التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

الإمارات تدعم المجلس الانتقالي الجنوبي بـ 150 مدرعة و5 ألوية لاحتلال بعض المدن اليمنية 

خلال سنوات الحرب الطاحنة التي بدأت منذ عام 2015 في اليمن والتي أدخلت أكثر من 20 مليون يمني في دائرة الفقر والمجاعات، تكشفت العديد من الانتهاكات والجرائم للدول المشاركة في الحرب، وأماطت تقارير دولية اللثام عن تورط أطراف إقليمية بانتهاكات جسيمة للقانون الدولي. الإمارات كانت من بين الدول السّباقة التي كان لها حظ وافر من الانتهاكات لحقوق الإنسان وجرائم التعذيب، مستغلة عضويتها في تحالف العدوان الغاشم. ويبدو أن المجتمع الدولي غير مهتم إطلاقاً بما يجري في اليمن من انتهاكات بحق المدنيين وغير المدنيين، هذه الانتهاكات التي تتكشف لنا يوماً بعد يوم والتي تشرف عليها وتقودها كل من الإمارات والسعودية تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة، فتارة يدمرون البنى التحتية لليمن ويضعون شعبه على حافة المجاعة تحت حجة إعادة الشرعية القابعة في فنادق الرياض، وتارة يضعون كل من يقف في وجه طموحاتهم في السجون.

واستمراراً لتأجيج الصراع على الأراضي اليمنية، كشف القيادي في المقاومة الجنوبية “عادل الحسني”، عن وصول تعزيزات إماراتية جديدة للقوات الموالية لها إلى ميناء المخا غربي محافظة تعز، ضمن ترتيبات لتمكين المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي من السيطرة على محافظة حضرموت شرقي اليمن وخاصة مديريات الوادي النفطية . وذكر الحسني على موقع التدوين “تويتر” أن سفينة إماراتية أنزلت 150 مدرعة في ميناء المخا ، تم تسليم جزء منها لهيثم قاسم القائد العام لألوية المشاة في الساحل الغربي ، فيما سُلم جزء آخر لقائد اللواء الأول عمالقة “رائد الجبهي”. وقال إن “الإمارات ستنقل 5 ألوية عسكرية في الساحل الغربي يقودها هيثم قاسم إلى حضرموت الساحل ، لتتمركز في لواء بارشيد التابع للمجلس الانتقالي والذي يتخذ من غربي مدينة المكلا معسكراً له بقيادة العميد المنتمي إلى محافظة الضالع عبدالدائم الشعيبي”. مشيراً إلى أن الألوية الخمسة ينتمي منتسبوها إلى الضالع ويافع وردفان، في تحرك مشابه للسيناريو الذي سيطر به الانتقالي على محافظة أرخبيل سقطرى في يونيو العام الماضي عندما استقدم مجاميع كبيرة من تلك المناطق التي ينتمي غالبية قواته إليها، إلى مدينة “حديبو” مركز محافظة سقطرى وسيطر على المجمع الحكومي والمعسكرات بتواطؤ سعودي إماراتي.

وعلى صعيد متصل، أفاد مصدر محلي مسؤول في اليمن بأن مقاتلين قبليين اعترضوا رتلا عسكريا لقوات إماراتية كان في طريقه إلى معسكر “العلم”، الذي تتمركز فيه قوات تابعة للتحالف العدوان بقيادة السعودية، بمديرية “جردان” شمال شرقي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة. وأضاف المصدر، مساء الاثنين الماضي، أن قبليين من “آل محضار” يواصلون احتجاز ثمانية ضباط إماراتيين ضمن الرتل منذ عدة أيام. وأوضح أن ذلك يأتي على خلفية الهجوم الذي قامت به قوات ما كانت تسمى “النخبة الشبوانية”، بإسناد من طيران إماراتي مطلع كانون الثاني/ يناير 2019، على بلدة هجر، في الريف الغربي من شبوة، وأسفر عن مقتل 10 مدنيين، بينهم طفل من سكان المنطقة. وبحسب المصدر المحلي المسؤول، فإن السلطات السعودية تدخلت بوساطة، وطلبت من قبيلة “آل محضار” إرسال مندوب عن القبيلة إلى شرورة، جنوبي المملكة، للتفاوض، مؤكدا أن القبيلة رفضت ذلك حتى الآن، فيما لا يزال الرتل الإماراتي محتجزا في الطريق، رغم تحليق طيران حربي بعلو منخفض في المنطقة.

وتتصاعد التوترات بين الإمارات وسلطات وقبائل اليمن عموما، خاصة في محافظة شبوة. ومطلع 2019، شهدت قرية الهجر في مديرية مرخة السفلى غرب شبوة، ذات الطبيعة القبلية، معارك دامية بين سكانها والقوات المدعومة إماراتيا، مسنودة بطيران حربي، نفذت غارات حينها على منازل المواطنين، وأسفرت عن مقتل 10 مدنيين. وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2020، نفذ قبليون من “آل محضار” اعتصاما بالقرب من معسكر العلم؛ للمطالبة بحقوقهم جراء الهجوم والحصار الذي تعرضت له بلدة الهجر من قبل النخبة المنحلة مطلع العام 2019. وعلى الرغم من شن الطيران الإماراتي غارة، آنذاك، ووقعت بالقرب من مخيم المعتصمين القبليين، إلا أن ذلك لم يثنهم عن الاستمرار في الاعتصام، قبل أن تتدخل وساطة لإنهاء ذلك. ونهاية آب/ أغسطس الفائت، شهدت شبوة، الغنية بالنفط، توترا بين قوات الجيش والقوات الإماراتية، عقب انتشار الأول في الطرقات المؤدية إلى ميناء بلحاف النفطي، الذي تتمركز فيه قوات إماراتية ومليشيات انفصالية منذ سنوات.

ويأتي التوتر الأخير بعد أيام من مطالبة محافظ المحافظة، “محمد بن عديو”، حكومة أبوظبي بالكف عن إيذاء اليمن، والتوقف عن تحويل موارد البلاد من مصادر للحياة إلى بؤر للتمرد. وأكد محافظ شبوة اليمنية أن “منشأة تصدير الغاز في بلحاف يجب أن تكون شريان حياة للشعب في هذا الوقت العصيب، بينما تحولونها من مصدر لتجميع الغاز وتصديره وإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى تجميع للمليشيات وتصدير للتمرد”. ويتكبد اليمن خسائر كبيرة جراء وقف تصدير الغاز، بفعل تحويل منشأة بلحاف ومينائها إلى قاعدة عسكرية إماراتية منذ العام 2016، وهو ما حرم البلد من عائدات مالية تتراوح بنحو 6 مليارات دولار خلال الأعوام الماضية. وتدخلت الرياض بوساطة لإنهاء التوتر، والتوصل إلى اتفاق، وفق ما صرح به مستشار محافظ شبوة، “محسن الحاج”، بخروج القوات الإماراتية من ميناء بلحاف النفطي خلال فترة تتراوح بين شهرين و3 أشهر.

وفي الختام يمكن القول إنه على مدى العقد الماضي، وضعت دولة الإمارات السياسة الخارجية العدوانية على جدول أعمالها لتوسيع نفوذها في المنطقة والقرن الإفريقي. وتسعى دولة الإمارات إلى التسلل إلى المناطق الجنوبية والشرقية اليمنية من أجل التجارة مع أوروبا وتجاوز مضيق “هرمز”، وكذلك المنافسة الاقتصادية مع السعودية ومنع موانئها التجارية من الانهيار ​​من خلال استغلال موانئ عدن وحضرموت والمهرة. ومن الناحية الأيديولوجية والسياسية، تنظر دولة الإمارات العربية المتحدة لحزب الاصلاح اليمني ذو الميول الإخوانية والحراك الجنوبي الانفصالي كأداتين لتحقيق أهدافها ومصالحها الخبيثة في اليمن ومن جهة أخرى تقوم أبو ظبي بالاستثمار طويل الأمد على الرئيس المستقيل “منصور هادي” وذلك لاستخدامه كلعبة على التراب السعودي، لتنظيم وتعزيز قوى المجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية اليمنية، وتحقيق توازن ضد منافسيها السعوديين ولهذا ينبغي على أبناء الشعب اليمني الذين لا يزالون مخدوعين بتحالف العدوان السعودي الإماراتي، أن يدركوا جيدا بأن هذا التحالف الغاشم لم يأتي إلى اليمن من أجل اعادة تحسين الاوضاع المعيشية لأنباء الشعب اليمني وبناء الدول اليمنية الحديثة وإنما جاء من أجل احتلال الأماكن والمواقع الاستراتيجية ونهب الثروات النفطية والغازية الموجودة في العديد من المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية ولهذا يجب على أنباء الشعب اليمني الوقوف في صف واحد لطرد قوات تحالف العدوان السعودي الإماراتي واستعادة كل الأراضي اليمنية التي لا تزال قابعة تحت سيطرة تلك القوات الغازية.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق