الانتصارات اليمنية تتلألأ في الذكرى السابعة لثورة 2014
احتفل اليمنيون، يوم الخميس الماضي، بالذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر المجيدة المعروفة بثورة الشباب، والتي أطاحت بحكومة “منصور هادي” المستقيلة، واحتفل اليمنيون يوم الخميس الماضي بثمار أكثر من ست سنوات من المقاومة للعقوبات والحصار الكامل والحرب التي شنتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها على أبناء الشعب اليمني، واحتفلوا باقتراب انتصار الشعب اليمني الكامل على أعدائه الخارجيين والمرتزقة المحليين الذين يخدمون مصالح تلك الدول الغازية. وتكريما لهذا اليوم، عقد اليمنيون احتفالا بالعاصمة صنعاء وفي عدد من المحافظات اليمنية المحررة. وخلال الحفل الكبير الذي عُقد في العاصمة صنعاء، تم التوقيع على عرائض من قبل زعماء العشائر، لدعوة المخدوعين الذين لا يزالون في صفوف تحالف العدوان، للعودة إلى وطنهم والاستفادة من العفو، مؤكدين أن الوطن يستوعب الجميع. وفي هذا الاحتفال التي ألقيت في العديد من الخطابات، طُلب من كل من لا يزال في صف المعتدين العودة إلى وطنه قبل فوات الأوان وقبل انتهاء فترة العفو.
وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية أنه نُظمت بمديرية شعوب بأمانة العاصمة يوم الخميس الماضي، فعالية خطابية احتفاءً بالعيد السابع لثورة 21 سبتمبر. وفي الفعالية بحضور عضو مجلس النواب “محمد الطوقي” ومدير المديرية “أحمد الصماط”، أكد أمين محلي المديرية “محمد الحضرمي”، أن ثورة 21 سبتمبر جاءت كضرورة حتمية لاستكمال تنفيذ أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر وتحقيق الانتصار للشعب اليمني. وأشار إلى أن الاحتفال بهذه الذكرى يجسد انتصار ثورة المستضعفين على الطغاة والمستكبرين .. مشيداً بمواقف مشايخ وأبناء المديرية في مواجهة العدوان واستمرار رفد الجبهات بقوافل العطاء والرجال. فيما اعتبر مشرف المديرية “عبد الله الكول”، ثورة ٢١ سبتمبر محطة مهمة في تأريخ النضال اليمني لمواجهة قوى الاستكبار والعدوان ورفض الوصاية والهيمنة الخارجية. ودعا إلى أهمية مشاركة الجميع في الاحتفال بهذه المناسبة واستمرار دعم الجبهات لتعزيز الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف الجبهات . تخلل الفعالية قصيدة للشاعر “غمدان غيشان” بعنوان “ثورة 21 سبتمبر” وفقرة رياضية للاعبي الكاراتية وفقرات وعرض فلاشات حول مرحلة ما قبل ثورة 21 سبتمبر وما بعدها والانتصارات التي تحققت في مختلف المجالات.
وضع صنعاء المختلف بعد 7 سنوات من ثورة 21 سبتمبر
من وجهة نظر يمنية، كانت ثورة 2014 تهدف إلى تحقيق أهداف ثورة 2011 التي لم تتحقق. ففي عام 2011، استقال الدكتاتور اليمني السابق “علي عبد الله صالح” من السلطة بعد قبوله خطة مجلس التعاون الخليجي، وانتقلت السلطة إلى نائبه “منصور هادي” ولكن هذا الانتقال حافظ على الهيئة الحاكمة للنظام السابق والديكتاتورية. وفي الواقع أن خطة مجلس التعاون لم تسفر عن أي شيء سوى الرحيل الكريم لـ”صالح” وحاشيته الفاسدة من السلطة والحفاظ على هيكل النظام الفاسد ونقل السلطة إلى الفاسدين الذين كانوا شركاء مع “علي عبد الله صالح” لسنوات عديدة. لذلك، بعد انتقال السلطة وتشكيل الحكومة الجديدة، استمرت الحركات الثورية حتى استطاعت حركة “أنصار الله” تولي قيادة الثوار. ومع وصول حركة “أنصار الله” إلى رأس الثورة، تسارعت وتيرة الثورة، ما أدى في النهاية إلى سقوط حكومة “منصور هادي”.
