نظرة على اعتراف الصهاينة بـ “الانهيار من الداخل”
يتم عادةً نشر العديد من التقارير الإحصائية خلال الأيام الأخيرة من السنة العبرية. نُشرت في الأيام الأخيرة دراسة مهمة حول إحصائيات يهود العالم بناءً على طلب الوكالة اليهودية، وتم تحديد مشكلتين رئيسيتين للنظام الصهيوني من شأنها أن تتحداه على المدى المتوسط. التحدي الأول هو أن الولايات المتحدة تتصرف بطريقة تبعدها عن الكيان الصهيوني وتضر به. لكن النقطة الثانية في هذا البحث هي أن الجيل الجديد من اليهود ينأى بنفسه عن الكيان الصهيوني، مما سيبعد الولايات المتحدة عن الكيان الصهيوني في المستقبل.
تقرير الوكالة اليهودية الخاص
أعد التقرير، بتكليف من الوكالة اليهودية، سيرجيو ديلابيرجولا، أستاذ الديموغرافيا في الجامعة العبرية. وينصب التركيز العام لهذا التقرير على إحصاءات اليهود في جميع أنحاء العالم وهو تقرير ديموغرافي شامل. تم إعداد هذا التقرير من قبل أولئك الذين يعتبرون أنفسهم يهودًا ولا يهتمون بأن يُطلق عليهم اسم يهود، ولم يتم تضمين أولئك الذين يعتبرون أنفسهم يهودًا نسبيًا في هذه الإحصائية. من حيث الإحصاءات الواردة في هذه الدراسة، هناك تناقضات كبيرة مع تقرير عام 2021 لمركز إحصاءات النظام الصهيوني. لكن القسم يصف تحديات من نقطتين بارزتين يهدف هذا التقرير إلى معالجتهما.
الأضرار التي لحقت بالسياسات الأمريكية وتآكل المقاومة الصهيونية
نقلاً عن دراسة نشرت في الولايات المتحدة، يقول مؤلف الدراسة أن المقاومة اليهودية واجهت تآكلًا متعدد الأبعاد. لوحظ هذا التآكل في مؤشرات مختلفة حدثت داخليًا في الساحة اليهودية وعلى الصعيد الدولي. كانت المؤشرات التي تم إجراء البحث فيها هي: الجغرافيا السياسية، والموارد المادية، والعلاقات الاجتماعية، والهوية، والديموغرافيا. دون ذكر المؤشرات التي تغيرت، يقول المؤلف إنه لوحظ انخفاض تحذيري في بعض المؤشرات وتوقفت مؤشرات أخرى، ولكن لم يكن هناك تقدم كبير، فقد تفاقمت حالة الردع مع جمهورية إيران الإسلامية. ومع ذلك، فإن السياسات الأمريكية الحالية تجاه التوصل إلى اتفاق مع إيران تؤدي إلى تفاقم الوضع. في القسم الاجتماعي، أُشير إلى أن الانقسام السياسي الذي نشأ في المجتمع الصهيوني جعل الحوار البناء بين الفصائل المختلفة أمرًا صعبًا. تقترح هذه الدراسة استغلال الفرصة لتشكيل مجلس وزراء تتواجد فيه جميع المجموعات السياسية لإقامة حوار رسمي بين المجموعات السياسية المحلية، ومن ناحية أخرى، لإقامة حوار رسمي بين هذه الحكومة والولايات المتحدة، وتحافظ على التعاطف والود مع الجمهوريين.
خروج الشباب من النظام الإسرائيلي
النقطة الثانية الجديرة بالملاحظة التي أثارها بحث سيرجيو ديلابيرجولا هي أن الجيل الجديد من اليهود يبتعد عن النظام الإسرائيلي. ويقول إن لدى الشباب اليهودي مخاوف جدية بشأن وجود الدولة القومية اليهودية ويدعو إلى معالجة فورية وجادة على هذا القلق. قضية تحذر الدراسات الحديثة من زيادتها الحادة، ويقول إن هذا الوضع له شكل استراتيجي ذو شقين. فهو من ناحية، سوف يضر بالتماسك بين الصهاينة، ومن ناحية أخرى، سيمنع النظام الصهيوني من أن يحظى بدعم الجيل القادم من حكام الولايات المتحدة. ويقول إنه في هذا العصر، لم يعد من الممكن أن تكون الممارسات والمعتقدات الدينية “بناء هوية” وأن على الصهاينة خلق إجماع واسع لتقوية العناصر المشجعة التي تعزز الهوية.
ما ورد أعلاه هو اعتراف الصهيونية ببداية عملية التفكك من الداخل ونتائجها النهائية سقوط الكيان الصهيوني.. كل هذا لا يظهر فقط أن التنبؤ بانهيار الكيان الصهيوني كان محسوبًا بالكامل، بل يثبت أيضًا أن الأداء الحالي للمقاومة صحيح تمامًا، ويجب أن تتبع المقاومة طريقها بكل قوة.
المصدر/ الوقت