التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

بعد نجاح سفينة “مكران” في مهمتها… المحيطات باتت تحت سيطرة السفن الإيرانية 

كان سلاح البحرية دوماً أحد الأعمدة الرئيسة للقوة البحرية لأي بلد. ومن السمات الجغرافية التي كان لها تأثير كبير في قوة البلدان، هي البحر ومقدار وطريقة وصول البلدان إليه.

کما لعب البحر منذ فترة طويلة دورًا مهمًا في مصير الإنسان. ومع بداية الملاحة الحديثة، تضاعف دور البحر في تمكين الدول في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية وغيرها.

لطالما كان البحر نقطة المواجهة بين القوى العظمى. ولذلك، لعبت السيادة والمراقبة البحرية دورًا مهمًا للغاية للدول في تحقيق القوة البحرية وتوفير الأمن العالمي والمصالح الوطنية والدولية. ومن أهم اهتمامات الدول القوية، هي السيطرة على البحار والوجود في المياه الدولية والسيطرة عليها.

يقول الأدميرال ألفريد تاير ماهان، مخترع “الاستراتيجية البحرية” ومؤلف الكتاب المؤثر والمشهور “تأثير القوة البحرية على التاريخ”: إن محيطات وبحار الأرض عبارة عن فقاعات مليئة بالماء تغطي ثلاثة أرباع الأرض. ويمكن لأي دولة أو تحالف من الدول التي لديها القوة للسيطرة على هذه البحار العظيمة، السيطرة على ثروة العالم وبالتالي السيطرة على الكوكب. والشرط الأساسي والضروري لذلك هو وجود قوة بحرية قوية لها قواعد عملياتية وعسكرية في الدولة وعبر البحار، وأن يتم استكمالها ودعمها بأسطول تجاري كبير. وينبع هذا الانطباع المتماسك من “القوة البحرية”، من الظروف الخاصة للعالم المتقدم اليوم.

جمهورية إيران الإسلامية هي إحدى الدول التي تتمتع بموقع بحري جيد، ويمكنها استخدام هذا الموقع البحري لممارسة القوة البحرية. وكونها تقع على الشواطئ الجنوبية لبحر قزوين من الشمال، والخليج الفارسي وبحر عمان، وخاصةً مضيق هرمز الاستراتيجي من الجنوب، جلب لها موقعًا بحريًا حساسًا واستراتيجيًا.

وفي العقود الأخيرة، بدأت إيران في التحول إلى أن تصبح قوةً بحريةً قويةً، مع التركيز بشكل خاص على تطوير القدرات البحرية من خلال تطوير الخطط الدفاعية الاستراتيجية.

بحيث إن سلاح البحرية للجيش والحرس الثوري، ومن خلال توطين تكنولوجيا الإنتاج لمختلف التقنيات العسكرية والأسلحة البحرية السطحية وتحت السطحية المتقدمة، إضافة إلى توفير الأمن الكامل لحدود إيران البحرية في شمال وجنوب البلاد والاستعداد للعمليات في جميع المياه الإقليمية، يهتم أيضًا بتوسيع العمق البحري الاستراتيجي للجمهورية الإسلامية في مجال المياه الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيساعد في تعزيز موقع القوة الإقليمية وعبر الإقليمية لإيران.

المهمة التاريخية لـ”السرب البحري 77″؛ أكبر حدث عسکري-بحري في إيران

يوم الخميس الماضي، وقع حدث تاريخي كبير للغاية مع رسو الأسطول البحري 77 لجمهورية إيران الإسلامية على شواطئ الخليج الفارسي.

وكان هذا الحدث نهاية المهمة غير المسبوقة التي استغرقت 133 يومًا لسفينتين بحريتين تابعتين للجيش الإيراني، والتي سجلت رقماً قياسياً جديداً في العمليات البحرية في تاريخ إيران من خلال السفر 144 ألف كيلومتر، وأظهرت القوة البحرية الإيرانية للعالم.

بدأت العملية البحرية واسعة النطاق لأسطول مكران، بما في ذلك “سفينة مكران” وغواصة “سهند” إيرانية الصنع بالكامل، بمهمة بحرية والمشاركة في المناورات البحرية الروسية في 10 مايو من هذا العام، عبر الانطلاق نحو المحيط الأطلسي.

لأول مرة في تاريخ الملاحة العسكرية الإيرانية، تمكن هذا الأسطول من دخول المحيط الأطلسي دون أن يرسو في موانئ الدول الأخرى، ثم انتقل إلى مضيق جبل طارق ثم إلى بحر البلطيق، للمشاركة في العرض العسکري بمناسبة يوم البحرية الروسية في ميناء سان بطرسبرج في الثالث من أغسطس.

وبعد المشاركة في هذا العرض، أبحرت السفينتان جنوباً ودخلتا البحر الأبيض المتوسط، ​​وبعد عبورهما قناة السويس والبحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن والمحيط الهندي، دخلتا المياه الإقليمية لإيران في بحر عمان.

إن نجاح سفينة “مكران” في العمليات البحرية الكبرى، أظهر للعالم القوة البحرية والقدرة التكنولوجية للصناعة العسكرية الإيرانية.

كما حمل هذا الأسطول معه مجموعةً واسعةً من الأسلحة القوية، بما في ذلك زوارق إيرانية سريعة وقاذفات صواريخ من فئة “ذو الفقار”، وطائرة هليكوبتر من طراز “أوغوستا بيل 212″، ومدفعية 20 ملم، وقاذفات صواريخ، ومجموعة واسعة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة الأخرى.

وبينما وقعت في الأشهر الأخيرة حوادث للسفن الإسرائيلية في الخليج الفارسي وبحر عمان، ما اضطر قادة تل أبيب إلى إطلاق تهديدات جوفاء ضد المصالح البحرية الإيرانية، فإن المرور السلس لأسطول مكران بالقرب من المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، والانتهاء الناجح لمهمة دعم ناقلات النفط الإيرانية، أظهر القوة البحرية للجمهورية الإسلامية.

وفي هذا الصدد، وصف الأدميرال شهرام إيراني، القائد الجديد للقوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الأسبوع الماضي العملية البحرية لأسطول مكران بأنها أكبر حدث عسكري تاريخي في المجال البحري.

وتابع إيراني: استطاع هذا الأسطول استكمال مهمته بعبور المحيط الهندي وجنوب المحيط الأطلسي وشمال المحيط الأطلسي، والسفر حوالي 45 ألف كيلومتر في المحيطات والعودة إلى إيران.

کما اعتبر أن تنفيذ هذه المهمة في مياه المحيط الأطلسي مهمة للغاية، وقال: “إن مرور أسطول جيش جمهورية إيران الإسلامية في المياه التي توجد فيها القوى المتعجرفة والنجاح في هذه المهمة، يظهر اقتدار إيران وقدرتها وسلطتها”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق