التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

“نيويورك تايمز”؛ الظل الثقيل لـ”كورونا” على اسرائيل رغم التطعيم بـ”فايزر ومودرنا” 

سلطت وسائل إعلام غربية، الضوء على تزايد معدل الإصابات بفيروس كورونا في إسرائيل، رغم حملة التطعيم الواسعة في الشهور الماضية، التي حدت من انتشار الفيروس التاجي، ما سمح برفع الإغلاقات والقيود المفروضة على الإسرائيليين. وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”؛ إن “تضاعف معدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا، يجعل إسرائيل نقطة ساخنة مجددا”. وأظهرت أرقام وزارة الصحة الإسرائيلية، دخول 600 شخص إلى المستشفى في حالة خطيرة بسبب كوفيد-19، وهو أعلى رقم منذ منتصف آذار/ مارس، لافتة إلى أن 103 مرضى كانوا يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي. وأشار تقرير هذه الصحيفة الأمريكية إلى أن “العلماء لا يزالون يقيّمون كيف تراجعت استجابة إسرائيل الوبائية من نموذج مثالي إلى مخاوف تحذيرية، في وقت أعيدت فيه القيود على التجمعات والأماكن التجارية والترفيهية هذا الأسبوع، وتفكر الحكومة في إغلاق جديد”. وعلى عكس البؤر السابقة للعدوى في التجمعات الأرثوذكسية المتشددة المزدحمة والأقل تلقيحا في إسرائيل، انتشر التفشي الجديد في ضواحي الطبقة الوسطى الملقحة جيدا.

تعتبر إسرائيل من أكثر المناطق تلوثًا في الخرائط الدولية

دعا المنسق الحكومي لمكافحة فيروس كورونا في إسرائيل “سلمان زرقا”، يوم السبت الماضي، إلى البدء في الاستعداد لإعطاء جرعة رابعة من اللقاح المضاد لمرض كوفيد-19، في وقت قال فيه الحكومة إن الاحتفال برأس السنة اليهودية، التي تحل مساء الاثنين، سيكون بلا قيود إضافية. ونقلت بعض وسائل الاعلام الصهيونية عن “زرقا” قوله: “بالنظر إلى أن الفيروس موجود وسيستمر، نحتاج أيضا إلى الاستعداد لجرعة رابعة”، لكنه لم يحدد موعدا بذاته. وأضاف أنه قد يتم تعديل الجرعة المعززة المقبلة، لتوفير حماية أفضل من المتحورات الجديدة للفيروس، مثل متحورة دلتا شديدة العدوي، وتابع “هذه هي حياتنا من الآن فصاعدا، سنعيش في موجات” من الفيروس. وأدلى “زرقا” بتصريحات سابقة لعدد من وسائل الاعلام الشهر الماضي، وقال فيها إنه يجب تعلم الدروس من الموجات السابقة والحالية، والتفكير في الموجات اللاحقة والمتحورات الجديدة.

وأوضح أنه نظرا لتضاؤل فعالية ​​اللقاحات وانخفاض الأجسام المضادة، قد تكون هناك حاجة لجرعات جديدة كل بضعة أشهر، وقد تكون مرة واحدة في السنة، أو كل خمسة أو ستة أشهر. وتوقع “زرقا” أنه بحلول نهاية العام، قد تتمكن إسرائيل من تقديم جرعات “تتكيف بشكل خاص مع المتحورات” بشكل أفضل. وفي الأسابيع الأخيرة، شهدت إسرائيل زيادة ملحوظة في الإصابات بالفيروس خاصة مع انتشار المتحورة دلتا في صفوف البالغين غير الحاصلين على التطعيم ضد الفيروس وحتى أولئك الذين تلقوه. ودفع ذلك بالسلطات إلى السماح لجميع السكان الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاما بالحصول على جرعة ثالثة معززة ضد الفيروس، في أغسطس الماضي، شرط حصولهم على الجرعة الثانية قبل خمسة أشهر على الأقل.

الاثار الجانبية للقاحات في الأراضي المحتلة

إن أكثر الآثار الجانبية للقاح التي نوقشت، هي التهاب عضلة القلب، وذلك لأن هناك إرتفاع بين الأشخاص الذين تم تلقيحهم، حيث كانت هناك 2.7 حالة إضافية لكل 100,000 شخص مقارنة مع ما قبل جائحة كورونا. ولكن من بين الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح ثم أصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا، بلغ النسبة 11 حالة لكل 100,000. ولقد ركزت الدراسة، التي نُشرت في مجلة “نيو-إنغلاند” الطبية، على الأشخاص الذين تلقوا لقاح “فايزر”، وتتبعت صحة المرضى لمدة ستة أسابيع. خلصت الدراسة إلى أن هذا اللقاح كان مرتبطا بارتفاع مخاطر معظم الأحداث الضائرة التي تم فحصها. وكانت الاستثناءات الرئيسية هي تضخم العقد اللمفية، التي تؤدي إلى تضخم الغدد الليمفاوية، والهربس النطاقي. وكانت هناك 78 حالة فائضة من تضخم العقد اللمفية لكل 100,000 شخص تم تطعيمهم و 3 حالات فقط بين غير المطعمين والمصابين. وحول هذا السياق، قال “رون باليزر”، كبير مستشاري الحكومة الإسرائيلية بشأن فيروس كورونا: “حتى الآن، كان أحد الدوافع الرئيسية للتردد في الحصول على اللقاح هو الافتقار إلى المعلومات حول الآثار الجانبية المحتملة للقاح. توفر الدراسة المتعمقة معلومات موثوقة حول سلامة اللقاحات، ونأمل أن تساعد الذين لم يتخذوا قرارا بعد بشأن اللقاح”.

