التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

ميقاتي لـ “سي أن أن”: لا يمكن تجاوز حزب الله.. ولبنان ينتظر مساعدة الأخ الأكبر 

سياسة ـ الرأي ـ
قال رئيس الحكومة اللبنانية، نجيب ميقاتي، إن الحكومة اللبنانية الجديدة تنتظر “الأخ الأكبر” العربي لمساعدتها خلال الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية في البلاد، بينما اعتبر أن حزب الله “لا يمكن تجاوزه”.

وقال ميقاتي لمذيعة شبكة “سي أن أن”، بيكي أندرسون، الجمعة، في أول مقابلة له مع وسيلة إعلام دولية منذ تشكيل الحكومة، إن “لبنان بلد صغير في العالم العربي، ونحن نبحث عن الأخ الأكبر من كل الدول العربية ليأتي ليأخذ بيدنا، ويُخرج لبنان من هذه الفوضى”، واعتبر أن “لبنان مستقراً سيُفيد العالم العربي كله”.

واعتبر أن “لبنان لم يتخلَّ عن أشقائه العرب، وهو يدعوهم الى عدم التخلّي عنه”. وتعهّد “أن لبنان لم ولن يكون ساحة للإساءة إليهم”. وطالب “جميع الأطياف اللبنانية باعتماد سياسة النأي بالنفس”.

وكشف أن الدول العربية لم تتّصل حتى الآن به منذ تشكيل حكومته الأسبوع الماضي، لكنه ما زال متفائلاً بأنه سيحصل على “رد إيجابي”. وكشف أنه تلقّى مكالمات قليلة من أعضاء في الإدارة الأميركية “وكانوا جميعاً يدعمون حكومته”، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يتصل به.

وأكّد رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي أن “المهمة الأساسية للحكومة هي وقف الانهيار، ووضع البلد في طريق التعافي، تمهيداً للانتقال إلى معالجة الملفات الاقتصادية والمالية والحياتية”.

وأضاف “بين تشكيل الحكومة واليوم، شعرت بالارتياح النسبي، لأننا في خلال 7 أيام تواصلنا مع صندوق النقد الدولي الذي أبدى استعداده لدعم لبنان، وعرضنا مشكلة الكهرباء واقتراحات الحلول الملائمة”.

وأوضح قائلاً “إن الملفات الداهمة أمام حكومتنا هي تحسين وضع الطاقة والكهرباء، ومعالجة أزمة المحروقات، وتأمين الدواء، ومعالجة وضع القطاعين الاستشفائي والتربوي”.

وعن رفع الدعم عن الأدوية والسلع والمحروقات، قال ميقاتي “سنكتفي في الفترة المقبلة بدعم الأدوية، وخصوصاً للأمراض المستعصية. من هنا، نطالب المجتمع الدولي بالإسراع في مساعدتنا من أجل وقف النزف قبل فوات الأوان”.

وأضاف “الدعم يكاد يُرفَع لأنه ليس لدينا مزيد من السيولة أو الاحتياطيات لدعم النفط أو السلع الأخرى، وسنُبقي على دعم الأدوية، لكن الدعم سيُرفَع عن السلع الأخرى”.

وأوضح ميقاتي أن نسبة 74% من 10 مليارات دولار من مخصَّصات الدعم “أُسيءَ استخدامها خلال العام الماضي”.

واعتبر أن من المهم رفع الدعم لبدء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والمجتمع الدولي.

ورفعت الحكومة اللبنانية أسعار المحروقات أكثر من 37% الجمعة، مع استمرار البلاد في رفع الدعم عن الواردات، في محاولة لجذب المساعدات النقدية الدولية.

وتحدّث ميقاتي عن مشاركة حزب الله في الحكومة، وقال “أنا رجل عملي، والحكومة جامعة لمعظم الأطياف اللبنانية، ولا يمكننا أن نقوم بأيّ إصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، من دون الموافقة والدعم من الجميع”.

واعتبر أنه “غير مُجبَر على قَبول وجود جماعة مسلّحة وسياسية داخل حكومته”، وأن “حزب الله، كحزب سياسي، موجود في لبنان، ولا يمكنني تجاوز هذا الحزب”.

وعن النفط المستورَد من إيران، والذي وصل أمس الخميس إلى لبنان، قال ميقاتي “أنا حزين على انتهاك سيادة لبنان، لكن ليس لديّ خوف من عقوبات عليه، لأن العملية تمت في معزل عن الحكومة اللبنانية”.

يُذكَر أن قوافل الصهاريج المحمّلة بالمازوت الإيراني بدأت أمس الخميس الوصول إلى الأراضي اللبنانية من سوريا.

وتحدّث ميقاتي عن مسار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وقال “لن نسمح لأيّ عائق بالوقوف في وجه التحقيق لمعرفة ملابسات الجريمة ومحاسبة المسؤولين عنها، مع الاخذ في الاعتبار الأصول الدستورية والقانونية”.

يُذكَر أن و​زارة المالية اللبنانية وقّعت عقداً جديداً مع شركة “ألفاريز آند مارسال” اليوم الجمعة لإجراء تدقيق جنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي.

وقال رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إنّ “التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان خطوة نوعية في مَسيرة التزام قواعد الشفافية ومكافحة الفساد والإصلاح والمساءلة والمحاسبة”.

وتعثَّرت خطة التدقيق، وهي “شرط رئيسي لتقديم المساعدات الخارجية للبنان”، والذي يعاني انهياراً مالياً، في تشرين الثاني/نوفمبر، عندما انسحبت الشركة قائلة إنها “لم تتلقَّ المعلومات التي تحتاج إليها من مصرف لبنان”.

ووافق مجلس النواب، في كانون الأول/ديسمبر، على رفع السرية المصرفية مدةَ عام واحد، وسط كثير من الشد والجذب بين المسؤولين، بما في ذلك وزارة المالية ومصرف لبنان بشأن ما إذا كان يمكن الكشف عن معلومات معينة.

وقالت وزارة المالية في نيسان/أبريل إن المصرف المركزي وافق على تسليم بعض الوثائق.

وقالت حكومة ميقاتي إنها ملتزمة استئناف المحادثات مع صندوق النقد الدولي، والتي تشمل شروطها المسبقة إعادة هيكلة القطاع المصرفي والدين العام.

وكانت المحادثات مع صندوق النقد الدولي توقّفت الصيف الماضي عندما اعترضت نخبة من الساسة اللبنانيين والقطاع المصرفي على حجم الخسائر المالية المنصوص عليها في خطة التعافي التي وضعتها الحكومة السابقة.

بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية اليوم الجمعة رفع سعر البنزين أكثر من 30 في المئة، بحيث رفعت سعر صفيحة ​البنزين​ من عيار 95 أوكتاناً إلى 174 ألفاً و300 ليرة لبنانية، والـ98 أوكتاناً إلى 180 ألف ليرة لبنانية.

وفي 10 أيلول/سبتمبر الماضي، أفضى لقاء في قصر بعبدا بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، إلى ولادة الحكومة المنتظَرة منذ أكثر من عام.

ويشهد لبنان أكبر كساد اقتصادي في التاريخ الحديث. وتقول الأمم المتحدة إن ثلاثة أرباع سكانه يعانون الفقر، وفقدت العملة المحلية 90% من قيمتها في العامين الماضيين.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق