التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, نوفمبر 6, 2024

هيئة عامة للتطوير الدفاعي في السعودية.. هل دق ناقوس الخطر 

– أعلن مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية، برئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، عن موافقته لإنشاء “الهيئة العامة للتطوير الدفاعي”، وذلك بهدف تطوير الأنظمة الدفاعية في المملكة.
وحسب بيان لوكالة الأنباء السعودية، قرر اجتماع مجلس الوزراء “الموافقة على إنشاء هيئة باسم الهيئة العامة للتطوير الدفاعي”.
وأضاف البيان إن الهيئة “تتمتع بالشخصية الاعتبارية وبالاستقلال المالي والإداري، وترتبط برئيس مجلس الوزراء مباشرة”.
ومن أحد أبرز أهداف هذه الهيئة هو تحديد أهداف أنشطة البحث والتطوير والابتكار ذات الصلة بمجالات التقنية والأنظمة الدفاعية ووضع سياساتها واستراتيجياتها.
إن قرار إنشاء هذه الهيئة جاء بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية في الأسابيع الأخيرة عن سحبها عددًا من الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ (باتريوت)،من قاعدة الأمير سلطان الجوية بالسعودية.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال في حزيران الماضي ” إنّ الإدارة الأمريكية “قررت تقليص عدد الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ (باتريوت)، بسحب 8 بطاريات منها من العراق والكويت والأردن والسعودية، رغبة في إعادة تنظيم وجودها العسكري للتركيز على الصين وروسيا”.
ووجّه وزيرُ الدفاعِ الأمريكي، لويد أوستن، القيادةَ المركزيةَ بالجيش الأمريكي، التي تشرف على المنطقةِ بسحب هذه المعدات والعناصر ابتداءً من الصيف.
وكانت أمريكا قد عززت وجودَها العسكري في السعودية بعد الهجمات التي تعرّضت لها منشآتٌ نفطيةٌ في سبتمبر/ 2019، الأمرُ الذي أدى إلى تعطيلِ إمدادات العالم من النفط.
وفي إبريل/نيسان، كشف وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، عن توقيع بلاده اتفاقا لتزويد السعودية بنظام “باتريوت” للدفاع الجوي، بهدف “حماية منشآت الطاقة الحيوية” في المملكة. كبديل للبطاريات التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية سحبها من المملكة.

سيناريو الابتزاز
السيناريو الامريكي لابتزاز الرياض مادياً وسياسياً لا يتوقف رغم التحالف الاستراتيجي معها منذ عام 1945. ففي الماضي القريب وجهت الولايات المتحدة طعنة غادرة للسعودية تمثلت في موافقة مجلسي الشيوخ والنواب علي الغاء الفيتو الرئاسي لعرقلة قانون الكونجرس السابق (العدالة ضد رعاة الارهاب – جاستا). هذا القانون يجيز لعائلات ضحايا احداث 11 سبتمبر 2001 المطالبة بتعويضات تقدر بنحو 3.3 تريليونات دولار ومقاضاة السعودية علي دورها المزعوم في الهجمات التي وقعت قبل 20 عاما. علي الرغم من ان سجل الادارات الامريكية حافل بالعديد من جرائم الحرب على مدى التاريخ إلا أن ما يحدث يؤكد أن واشنطن في اطار لعبة الامم وتوزيع الادوار بدأت خطتها للتضييق علي الرياض ومحاولة إرباكها في الوقت الذي نفت فيه نتائج تحقيقات الكونجرس قبل ذلك اي علاقة للسعودية بتمويل هذه الهجمات. وما إن انتهت قضية الابتزاز الأولى بدأت اليوم تستبزها من جديد من خلال الإعلان عن سحب الأنظمة المضادة للصواريخ والهدف هو جني المزيد من الأموال من الحكومة السعودية.
الانسحاب الأمريكي من السعودية
سحبت الولايات المتحدة نظامها الأكثر تقدما للدفاع الصاروخي وبطاريات باتريوت من المملكة العربية السعودية في الأسابيع الأخيرة، حتى في الوقت الذي واجهت فيه المملكة ضربات موجعة مستمرة من أنصار الله في اليمن، حسب صور بالأقمار الصناعية حللتها وكالة الأسوشيتد برس.
صحيح أنه لا يزال هناك عشرات الآلاف من القوات الأمريكية في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية، إلا أن دول الخليج بدأت تشعر فعلياً بالقلق بشأن الخطط المستقبلية للولايات المتحدة، التي ترى تهديداً متزايداً في آسيا يتطلب تلك الدفاعات الصاروخية.
ولا يزال التوتر عالي المستوى حيث يبدو أن المفاوضات متوقفة في فيينا بشأن اتفاق إيران النووي المنهار مع القوى العالمية، ما يزيد من خطر المواجة المستقبلية في المنطقة.
وفي هذا السياق يقول كريستيان أولريتشن الزميل الباحث في معهد جيمس بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس: “التصور مهم وهو ان المملكة العربية السعودية ترى الآن أن أوباما وترامب وبايدن – ثلاثة رؤساء متعاقبين – اتخذوا ويتخذون قرارات إلى حد ما تدل على تخل أميركي عن الرياض”.
أفغانستان تثير قلق حكام الخليج
إن مشهد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بات يقلق حكام الخليج فلو انسحبت أمريكا من دول الخليج كما انسحبت من أفغانستان لأصبحت كراسي الحكام تقف على شفا حفرة وباتت فتراتهم الذهبية وقصورهم مهددة من الداخل نفسه قبل أن تكون مهددة من الخارج فالعدو الخارجي هو عدو مفترض زرعه الفكر الأمريكي في عقولهم وعدوهم الداخلي هم من صنعوه بأنفسهم من خلال تكبرهم وطغيانهم.
يبدو أن هذه هي النتيجة الطبيعية للذل والخضوع للشيطان الأمريكي فهو يدعي أنه يحميك ولكن في الواقع هو يستثمر أمواله ويبيع أسلحته تحت حجج واهية وأساليب هي واضحة بالنسبة لنا ولكن عميت قلوب وصمت آذان كثيرة عن سماعها!
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق