عام على اتفاق التطبيع.. هل يستجيب المطبعون لدعوة حماس إلى تصويب مسارهم السياسي الخاطئ؟
اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية حماس، السبت أن إقامة علاقات تطبيع بين الدول العربية وإسرائيل يمثل مشروعا إسرائيليا أمريكيا يستهدف دمج الدولة العبرية في المنطقة واستبدال أولويات الصراع.
وحذرت حماس، في بيان صحفي بمناسبة الذكرى الأولى لإقامة علاقات تطبيع بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، من “خطورة اتفاقيات التطبيع وتداعياتها على القضية الفلسطينية، وعلى المنطقة العربية والإسلامية وأمنها القومي”.
وقالت الحركة إن “ما تسمى اتفاقيات أبراهام هي مشروع صهيوني أمريكي بامتياز، تهدف إلى الانفتاح والتطبيع الإقليمي مع الكيان الصهيوني (إسرائيل) ودمجه في المنطقة، وإقامة تحالفات معه”.
وأضافت إن التحالفات الجديدة تهدف إلى “استبدال أولويات الصراع بدلاً من أن يكون مع الاحتلال الصهيوني المحتل لفلسطين والخطر الأكبر على المنطقة، بصراع إقليمي داخلي ينهك قوى الأمة وعوامل صمودها، ويعزل فلسطين وقوى المقاومة الفلسطينية”.
واعتبرت الحركة أن إسرائيل استغلت اتفاقيات التطبيع “في التغول على الشعب الفلسطيني بتصعيده وتيرة الانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى وتكثيف سياسة التهويد في القدس، وهدم المباني والمنازل، وتوسيع الاستيطان، وسرقة الأرض الفلسطينية”.
وطالبت حركة حماس “كل من تماهى مع هذه الاتفاقيات المشؤومة بضرورة الإسراع في تصويب هذا المسار السياسي الخاطئ، والانسجام مع طموحات كل شعوب المنطقة الرافضة لكل مسارات وأشكال ما يسمى التعايش والتطبيع”.
وفي 15 سبتمبر 2020، وقعت الإمارات والبحرين على اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، في أجواء احتفالية بحديقة البيت الأبيض. بعد ذلك، انضم السودان والمغرب إلى الاتفاقات التي وافق بموجبها البلدين على تطبيع العلاقات مع “إسرائيل”.
لم تكن مساعي الكيان الصهيوني، التطبيع مع الدول العربية لتحقق المجاورة او العلاقات الاقتصادية وغيرها من الشروحات المعلنة فحسب، انما كانت استغلالا لهذه الدول لتشكيل حلفاء لها، لمواجهة محور المقاومة، الذي يقض مضاجعه، وما يعزز هذا، تصريحات المحلل العسكري بصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، الذي قال إن “هدف “اتفاقيات أبراهام” الانطلاق نحو تطبيع مع دول عربية وإسلامية أخرى، وفي مقدمتها السعودية، بغية تشكيل حلف استراتيجي جديد موال لأميركا بالشرق الأوسط، وذلك لمواجهة محور المقاومة الذي تقوده إيران، وأيضا من أجل الإثبات للعالم بأن “إسرائيل” ليست بحاجة لإنهاء الصراع وللسلام مع الفلسطينيين من أجل تحسين علاقاتها مع دول عربية وإسلامية”.
وأشار المحلل العسكري إلى أن “إسرائيل كانت تراهن على أن تصبح أبو ظبي جزءا من حلف معلن ونشط بغية الحد من النفوذ الإيراني بالشرق الأوسط، “لكن هذا الرهان والاعتقاد كان على ما يبدو زائفا” حيث تخشى الإمارات كما دول خليجية أخرى من اعتبار إيران “عدوا” ويُنظر إليها كدولة إقليمية تتحدى أميركا”.
بدوره اعتبر أيمن الرقب، السياسي الفلسطيني، أنه بعد مرور عام على التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل، لم تتحقق أي استفادة لهذه الدول، وقال، ان الإمارات قد تكون استفادت على الصعيد الاقتصادي، وهذا غير ملموس، وحتى في موضوع التعاون العسكري لم يكن هناك أي استفادة، فشراء القبة الحديدة لا يعتبر مكسبًا، حيث فشلت في صد صواريخ محلية الصنع من قطاع غزة.
وتابع: “دول التطبيع؛ الإمارات والبحرين وحتى السودان التي كانت تسعى لرفع الحصار لم يستفيدوا، بل خسروا بكل تأكيد، وأردف بالقول: ان الإمارات والبحرين والسودان لا نجد أنها بعد عام استفادت بشكل ملحوظ من التطبيع، بل بالعكس نرى أنها خسرت عمقها العربي، فنرى أن ما فعلته لم يكن صوابا، وأضر بالقضية الفلسطينية.
فإذا كان التطبيع هو المدخل للحصول على رضى وحماية الولايات المتحدة، فإن ما يجري من انكفاء لأمريكا إلى تبني استراتيجية ” أميركا أولاً”، والدخول في تحالفات تحقق فقط المصالح الأميركية المباشرة، يؤكد أن لا حماية لهذه الدول إلا من شعوبها ومحيطها، ولعل استدارة أميركا ظهرها لحليفة تاريخية لها مثل فرنسا، وإجبار أستراليا وبريطانيا على توقيع اتفاقية الشراكة الأمنية الجديدة، لمواجهة الصين في المحيطين الهندي والهادي، وتمكين أستراليا من بناء غواصات نووية وإجبارها على إلغاء عقد مع فرنسا جرى توقيعه عام 2016 لشراء غواصات فرنسية، إلا دليل على أن أميركا لا تفكر إلا بنفسها، وبصناعاتها وأسواقها، وبالتالي فإن حمايتها لدول التطبيع وتعهداتها لها إن وجدت، لا قيمة لها، وستظل قائمة فقط، إذا ظلت مصالحها محمية ببقاء نفوذ إسرائيل وقوتها التي تتهاوى.
الاسرائيليون وبعد ان حصدوا الكثير من المكاسب الناتجة عن اتفاقيات الانبطاح او السلام المزعوم لبعض الانظمة العربية كالسودان والمغرب بعد الامارات والبحرين يتوقعون (اسرائيل) ان يلتحق خلال الفترة القادمة انظمة عربية واسلامية بالمسلسل اي السلام مع اسرائيل لكن للأسف الشديد لا يعدو مثل هذا السلام عن كونه اجراء مجاني يصب في مصلحة الكيان الصهيوني المحتل الغاصب لفلسطين وغيرها من الاراضي العربية ولا ندري الى متى سيواصل المهرولين التطبيع المجاني مع الاحتلال الصهيوني الذي يواصل سياسته المتغطرسة في قضم المزيد من اراضي الفلسطينيين وينفذ بشكل شبه يومي عمليات تهجير الفلسطينيين.
سيناريو الهرولة الذي يسير فيه بعض العرب يمضي بشكل مريب جداً ولا يوجد اي مؤشر بأن هؤلاء المهرولين بصدد مراجعة حسابات المكسب او الخسارة على الاقل فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية بين المهرولين المطبعين مع الطرف الاخر “اسرائيل” وخصوصا بعد ان ثبت بالدليل القاطع ان الكيان الصهيوني هو الرابح الابرز من ما يسمى اتفاقيات “ابراهام”.
المصدر/ الوقت