الکیان الصهيوني: اتفاقيات تطبيع أم غزو تجاري للدول العربية
شكلت مبيعات المنتجات الاسرائيلية للامارات العربية المتحدة و مصر و الاردن و المغرب ارتفاع كبير حيث وصل حجم التبادل التجاري المخفي للكيان الصهيوني مع الدول الخليجية لأكثر من مليار دولار عام 2018.
يشهد التبادل التجاري للكيان الصهيوني مع الدول العربية نموًا ملحوظاً منذ اتفاقيات السلام في 2020، وذلك بحسب معطياتٍ إسرائيليّة رسميّةٍ، و ذلك دون احتساب السياحة والخدمات، حيث أكّدت المعطيات الرسميّة أنّ التجارة مع العديد من الدول العربية تضاعفت أكثر من ثلاث مرات خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2021 مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق و هو مايعتبر بالنسبة للكيان الصهيوني ثمرة التطبيع مع الدول العربية.
بحسب موقع (تايمز أوف أزرائيل)، فقد نمت التجارة بنسبة 234 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2021 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020 وفقا لأرقام دائرة الإحصاء المركزية التي استشهد بها يوناتان غونين، المتدرب في وزارة الخارجية الصهيونية.
و في هذا السياق تحدثت مصادر عن أنّ التجارة مع الإمارات العربية المتحدة ارتفعت من 50.8 مليون دولار بين يناير ويوليو 2020 إلى 613.9 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2021. ومن الجدير بالذكر أن الإمارات كانت الأولى من بين أربع دول في المنطقة وقعت اتفاقية لتتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني العام الماضي، و ذلك بعد مصر عام 1979 والأردن في عام 1994 باعتبارهما الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين أقامتا علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ مع الكيان الصهيوني فيما مضى.
في حين زادت التجارة مع الأردن هذا العام، من 136.2 مليون دولار إلى 224.2 مليون دولار، وارتفع حجم التبادل التجاري مع مصر من 92 مليون دولار إلى 122.4 مليون دولار، ونمت التجارة مع المغرب من 14.9 مليون دولار إلى 20.8 مليون دولار.
وبحسب المعطيات فقد كانت التجارة مع البحرين منعدمة خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2020. لكنه تم تسجيل 300 ألف دولار من التبادل التجاري خلال نفس الفترة من هذا العام. وأوضحت المصادر الإسرائيليّة أنّ الأرقام الواردة لا تتضمن الأرقام التجارة في السياحة والخدمات.
فيما تحدث موقع i24NEWS عن وجود وجود بعض الصادرات التي تم تصديرها من الكيان الصهيوني إلى دول الخليج بالخفاء في عامي 2012 و 2013 و على الرغم من عدم الاعتراف بالعلاقات بين دول الخليج الفارسي و الكيان الصهيوني في عام 2018 إلا أن حجم التبادل التجاري بين هذه الدول و الكيان الصهيوني وصل لأكثر من مليار دولار في ذلك العام على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين هذه الدول حينها. و على الرغم من نفي مصادر في الكيان الصهيوني لذلك و عدم إظهارها في سجلات التجارة الخارجية إلا أن معهد توني بلير للتغيير الدولي كان قد كشف الستارعن قيمة التبادل التجاري بين الكيان الصهيوني و الدول الخليجية في أنها تصل إلى قرابى المليار دولار.
وكانت في وقت سابق قد أثارت صور لمنتجات المستوطنات الإسرائيلية في دبي موجة من الاستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتقد نشطاء ترويج الإمارات لبضاعة تم زراعتها على “أرض مسروقة”. ونشر حساب “إسرائيل بالعربية” التابع لوزارة الخارجية الإسرائيلية صورة لمنتجات المستوطنات في إحدى أسواق دبي، وعلق بالقول “رمان إسرائيلي يُباع في سوق الخضار والفواكه في دبي. الإمارات لا تبيع البضائع الإسرائيلية فحسب، بل تعرضها بفخر مرفقة بالعلم الإسرائيلي”.
وأثارت الصورة موجة استنكار على موقع “تويتر”، حيث دوّن الناشط الحقوقي الإماراتي حمد الشامسي “منتجات أرض فلسطين، تغزو الإمارات وعليها علم “إسرائيل”. لأهلنا في الإمارات: البضائع المسروقة لا يجوز بيعها ولا شراؤها”.ةفي حين كتب ناشط يسمي نفسه “الكناني”: “شجر الرمان نفسه أقدم من دولكم اللقيطة. دولكم إلى زوال إن شاء الله، والأرض لا جنسية لها هي أرض الله وستعود لتحكم بشرع الله”. وقال الناشط الأردني أيمن صلاح “الرمان فلسطيني ومن أرض فلسطين، والحمد لله أننا في الأردن عندما نعلم أن هناك بضائع مستوردة منكم نرميها في الحاويات ونشهّر بمن يبيعها، وتعتبر فضيحة كبيرة وعارا عليه يلازمه طوال عمره”. ونشر ناشط يُدعى عبد الله المعرق “أنتم مفلسون. جميع ما تنتجه الأرض الفلسطينية هو فلسطيني ولا علاقة له بكم، أما العلوم فهي في الغدر والخيانة وقتل الأبرياء ونحن في غنى عنكم وعن علومكم القذرة، ولولا ماما أمريكا وأخواتها البلدان الأوروبية لكنتم في خبر كان”.
المصدر/ الوقت