التواصل المباشر مع الطائرات دون طيار الهجومية الإيرانية؛ ميزة جديدة تتمتع بها مقاتلة “كوثر”
إن مقاتلة “كوثر” الحربية والتدريبية هي ثمرة جهود خبراء الصناعة الجوية الإيرانية للحصول على علم الطائرات النفاثة الحربية والتدريبية فوق الصوتية وأكملت هذه الطائرة جميع مراحلها التنفيذية في مجمع صناعة الطائرات الإيرانية (هسا) التابع لوزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة الإيرانية وبمشاركة القوة الجوية للجيش الإيراني وتطورت في هذا المسار، مع استخدام طاقات شركات ومراكز معرفية وبالاعتماد على إمكانيات إلكترونية محلية. مقاتلة كوثر التدريبية تعتبر من مقاتلات الجيل الرابع والتي تتمتع بنظام إلكترونيات الطيران، وتم تصميمها وتصنيعها محليا من أجل تنفيذ مهمات الدعم الجوي القصير والتدريب، وهي متطورة في إيران على نموذج طائرة أف- 5 التدريبية حيث جعلت إيران ضمن مجموعة الدول القلائل التي تمتلك تقنية تصميم المقاتلات وتصنيعها مع منظومات الطيران الإلكترونية والتحكم بالنار من الجيل الرابع. ويعتبر نظام الدفع وأنظمة إلكترونيات الطيران والكمبيوتر المركزي والشاشات والرادار المتعدد الوظائف من المعدات المتطورة والمحدثة في هذه المقاتلة. وهذه الطائرة صنعت في نوعين، بقمرة واحدة وبقمرتين والتي تستخدم لتدريب الطيارين في المرحلة المتقدمة، فضلا عن تنفيذ المهام القتالية.
ولقد تم نصب محرك “اوج” النفاث من نوع “توربوجت” على مقاتلة كوثر والذي تم تصنيعه تمامًا في إيران ولديه القدرة على الارتفاع بالطائرة إلى 50 ألف قدم، كما انه يتوفر على القدرات العالية في مختلف الظروف الميدانية والمناخية، ويمكن نصبه على مختلف انواع الطائرات بوزن إقلاع 10 أطنان كحد أقصى. كما أن طائرة كوثر المقاتلة مزودة بنظام الطيران الإلكترونية Avionic)) المتطور ورادار متعدد الاستخدامات، وأنظمة السيطرة على النيران من الجيل الرابع ومنظومة تصويب متطورة أمام الطيار (HUD). كما ركب في الطائرة نظام التحذير من أشعة الردار (RWR) ونظام تحديد الصديق من العدو (IFF) والإدارة للأسلحة ومعالجها ونظام فيلر Flare أو جيف والراديو من النسل الجديد للاتصال الآمن والذي تم تصنيعه محليا. وتم تركيب المقعد الطائر (سرير) في هذه الطائرة والذي لديه القوة على قذف الصفر- الصفر. وتبلغ نسبة التوطين في هذه الطائرة 88 في المئة. ولن تكون هناك مشكلة في مجال صيانة مقاتلة كوثر نظرا لإشراف الخبراء عليها وبالإضافة إلى توفير العملة الصعبة في تصميم وتطوير المقاتلة وإن استخدامها أيضا سيكون في وحدات عملياتية أقل كلفة وستكون مناسبة للتدريب والطيران القتالي. وأزيح الستار عن تصنيع هذه الطائرة في 20 آب/أغسطس 2019 في اليوم الوطني للصناعات الدفاعية وخلال مراسم رسمية تم تسليم ثلاث منها إلى القوة الجوية للجيش الإيراني.
مقاتلات “إف 5” التابعة للقوات الجوية لجيش جمهورية إيران الإسلامية
بشكل عام، يعتبر هيكل مقاتلات “إف 5” عبارة عن هيكل بسيط ولكنه قابل للمناورة بدرجة عالية ولا يزال يستخدم في الأدوار القتالية والتدريبية في العديد من البلدان، وخاصة في سيناريوهات محاكاة القتال الجوي في كثير من الحالات، ولا تزال مقاتلات الجيل الرابع تستخدم في إيران بسبب عقوبات الأسلحة القاسية التي فرضت على طهران في فترة ما بعد الثورة والتي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، لا سيما في قطاع المقاتلات. ولهذا فقد بدأت الصناعات الدفاعية والقوات الجوية لجمهورية إيران الإسلامية ببرامج لتحديث وتطوير مقاتلات جديدة ولقد تم اختيار “إف 5” للعمل بسبب بساطتها في الهيكل وتوفر الموظفين والمختصين الأكثر دراية وخبرة في صناعة مثل هذا النوع من المقاتلات.
كابينة “كوثر” أول علامة على التغيير الجاد
تم الكشف عن هذه الطائرة لأول مرة في عام 2019، وفي الوقت نفسه، مع عرض صور من داخل قمرة القيادة لهذه المقاتلة، أصبح من الواضح أن موضوع تحديث الأنظمة الإلكترونية كان على جدول الأعمال ولقد قلل استخدام الشاشات الرقمية من عبء عمل الطيار وساعده على إدراك الموقف في فترة زمنية أقصر.
ثلاثة أنواع من التحديثات لطائرة “كوثر” القتالية
في أحد برامجه التلفزيونية الأخيرة، قدم “أمير خاجه فارد”، نائب وزير الدفاع، تفسيرات مهمة وجديدة للتحديثات على مقاتلة “كوثر” الإيرانية بناءً على المحاور الثلاثة لتطوير إلكترونيات الطيران، والحرب القائمة على الشبكات مع الطائرات بدون طيار وتركيب أسلحة بعيدة المدى. وإذا أردنا إلقاء نظرة فاحصة على هذه الحالات الثلاث، فعند مناقشة ترقية إلكترونيات الطيران، فإننا نواجه تقريبًا إجراء قياسي يتم تنفيذه في بلدان مختلفة، خاصة عند ترقية طائرة أو تطوير نموذج جديد. ويبدو أن “كوثر” الإيرانية هي نفسها “إف 5” للمشاهد العادي، ولكن عندما ندخل مقصورة هذا الطائرة، فإننا نواجه عالمًا مختلفًا، بدأ بتثبيت أنظمة تحكم رقمية، حيث زاد هذا الامر من معدل مرونة هذا النوع من الطائرات المقاتلة في ساحات القتال. ولكن بدون شك، هناك ترقيتان أخريان تمنحان مقاتلة “كوثر” قوى مختلفة للغاية. الأولى هي التواصل مع الطائرات بدون طيار. وهنا تجدر الاشارة إلى أنه قبل ظهور “كوثر”، كانت طائرات “سخواي 22” التابعة للحرس الثوري الإيراني تتمتع أيضًا بالقدرة على تلقي المعلومات وإرسالها للطائرات بدون طيار. وهذه إحدى النقاط الإيجابية التي تساعد القوات على مناقشة العمليات المشتركة، ومعرفة الوضع في ساحة المعركة في منطقة أكبر بكثير، وبالطبع مراقبة التهديدات.
والترقية الثانية تتعلق بسباق التسلح. فبشكل عام، عندما نتحدث عن الأسلحة عن بعد، فإننا نعني الأسلحة التي تُخفي المقاتلة من أنظمة دفاع العدو أو صواريخ جو-جو. وفي منطقتنا وفي العالم بشكل عام، يُعد امتلاك قاذفة جوية بمدى يتراوح من 200 إلى 300 كيلومتر تقريبًا خيارًا مرغوبًا فيه لطائرة تكتيكية خفيفة. ولا ينبغي أن ننسى أننا ما زلنا نتحدث عن مقاتلة تعتمد على تصميم “إف 5″، ومن غير المعقول بشكل أساسي توقع حمل سلاح من هذه الفئة. والسؤال الواضح للجمهور هنا هو ما إذا كانت مقاتلة “كوثر” قادرة على حمل أسلحة في نفس النطاق البالغ 200 أو 300 كيلومتر؟ علينا أن نقول إن الإجابة هي نعم، وعلى سبيل المثال علينا أن ننظر إلى البرازيل التي قامت مؤخرا بترقية طائرات “إف 5”. حيث يجر في البرازيل العمل على مشروع لتطوير صاروخ كروز متعدد الأدوار لاستخدامه من قبل القوات المسلحة للبلاد، والذي تمت ترقية نموذج الإطلاق الجوي الخاص به، والذي أكمل بنجاح تقريبًا الاختبارات التشغيلية، ويتم حمل هذا الصاروخ على طائرة من طراز “إف 5” ويبلغ مدى الصاروخ 300 كم ويبلغ وزنه الإجمالي 1140 كجم ويتم تثبيته ونقله في منتصف مقاتلات “إف 5”. ويُطلق على نموذج إطلاق الصواريخ الجوية في هذا المشروع اسم MICLA-BR.
طائرة برازيلية من طراز “إف 5” مزودة بصاروخ كروز MICLA-BR
وفقًا لتجارب الصناعات الدفاعية في بلادنا، فإن تطوير مثل هذا الصاروخ ليس تحديًا بل صفقة ويعتبر سابقة. والخيارات المختلفة المضادة للسفن أو تغيير الاستخدام نظرًا لدور مهاجمة الأهداف الأرضية، خاصة بسبب قدرة الشبكة المحورية وتلقي المعلومات من الطائرات بدون طيار، تجعل هذا ممكنًا لمقاتلة “كوثر”. على أي حال ، يمكن لهذه الخطوات الثلاث أن تزيد بشكل كبير من قدرة مقاتلات “كوثر” الإيرانية بالكامل وتسهل إنشاء الأسس اللازمة لتحديث منصات الطيران الأخرى وتطوير طائرات جديدة في البلاد.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق