق الحرة الأمريكية.. خطوة مؤثرة وشكل من أشكال المقاومة 

طالب “تحالف جنوب فلوريدا من أجل فلسطين” بضرورة مقاطعة السوق الحرة الأمريكية بسبب ارتباط الشركة، التي تتخذ من مدينة ميامي الأمريكية مقراً لها، بالمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية والطرد القسري للفلسطينيين من أراضيهم وقراهم.
وفي هذا السياق أشار موقع “موندويز” أن شركة “السوق الحرة” التي تملكها عائلة فاليس تدير أكثر من 180 متجراً في المطارات والمعابر في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، ووفقاً لتقارير دولية، فقد تبرعت الشركة بمبلغ 5.6 مليون دولار لمجموعات المستوطنين الاسرائيليين على مدى عشر سنوات. كما قدمت الشركة دعم مالي كبير للجماعات اليهودية المتطرفة في الخليل المحتلة من أجل تحفيزها على أعمالها العدائية ضد الشعب الفلسطيني.
ويقول سيمون فليك، أحد الخوة الثلاثة الذين يديرون السوق الحرة إنه يجب أن يكون لليهود القدرة على العيش في أي جزء من “الأرض المقدسة” ، وقال :” نحن فخورون بدعم المنظمات التي تساعد في تعزيز الحياة اليهودية في جميع ما وصفه بـ “أرض إسرائيل”.
وأضاف أن مجرد فكرة وجود الحياة اليهودية في أي منطقة جغرافية هو عائق أمام السلام لا معنى له بالنسبة لنا.
ويضم التحالف الذي يدعو للمقاطعة جماعة “دريم ديفندرز” و” الصوت اليهودي من أجل السلام في جوب فلوريدا” و”العودة- جنوب فلوريدا” و”طلاب من أجل العدالة في فلسطين – جنوب فلوريدا” ومجلس العلاقات الأمريكية- الإسلامية (كير) واتحاد مسلمي جنوب فلوريدا.
كما أعلن تحالف جنوب فلوريدا استضافة احتجاج افتراضي في 12 سبتمبر لبدء الحملة في فلوريدا وقالت لارا أبو غنام، المنسقة الإقليمية لوسط فلوريدا في (كير) :” لن نصمت في وجه الاحتلال والفصل العنصري والتطهير العرقي”.
كما أعلنت حملة “وقف العنصرية”، وهي حركة يقودها فلسطينيون تستهدف المنظمات التي تصف نفسها بالخيرية المرتبطة بالمستوطنات الإسرائيلية انضمامها لهذا التحالف والحملة التي يقودها دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني وللوقوف في وجه الاستيطان.
المواجهة المشروعة
تعتبر المقاطعة أسلوبا نموذجياً كأحد أوجه المواجهة المشروعة والجهاد ضد الاحتلال كي تنال الشعوب حريتها واستقلالها. والمقاطعة (الاقتصادية) تعني بمفهومها العام إيقاف التبادل السلعي والخدماتي بشكل كلي أو جزئي مع الطرف المراد مقاطعته بما يخدم مصالح وأهداف الطرف الداعي للمقاطعة، ويشمل التعامل الاقتصادي والخدماتي بكافة أشكاله أي وقف التبادل السلعي والخدماتي مع الطرف المطلوب مقاطعته بهدف التأثير عليه سياسياً أو أضعافه عسكرياً واقتصادياً، وتأتي المقاطعة بهدف إحداث الضغط والتأثير على أمريكا و الكيان الإسرائيلي بما يخدم المصالح العامة للأمة الإسلامية.
المقاطعة عبر التاريخ
من أروع صور المقاطعة بالتاريخ الحديث ( إضراب عام 1936) الذي قام بتنفيذه الشعب والثوار الفلسطينيون ضد اليهود والاحتلال البريطاني وقد استمر هذا الإضراب لمدة ستة أشهر مسجلا أطول وأفضل إضراب (مقاطعة ) في التاريخ, كذلك لا ننسى التجربة الهندية الشجاعة والتي نفذها الشعب الهندي بزعامة المهاتما غاندي ضد المستعمر البريطاني “للقارة الهندية” وكذلك مقاطعة الشعب الفيتنامي الصامدة المتميزة ضد المحتلين الأمريكيين والفرنسيين حتى نالوا حريتهم وكبرياءهم، وهنا لا ننسى الانتفاضة الفلسطينية المباركة عام 1987م ونموذجها البطولي المشرف في الجهاد ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية، باعتبارها تكتيكا ضمن أوجه الجهاد الأخرى.
خسائر الشركات الأمريكية من المقاطعة
ان السوق الحرة الأمريكية قد يصل بها الحال إلى ما عانته عدة شركات أمريكية مع بدأ المقاطعة الشعبية في مطلع عام 1987 مع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية حيث أشارت عدة تقارير حينها عن خسائر فادحة تكبدتها العديد من الشركات التي تقدم دعما، مباشراً، أو غير مباشر، للكيان الإسرائيلي، بعد أن استجاب ملايين المسلمين والعرب لدعوات مقاطعتها الكثيرة، تأكيدا على تمسكهم بدعم ونصرة الفلسطينيين، ورفضا منهم للمشاركة بطريقة أو أخرى في قتل إخوانهم.
وأشارت إحصائية رسمية نشرتها الصحف البريطانية والأمريكية إلى تعرض الشركات الأمريكية والغربية في الدول العربية لخسائر كبيرة؛ نتيجة للمقاطعة الشعبية التي بدأت مع اندلاع الانتفاضة، حيث انخفضت الكوكاكولا بنسبة 20%، وانخفضت مبيعات الوجبات الأمريكية السريعة ماكدونالدز بحوالي 35%، فيما انخفضت مبيعات شركات ايريال الأمريكية للمنظفات بنسبة 25%، وأكدت الإحصائيات أن قيمة العلامة التجارية العالمية لشركة أمريكية أخرى تنتج مشروباً غازياً قد انخفضت بنسبة 13%، وكمؤشر إلى تأثر هذه الشركة بحملات المقاطعة في الدول العربية والإسلامية، فقد تجاوزت خسائرها في إحدى الدول العربية أكثر من نصف رأسمالها في هذه الدولة.
إن نضال الشعب الفلسطيني ضد منظومة الاستعمار-الاستيطاني الصهيوني مستمر منذ مطلع القرن الماضي حتى اليوم إلا أن الكيان الإسرائيلي يستمر بقمعه للفلسطينيين واستعماره للأرض دون رقيب أو عتيد وذلك بسبب فشل الحكومات على المستوى الدولي بمحاسبة الكيان الصهيوني، واستمرار الشركات والمؤسسات العالمية بمساعدتها في جرائمها ضد الفلسطينيين وانتهاكاتها للقانون الدولي.
وانطلاقاً من فشل الحكومات و”المجتمع الدولي” وأصحاب القرار في وقف الاضطهاد الإسرائيلي المركّب ضد الشعب الفلسطيني، تبرز أهمية هذه الحركات المطالبة بمقاطعة الكيان الصهيوني كشكل رئيسي من أشكال المقاومة الشعبية السلمية الفلسطينية، وكأهم شكل للتضامن العالمي مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق