سعي صهيوني حثيث لإعادة اعتقال الأسرى… هل يرأب الاعتقال الصدع الأمني
تنشر وسائل إعلام النظام الصهيوني بسرعة أنباء إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين الذين فروا من سجن النظام الصهيوني.
“محمود العريزة” و “يعقوب قادري” تم اعتقالهما في منطقة الجليل. وحسب ما ورد أُعيد اعتقال محمد العريضة وزكريا الزبيدي بالقرب من منطقة جبل طور. وزعمت وسائل إعلام صهيونية أن نبأ وجود الرجلين وصل إليهما أولاً عبر أحد سكان المنطقة، وأن الشرطة وصلت إلى المنطقة بعد 45 دقيقة من تلقيها النبأ. وتزعم الشرطة أن المعتقلين الاثنين طلبا المساعدة والطعام من أقارب الشخص الذي أبلغ عن وجودهما. وهرب السجينان من سجن جلبوع واعتقلا بعد أكثر من 4 أيام على هروبهما من السجن المعروف بأنه أكثر السجون أمانًا وتحصيناً لدى الكيان الصهيوني. وأعيد اعتقال الأسرى على بعد عشرات الكيلومترات من سجن جلبوع الواقع في أقصى شمال الضفة الغربية في منطقتي الجليل وجبل طارق القريبين من الحدود اللبنانية.
تقديرات النظام الصهيوني لسجناء آخرين
وحسب التقارير الواردة من أجهزة الأمن والشرطة الإسرائيلية، فإن بقية الأسرى الفلسطينيين الذين فروا من سجن جلبوع ذهبوا إلى الضفة الغربية، ومن المرجح أن يقتربوا من الحدود الأردنية. لهذا السبب، أعلن الجيش الإسرائيلي عن زيادة القوات في الضفة واستعدادها الكامل، وإلغاء الإجازات حتى إشعار آخر. وتقول الشرطة الصهيونية إن الآلاف من أفراد الشرطة الإسرائيلية يبحثون حاليا في الضفة الغربية وأراضي 1948 للعثور على الأسرى، حيث أقاموا 200 نقطة تفتيش جديدة في المنطقة.
الاعتراف بالنجاح من لسان العدو
وغردت الصحفية الإسرائيلية “دانا بن شمعون” بعد وقت قصير من أنباء اعتقال محمود العريضة ويعقوب قادري “هذا هو الإنجاز الإسرائيلي الأول منذ إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لكنه لا ينتقص من الإنجاز الكبير الذي حققه الفلسطينيون.. تمكن ستة منهم من الهروب من أحد أكثر سجون إسرائيل حماية، متحدين إسرائيل داخل المنطقة وخارجها بخرق جميع الإجراءات الأمنية”.
حرب نفسية معادية، محاولة أخرى للتستر على نقاط الضعف الأمنية
منذ ورود أنباء اعتقال اثنين من السجناء الستة الهاربين من السجن، تحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية نشر شائعات حول خلاف بين الفلسطينيين في أراضي 1948 حول تقديم المساعدة لهم. إن حقيقة قيام وسائل إعلام النظام الصهيوني بنشر مثل هذه الأخبار على نطاق واسع تشير إلى الضربة القوية التي وجهها هؤلاء الأسرى للنظام الصهيوني. ما أنجزه الأسرى الفلسطينيون بهروبهم من سجن جلبوع هو إثبات للرأي القائل بأن جهاز أمن النظام الصهيوني هش للغاية لدرجة أن السجن المعروف بأنه أقوى سجن للنظام يمكن أن يتم اختراقه عبر نفق تحت الأرض كما اشتهر في الأفلام.
النقطة الأهم هي انعدام الثقة الذي نشأ الآن بين الصهاينة الذين يعيشون في فلسطين المحتلة تجاه الأجهزة الأمنية للنظام الصهيوني. إن عدم الثقة هذا سيستغرق سنوات للشفاء. لذلك، إذا نجح الصهاينة في إعادة اعتقال هؤلاء الأسرى بتعبئة الشرطة والأجهزة الأمنية والجيش، إلى جانب دعوة الآلاف من قوات الاحتياط في الضفة الغربية وشمال فلسطين المحتلة، فإن الفجوة التي أحدثها هذا الهروب الكبير غير قابلة للردم على المدى الطويل. ولا ينبغي أن ننسى أيضاً أن هؤلاء الستة أصبحوا أبطال الشعب الفلسطيني واستطاعوا حشد كامل جهاز أمن النظام الصهيوني لاعتقالهم وإجبار الآلاف من رجال الشرطة وقوات الأمن على التحرك. الآن سيتابع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي وضعهم وستكون أسماؤهم على رأس قائمة تبادل الأسرى.
المصدر/ الوقت