غالبية السكان المسنين يتلقون جرعتين من لقاح فايزر

قال البروفيسور “رون باليزر”، رئيس لجنة استشارية للحكومة الإسرائيلية بشأن فيروس كورونا: “كان الجميع يحاولون تجاوز ذكرى عام ونصف صعب للغاية. وفي ذلك الوقت، كان يفكر كثير من الناس هو أن إسرائيل لديها أكبر عدد من الأشخاص الذين تم تطعيمهم في العالم، وأن الأشخاص الذين تم تطعيمهم نادرًا ما يمرضون، وإذا أصيبوا بهذا الفيروس، فإن حالتهم لن تسوء، وبشكل أساسي، وكإجراء احترازي، كان السكان يكتسبون مناعة قوية، ولكن كانت المشكلة أن ما ينطبق على الفيروس الأصلي، لا ينطبق بالضرورة على الأنواع الأحدث التي يكون الناس أقل مناعة ضدها”. ولفت البروفيسور إلى أن الغالبية العظمى من السكان المسنين في إسرائيل قد تلقوا جرعتين من لقاح “فايزر” بحلول نهاية فبراير الماضي، وأشار إلى أنه الآن تم تطعيم حوالي 78 بالمائة من السكان الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر.

السلطات الصهيونية تخشى من عدم وعي الناس بالمخاطر

بعد الراحة المبكرة التي تولدت لدى المجتمع الصهيوني عقب تلقي الجرعة الاولى والثانية من اللقاحات في الربيع، أصبح من الصعب على الناس إعادة الالتزام ببروتوكولات مكافحة فيروس “كورونا”. وحول هذا السياق، قالت البروفيسورة “جاليا راهاو”، رئيسة وحدة الأمراض المعدية في مركز شيبا الطبي الواقع بالقرب من “تل أبيب”: “إنها مسألة قانون ونظام. لقد سئم الناس ارتداء الكمامات. ويريدون العيش”. وأضافت: “لهذا يشعر المسؤولون الصهاينة بالقلق من أن العديد من الإسرائيليين ما زالوا يتجاهلون هذا الخطر المتزايد. لم يدرك شعب إسرائيل بعد أننا في الموجة الرابعة من كورونا. إنهم يعتقدون أن الوضع طبيعي معتقدين أنه تم تطعيمهم. ولكن ينبغي على الجميع أن يعلم أننا لا نزال في قلب الكارثة”.

إسرائيل لا تزال تأمل في التعزيزات

خلصت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن “إسرائيل لا تزال تأمل في الحصول على التعزيزات”. ولفتت هذه الصحيفة إلى أنه مع بدء التطعيم للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا فأكثر ثم 50 عامًا فأكثر، تلقى أكثر من مليون مواطن الجرعة الثالثة هذا الشهر. وهناك جدل عالمي حول زيادة الجرعات. حيث أعلنت إدارة “بايدن” الأسبوع الماضي أن الأمريكيين الذين تلقوا لقاحات Pfizer و Modern يمكن أن يتلقوا جرعتهم المعززة بعد ثمانية أشهر من الجرعة الثانية. وهنا كشف اختصاصي الصحة العامة الإسرائيلي البروفيسور “دافيدوفيتش” الذي تلقى الجرعة الثالثة، أن هناك حاجة إلى استراتيجية متعددة المستويات، بما في ذلك الحجر الصحي ومراعاة التدابير لتعزيز نظام الرعاية الصحية. وقال “كان من المفترض أن يحل التطعيم كل المشاكل. لكننا نعلم الآن أن اللقاحات ليست كافية”.

أعلى معدل للإصابة بفيروس “كورونا” في الأراضي المحتلة

يشار إلى أنه بحسب الإعلانات الرسمية، بلغ عدد مرضى فيروس “كورونا” في إسرائيل 10947 حالة جديدة ، لتصل إلى أكثر من 1.66 مليون شخص، وهي أعلى نسبة إصابة يومية منذ تفشي هذا الفيروس. ولقد أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية، يوم الثلاثاء الماضي، عن اكتشاف 10947 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في البلاد، ليرتفع عدد المصابين إلى 1.66 مليون شخص مصاب ولفتت الوزارة الصهيونية إلى أن هناك أكثر من 83000 مريض مصاب بفيروس كورونا يعالجون حاليًا في المستشفيات الإسرائيلية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق