ابتسامة الفلسطيني شوامرة سهم ثاقب لقلوب الصهاينة
طعن شاب فلسطيني مستوطنين إسرائيليَّين وأصابهما بجروح متوسطة، بالقرب من محطة الحافلات المركزية في القدس، قبل أن تطلق عليه شرطية النار، وفق ما أعلنت الشرطة، الاثنين 13 سبتمبر (أيلول). وكشف متحدث باسم الشرطة عن أن المنفذ فلسطيني من مدينة الخليل في الضفة الغربية.
وقالت الشرطة، في بيان، “تلقينا منذ فترة قصيرة بلاغاً عن مهاجم وصل إلى محل تجاري في شارع يافا في القدس وطعن مدنيَّين بسكين”.
وأضاف البيان إن “شرطيات حرس الحدود لاحظن الحادثة، وفتحت إحداهن النار وعطلت حركة المهاجم، الذي يتلقى حالياً العلاج بعد فحصه من قبل خبير المتفجرات”.
ولم يصدر ما يشير إلى الحالة الصحية لمنفذ عملية الطعن، الذي شاهده مصور وكالة الصحافة الفرنسية يبتسم أثناء نقله للعلاج.
مسؤولة إسرائيلية تعبر عن امتعاضها من ابتسامة منفذ عملية الطعن في القدس- (صور وتغريدات)
وعن هذه الابتسامة عبرت الناطقة باسم دائرة الدبلوماسية الرقمية التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيلية لورينا خطيب عن امتعاضها من الابتسامة التي ارتسمت على وجه منفذ عملية الطعن في مدينة القدس باسل شوامرة (17 عاماً)، يوم الإثنين، أثناء نقله لتلقي العلاج.
وقالت لورينا في تغريدة نشرتها على “توتير” وأرفقت معها صورة شوامرة وهو يبتسم: “باسل منفذ عملية الهجوم اليوم في القدس يبتسم في طريقة لتلقي العلاج بعدما أصاب خمسة أبرياء”.
وأضافت: “دع الخلق للخالق، وبالرغم من الصراعات التي لا تعد ولا تحصى، فقد وجد الدين من حيث الجوهر لتعزيز السلام والرحمة، وليس التشفي بالموت والقتل”، في إِشارة إلى أن ابتسامة شوامرة تحمل دلالات لا تخلو من التشفي والشعور بالفخر لإقدامه على القيام بالدفاع عن أرضه وأبناء شعبه.
تغريدة الخطيب اثارت غضب متابعيها، إذ واجهت سيلاً من الحقائق التي تظهر حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، موضحين أن فعل الشاب شوامرة يأتي كرد طبيعي للانتهاكات التي ترتكبها حكومة الاحتلال.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية، الإثنين، عددا من الصور لمنفذ عملية الطعن التي جرت في المحطة المركزية بمدينة القدس، وأدت إلى إصابة عدد من المستوطنين.
وأظهرت الصور منفذ العملية مبتسماً رغم إصابته برصاص قوات الاحتلال، قبل أن تعتقله فور تنفيذه للعملية.
بدوه علق الصحافي المصري أحمد جمعة بالقول: “إسرائيل تحتل أرضه وتسلبه منزله هو وعشرات الفلسطينيين ولا تقبل بحل سلمي وترفض إقامة دوله لهم، لماذا لا تتحدثين عن الدوافع التي أدت لإقدامه على ذلك الفعل”، مؤكداً أن فعل شوامرة يعد مقاومة مشروعة لانتزاع حقوقه التي سلبته إياها إسرائيل.
كما اتهم آخرون المسؤولة الإسرائيلية بأنها مُدعية، مشيرين إلى إسرائيل بجيشها وحكومتها ومستوطنيها، هي آخر الكيانات التي يحق لها التغني بالحقوق والحريات، وادعاء عدم ارتكاب الجرائم، فتاريخها حافل بالمجازر الإجرامية.
الابتسامة التي حسب الاحتلال حسابها، وبدأ ينتقدها عبر منصاته الاجتماعية، لاقت استحسان الفلسطينيين، الذين عدوها إحدى علامات الشعور بالفخر والنصر الذي يجتاح الفلسطيني كلما أقدم على تنفيذ فعل يدافع فيه عن أرضه وشعبه، إذ وصفها البعض بأنها مفتاح “السر الفلسطيني”.
وقالت الصحافية الفلسطينية أمل حبيب عبر صفحتها عبر ”فيسبوك”: “هاي الابتسامة حقيقة مش تعديل، ابتسامة مغموسة بدم الحرية مش فوتوشوب، الابتسامة الي الحر فينا بس بيعرف معناها”، خاتمة: “منفذ عملية الطعن بعد أن صنع فجراً جديداً في القدس”.
في السياق، عبر الفلسطينيون عن فخرهم بصنيع شوامرة، الذي حاول رغم صغر سنه الدفاع عن أبناء شعبه، إذ جاءت هذه العملية في أعقاب إعادة اعتقال أربعة أسرى من أصل ستة كانوا قد حرروا أنفسهم بحفرهم نفقاً أسفل سجن جلبوع العسكري، الأسبوع الماضي.
هناك الكثير من الصور المعبرة التي التقطت في التاريخ، ولم تؤثر في أحد، لكن هذه الصورة توضع في سياق مهم في هذه الفترة، فتغدو محط تداول في مواقع التواصل الاجتماعي، على أمل أن تتحول ظاهرة عامة بالغة التأثير في الناس. اذ تحمل الابتسامة رسالة تحدي للعدو بأن الفلسطينيين لن يتوقفوا عن مقاومة المحتل مهما فعل بهم، فالأسير يبدأ في مواجهة جنود الاحتلال وهو في قبضتهم مكبل اليدين بالسلاح الوحيد الذي يمتلكه وهو الابتسامة التي تغيظهم، لتكون سهما يثقب قلوبهم في تلك اللحظات.
وعليه يرى البعض ان ابتسامة المعتقلين الفلسطينيين تعبر عن المكون النضالي للشخصية الفلسطينية، التي تمتلك الحق وتدافع عنه وتجسد الروح القوية الكامنة لدى الفلسطينيين، والتي لا يمكن للعدو الإسرائيلي أن يقهرها. فالابتسامة التي يرسمها الشباب الفلسطيني حين اعتقاله نابعة من تقديره لذاته وتقدير المجتمع له، ويقينه أن ما فعله يأتي في إطار الواجب الوطني المحمود لدى أهله ومجتمعه وهي تعبير جلي عن شعوره بالعزة والكرامة لأن ما قام به يحفظ الكرامة ويعلي الهمم.
المصدر/ الوقت