ما السبب وراء استفراد الاحتلال بالأسرى من اللحظة الاولى لإعادة اعتقالهم
قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلية، الاثنين، رفض الالتماس الذي تقدم به محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بالسماح له بزيارة الأسرى الأربعة الذين أُعيد اعتقالهم خلال الأيام الماضية.
وكان محامي الهيئة قد تقدم سابقا بالتماس للسماح له بزيارة “زكريا زبيدي ومحمود العارضة ومحمد العارضة، ويعقوب قادري”، وذلك لمتابعة أوضاع اعتقالهم ورصد أماكن احتجازهم، لكن الالتماس رفض.
وأعربت الهيئة عن قلقها من التعتيم الكبير فيما يتعلق بقضية الأسرى الأربعة، محذرةً من أن تنصب ردود الفعل الإسرائيلية على الانتقام منهم والتفرد بهم.
وفي 6 سبتمبر الحالي، تمكن 6 أسرى فلسطينيين من الفرار من سجن جلبوع الإسرائيلي شديد الحراسة قرب بيسان شمالي فلسطين المحتلة، وذلك بعد أن حفروا نفقا داخل الزنزانة إلى خارج السجن.
ومساء الجمعة الماضية، أعلنت الشرطة اعتقال اثنين منهم ينتميان إلى حركة الجهاد الإسلامي في مدينة الناصرة، هما يعقوب قادري (48 عاما) ومحمود عبد الله عارضة (45 عاما) المعتقل منذ 25 عاما. وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي في بيان إنّ عناصرها رصدوا الفارَّيْن “وطاردوهما بمروحيّة”.
وفجر السبت، أعلنت سلطات الاحتلال القبض على اثنين آخرين هما زكريا الزبيدي، القائد السابق في “كتائب شهداء الأقصى” الجناح العسكري لحركة فتح في مخيم جنين، ومحمد عارضة، العضو في الجهاد الإسلامي.
وقُبض على الرجلين من قبل القوات الخاصة “بينما كانا يختبئان في مرآب للسيارات” في بلدة الشبلي أم الغنم، الواقعة على بعد عشرة كيلومترات شرق الناصرة، بحسب شرطة الكيان الصهيوني.
وحذر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، من تعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي التعتيم على الوضع الصحي للأسرى الأربعة الذين أعيد اعتقالهم بعد انتزاعهم الحرية في السادس من الشهر الجاري من سجن “جلبوع”.
وأضاف إن كل الأنباء التي تردنا عن أوضاع الأسرى الأربعة نعرفها من خلال الإعلام الإسرائيلي فقط، ويرفض الاحتلال زيارة المحامين لهم، أو اطلاعنا على أوضاعهم الصحية.
وأشار إلى أن سلطات الاحتلال أبلغتهم أنها ستعقد جلسة محاكمة لهؤلاء الأسرى في التاسع عشر من الشهر الجاري، ومن خلالها يمكنكم معرفة وضعهم الصحي، لافتا إلى أن الهيئة أوكلت مهمة الدفاع عن الأسرى الأربعة لستة محامين.
من جانبه، طالب نادي الأسير، الّلجنة الدولية للصليب الأحمر وكافّة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، بالتحرّك العاجل للكشف عن مصير الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم، وطمأنة عائلاتهم.
وأكد نادي الأسير، في بيان صحفي، مساء الاثنين، أن سياسة الاحتلال في حجب المعلومات والتكتّم على أماكن احتجاز الأسرى: زكريا زبيدي، ومحمود العارضة، ومحمد العارضة، ويعقوب قادري، ومنعهم من حقّهم في لقاء المحامين، من جهة، ونشر أنباء عن نقل الأسير زكريا زبيدي مرّتين إلى المستشفى، من جهة أخرى، يثير القلق على مصيرهم.
ولفت إلى أن لسلطات الاحتلال، ولا سيما المحقّقين، مع المعتقلين تاريخ في تعذيب الأسرى، وأن محاكم الاحتلال تساهم في اتّساع فترات التّعذيب ومداها وحدّتها عبر إجراءاتها وقراراتها، كما حدث اليوم في رفض محكمة الاحتلال للالتماس الذي قدّمه محامو الأسرى للمطالبة برفع منع اللّقاء بالمحامين أمام “محكمة الناصرة المركزية”.
وبيّن نادي الأسير أنه وعلى مدار سنوات عمله، وثّق غالبية عمليات التّعذيب التي يتعرّض لها المعتقلون خلال التّحقيق، وكانت الأقسى والأشدّ منها في الفترة الزمنية التي تمنع فيها سلطات الاحتلال المعتقلين من اللقاء بالمحامين بقرار محكمة.
وأشار إلى أن الاحتلال صعّد بعد منتصف عام 2019، من عمليات التعذيب الممنهجة خلال الاعتقال والتحقيق، والتي طالت نحو 50 معتقلاً في حينه، من بينهم الأسير سامر العربيد، الذي منع الاحتلال محاميه من زيارته والاطمئنان عليه، وبعد يومين من اعتقاله، نُقل إلى المستشفى فاقدا للوعي، ولديه كسور في 11 ضلعا من القفص الصدري، ورضوض وآثار ضرب في كافة أنحاء جسده، وفشل كلوي حاد، ولخطورة وضعه الصحي تم تنويمه ووصله بأجهزة التنفس الاصطناعي في حينه.
بدوره قال حسن عبد ربه الناطق الإعلامي باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن سلطات الاحتلال تمنع المحامين من لقاء أسرى عملية نفق الحرية المعاد اعتقالهم حتى الان، كما لم تسمح بوصول اللجنة الدولية للصليب الأحمر للقاء الأسرى والاطلاع على اوضاعهم، مضيفا ان “الاحتلال يستفرد بالأسرى من اللحظة الاولى لإعادة اعتقالهم”.
وقال عبد ربه إن سلطات الاحتلال تتعامل مع الاسرى “بشكل انتقامي ومقصود، بممارسة التعذيب والسادية ضدهم”، مضيفاً أن الاحتلال يعزل هؤلاء الاسرى عن العالم للاستفراد بهم والانتقام منهم. وأضاف عبد ربه ” نكاد نجزم ان الأسرى يتعرضون للتعذيب والإيذاء النفسي على أيدي المحققين وهذا هو السبب وراء منع المحامين من لقائهم حتى الان.”
وأكد عبد ربه، أن الهيئة تتابع ما نشر حول صحة الأسير زكريا الزبيدي مع عدة أطراف دولية وعربية، وهناك جهود بذلت على الصعيد الدبلوماسي والقانوني بشتى الوسائل، ولكن الاحتلال حتى الان لم يسمح لأي جهة بالوصول للأسرى.
من جهته تساءل رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في منشور عبر صفحته على “فيسبوك”: “لماذا تمنع سلطات الاحتلال المحامين من لقاء موكليهم، الاسرى الاربعة الذين القت القبض عليهم مجددا؟،ماذا تخفي سلطات الاحتلال،؟، هل تمّ الاعتداء على الاسرى بوحشية الجبناء ؟.
وتابع: “ما هو سبب نقل الاسير زكريا الزبيدي الى مستشفى رامبام في حيفا(كما أُشيع) وهل تعرض لإعتداء وحشي يشكل خطراً على حياته ؟”.
وأكد بركة، أن الاعتداء على اسرى عُزّل ومكبّلين وإنزال عقوبات جماعية على كل الاسرى انما هو تعبير عن حقد ووحشية وجبن. وأردف: اوقفوا العقوبات الانتقامية الحاقدة ضد أسرى الشعب الفلسطيني”.
وكانت وسائل إعلام عبرية أفادت بنقل الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي مرتين للمستشفى للعلاج، بعد إعادة اعتقاله قبل أيام عقب نجاحه و5 آخرين في الهروب من سجن جلبوع. وبحسب قنوات إسرائيلية، فإنه تم نقل زكريا الزبيدي للعلاج في مستشفى رامبام في حيفا، فيما قال رائد عامر، مدير عام نادي الأسير الفلسطيني، إن الأخبار التي يتم تداولها بشأن دخول الأسير الفلسطيني زكريا الزبيدي، إلى العناية المركزة، يتم التحقق منها، وسيتم إصدار بيان بحقيقة الأمر حين الوصول لمعلومة مؤكدة.
وأضاف عامر: “رصدنا العديد من الأنباء التي تفيد بأن الأسير زكريا الزبيدي نقل إلى المستشفى وتحديدا لغرفة الإنعاش، لكن المؤكد لدينا أنه تعرض لأبشع أنواع التعذيب أثناء التحقيق”.
لكن شقيق الأسير زكريا الزبيدي جبريل الزبيدي أعلن أن شقيقه قد ادخل إلى مرحلة الإنعاش في المستشفى. ونشر على صفحة شقيق الزبيدي على “فيسبوك” : “جسد زكريا الزبيدي محطم، كسرت يديه وضرب على رأسه ووجهه وعُذِب على كافة أنحاء جسده بالصعقات الكهربائية من قبل مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، حالته خطيرة جداً وهو الآن داخل الإنعاش فاقدا الوعي ويتنفس اصطناعياً”.
المصدر/ الوقت