إسقاط “هوية القدس” وشطب حقوق اللاجئين… شروط أمريكية خبيثة لدعم “الأونروا”
فإن الإدارة الأمريكية تقدمت لـ(لأونروا) بشروط تتضمن شطب كل ما له علاقة بحق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين، وتسقط “هوية القدس” كعاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، وتلغي كل ما يخص النضال أو المقاومة ضد الاحتلال، أو تعبير عن الانتفاضة الفلسطينية.
وأشار المصدر نفسه إلى شرط الحيادية عبر إلغاء الأنشطة والفعاليات المتعلقة بمناسبات خاصة بالقضية الفلسطينية، مثل “وعد بلفور” والنكبة والعدوان الإسرائيلي عام 1967 وغيرها، وعدم التعاطي مع أي نشاط سياسي. وترمي الشروط الأمريكية عمليًّا إلى إلغاء القضية الفلسطينية بمجملها من المناهج التعليمية في مدارس “الأونروا”، لا سيما في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن. وتقدم “الأونروا” خدمات أساسية لنحو 5.3 ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك تشغيل 700 مدرسة و140 عيادة صحية.
وفي سياق متصل، سلّمت الفصائل الفلسطينية، الاثنين، مذكرة قانونية إلى مقر المنسق الأممي لعملية السلام بالشرق الأوسط “أونسكو”، ترفض فيها اتفاقية موقّعة بين وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” وواشنطن، تضمن عودة “مشروطة” للدعم الأمريكي للوكالة الأُممية. وقد أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مطلع أبريل/ نيسان الماضي، إعادة الدعم المالي لنشاطات “أونروا” ضمن اتفاقية رسمية بـ 150 مليون دولار، بعد سنوات من وقفه بقرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في أغسطس/ آب 2018. وقال ماهر مزهر، القيادي في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، خلال مؤتمر لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية (فصائل) الصحفي، أمام مقر “أونسكو”، بمدينة غزة، إن المذكّرة تشتمل على كافة التفاصيل والآثار المترتبة على اللاجئ وحقّه في العودة، جرّاء هذا الاتفاق. وأضاف مزهر: “ذات المذكّرة أرسلت إلى أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمفوّض العام للوكالة الأممية فيليب لازاريني، تأكيدا على رفضنا للاتفاق الأمريكي الخبيث الذي يضع أونروا واللاجئين الفلسطينيين أمام خطر التصفية”. وأردف، أن “اللاجئين أصحاب حق وقضية عادلة، وسنتصدى لكل من يحاول التنصّل من مسؤولياته أو يقزّم هذه القضية”، وأكد “وقوف الفصائل أمام الاتفاقية الموقّعة، وتصدّيهم لها، حتّى إسقاطها”. وأوضح مزهر، أن الاتفاقية “تحول قضية اللاجئ السياسية إلى قضية إنسانية، مع وصف بعض اللاجئين بالإرهاب، كما تحول وكالة أونروا لجهة استخباراتية تسلط سيفها على اللاجئين”. وأشار إلى انطلاق سلسلة فعاليات رافضة لهذا الاتفاق، في جميع مناطق عمليات أونروا (غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن)”. وطالب مزهر، الدول المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني بضرورة الوقوف إلى جانب الشعب “أمام الاتفاق الخطير الذي يقدّم لإنهاء دور الوكالة”. وفي 9 سبتمبر /أيلول الجاري، قال المكتب التنفيذي للاجئين الفلسطينيين بالضفة الغربية، أن من بنود الاتفاق “وقف مساعدة الأونروا عن كل لاجئ ينتمي لجيش التحرير الفلسطيني أو أي منظمة من فئات العصابات ومن يشارك في عمل إرهابي من وجهة النظر الأمريكية الصهيونية”، كما شرط “مراقبة المناهج الدراسية الفلسطيني وحذف وشطب أي محتوى لا يتناسب مع وجهة نظر الاحتلال، ومراقبة كافة مؤسسات الأونروا”.
وأُنشئت وكالة “أونروا” عام 1949، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة لعقد برامج إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الأقاليم الخمسة (غزة والضفة الغربية وسوريا ولبنان والأردن).
المصدر/ الوقت