وعقب تولي حركة “أنصار الله” زمام الامور في العاصمة صنعاء في عام 2014، قامت السعودية بإعطاء الضوء الاخصر للقوات السلفية والتكفيرية للدخول إلى الميدان ومواجهة حركة “أنصار الله”، ولكن بعد عدة أشهر من الصراع العسكري العنيف، هُزمت كافة التنظيمات الارهابية وأجبرت على الفرار. كما دخل ثوار اليمن بشكل سلمي إلى صنعاء لتحقيق أهدافهم، والتفوا حول حركة “أنصار الله”، ونجحوا في هزيمة القوى الفاسدة والمضادة لثورة 21 سبتمبر 2014، والسيطرة على العاصمة. وبعد ستة أشهر من ثورة سبتمبر 2014، شن التحالف الذي تقوده السعودية غزوه على اليمن بحجة إعادة الرئيس المستقيل والهارب إلى السلطة، ولكن كان الهدف الرئيسي لتحالف العدوان السعودي هو تقطيع أوصال اليمن والسيطرة على البلاد. في الواقع أن الحادي والعشرين من سبتمبر / أيلول هو نقطة تحول في تاريخ اليمن المعاصر، الذي إما أن يبقى في ظروف تبعية للسعودية كما كان في عهد “منصور هادي” وقبل ذلك “علي عبد الله صالح”، أو يحقق الحرية والاستقلال من خلال المقاومة ضد المعتدين. وعلى الرغم من الجرائم التي ارتكبها العدوان السعودي والحصار الاقتصادي، والتي أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد، فقد تمكن الشعب اليمني من الصمود أمام الجيوش المعتدية السعودية والإماراتية لمدة سبع سنوات بعد الثورة، بل إنهم أجبروهم على قبول الهزيمة في الحرب.
إن قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين كانوا يتوهمون يومًا بفتح صنعاء، دخلوا مستنقع الحرب بأيدٍ فارغة ولكن بإرادة اليمن الفولاذية بقيادة السيد “عبد الملك الحوثي”، أصبح اليأس يؤرق مضاجع القوى الغازية وخاصة عقب الضربات الصاروخية والطائرات من دون طيار المكثفة التي تطلقها قوات “أنصار الله” على عمق المناطق الإستراتيجية ولهذا فإن دول تحالف العدوان في وقتنا الحالي يطرقون كل باب بحثًا عن مخرج من هذا المستنقع. ولكن في خضم إذلال المعتدين وتراجع هيبة ومكانة المملكة العربية السعودية، أصبحت صنعاء بقيادة “أنصار الله” الآن مركزًا مؤثرًا مهمًا في مجال التطورات الإقليمية التي تحترمها الحكومات ودول المنطقة. وعليه، فإن الحادي والعشرين من سبتمبر هو يوم الاستقلال وسقوط التدخل الأجنبي وخاصتاً الولايات المتحدة والسعودية، وهو اليوم الذي نال فيه الشعب اليمني كرامته الوطنية وسيادته.
اختلاف الأوضاع في صنعاء وعدن في ذكرى ثورة 21 سبتمبر
في الذكرى السابعة لثورة 21 سبتمر، تنامى الوضع الأمني لدرجة أن العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لإشراف المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني تشهد استقرارًا أمنيًا مقارنة بالمحافظات الجنوبية التي تحتلها السعودية والإمارات. ولقد كشفت وزارة الداخلية في حكومة الإنقاذ الوطني العام الماضي، أنه منذ بداية العدوان وحتى كانون الأول 2019، تم بنجاح تنفيذ أكثر من 45930 عملية أمنية، بما في ذلك مواجهة الخلايا الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة وداعش. ولكن عند مقارنة الاوضاع الامنية في المحافظات الجنوبية مع الوضع الأمني المستقر في المحافظات الشمالية، فقد عانى أهالي تلك المحافظات من تدهور مستويات الخدمة وانعدام الأمن منذ ظهور المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً وقوات “الشرعية المزيفة” المدعومة سعودياً في عدد من المحافظات الجنوبية.
وبينما تنخرط الدول المعتدية والميليشيات التابعة لها في المحافظات الجنوبية، تشهد محافظة عدن احتجاجات واسعة ضد تواجد القوات الأجنبية وسيطرتهم على الشؤون الجنوبية، ما أدى إلى تدهور الخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء، وانهيار القطاع الصحي وانهيار العملة الوطنية وقيمتها وانعدام الأمن. وذكرت وكالة أنباء الأناضول أن مئات المواطنين اليمنيين نظموا ، في الأيام الأخيرة ، مظاهرات في محافظة أربيل سقطرى جنوب شرق اليمن تنديدًا بالمجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات ، كما نظمت مسيرات احتجاجية مماثلة في عدن أسفرت عن مقتل أشخاص. من المتظاهرين أصيبوا. وبينما تم تحويل الجزء الأكبر من عائدات النفط وكذلك أموال البنك المركزي إلى عدن عاصمة حكومة “منصور هادي” المستقيل والهارب بعد ثورة 2014، وحتى أن ظروف الحصار والعقوبات الواسعة ضد صنعاء لم تكن موجودة في هذه المناطق. إلا أن الوضع في مناطق سيطرة “أنصار الله” يشهد ظروفًا أفضل بكثير. وقد أدى هذا الأمر إلى زيادة عدد الأشخاص في المحافظات الجنوبية والوسطى الراغبين في طرد المعتدين والعودة إلى حكم صنعاء.
المصدر/ الوقت