الاعتراف الأممي بـ”منصور هادي” رئيساً شرعياً لليمن مؤامرة سياسية
تواصل قوات ومرتزقة الرئيس اليمني المستقيل “عبد ربه منصور هادي” ارتكاب الجرائم بشكل يومي بحق الشعب اليمني من كل الفئات والاعمار بدون تفرقة بين رجال او نساء او أطفال، كما لم تفرق تلك القوات بين والبشر والشجر والحجر حيث استهدف خيرات البلاد الطبيعية والاماكن التراثية والمؤسسات المختلفة سواء كانت انتاجية او رسمية او تعليمية او صحية وغيرها، فهذه القوى تؤكد يوما بعد يوم انها لا تحفظ حرمة لأي قيم او مبادئ ايا كان مصدرها، وكأنها تصر على ارتكاب الجرائم المخزية التي يندى لها جين البشرية. وفي هذا السياق، طالبت مجموعة من المحامين تمثل عدداً من ضحايا العدوان على اليمن بإجراء تحقيق من قبل المحكمة الجنائية الدولية بجرائم حرب ارتكبها قوات “هادي” وتحالف العدوان السعودي بحق الشعب اليمني على مدى السنوات الست الأخيرة. ونقلت عدد من المصادر الاخبارية عن مجموعة “غرنيكا 37 انترناشيونال جاستيس تشامبرز” قولها في بيان اليوم إنها “سلمت المحكمة الجنائية الدولية باسم مئات الضحايا أدلة على معلومات عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتكبها التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن في السنوات الست الماضية”.
ودعت المجموعة إلى إجراء تحقيق في ثلاث وقائع محددة ومحاسبة المسؤولين عنها ومنها غارة جوية شنها التحالف في العام 2016 على جنازة في صنعاء أدت إلى مقتل 140 شخصا وأخرى في العام 2018 على حافلة مدرسية شمال اليمن تسببت بمقتل 40 طفلا على الأقل. وقالت “ألمودينا برنابيو” الشريكة المؤسسة في المجموعة القانونية “عند وقوع الهجوم أكد التحالف أنه سيقوم بالتحقيق وبمحاسبة المسؤولين وكما هو معروف لم يفعلوا شيئا من هذا القبيل”. وتشن قوات “هادي” وبدعم من النظام السعودي والأمريكي حرب عبثية على أبناء الشعب اليمني منذ العام 2014 أدى إلى سقوط عشرات الآلاف من القتلى معظمهم من المدنيين وتسبب بأسوأ أزمة إنسانية في العالم وفق وصف الأمم المتحدة. وبمنتهى التوحش والإجرام تتصاعد المجازر البشعة وعمليات القتل الممنهج والمتعمد التي ترتكبها قوات “هادي” وتحالف العدوان السعودي الامريكي بحق الشعب اليمني منذ سقوط الاقنعة عن وجوه المرتزقة، مستهدفا الاسواق والمنازل والمزارع والمنشآت المدنية وسط صمت وتواطؤ مفضوح للامم المتحدة والمجتمع الدولي.
ولقد كانت أكثر من 400 شهيد وجريح هي حصيلة دموية صادمة لاستباحة طيران العدوان دماء اليمنيين خلال النصف الأخير من الشهر الجاري في جرائم حرب توزعت على عدة محافظات حيث بلغ اجمالي الشهداء والجرحى في ثلاث جرائم حرب في محافظة تعز وحدها أكثر من 150 مواطنا غالبيتهم سقطوا إثر استهداف سوق شهرة بالتعزية، في حين استشهد تسعة مواطنين وجرح خمسة عشر آخرون في قصف سوق النجيبية في الهاملي. كما استشهد ثلاثة آخرون في قصف مدرسة بمنطقة الوجيز بمديرية موزع. وفي محافظة الحديدة وصل عدد الشهداء والجرحى الى 79 مواطنا في سبع جرائم لطيران العدوان نالت مديرية الخوخة النصيب الأكبر منها بواقع ثلاث جرائم، توزعت على قرية المزارعة وشرق القطابة ومنطقة الطفسة وأدت إلى استشهاد واحد وثلاثين مواطنا وجرح عشرة آخرين وفي مديرية الجراحي استشهد تسعة مواطنين، كما استشهد ثلاثة آخرون وسط سوق بمديرية حيس، إضافة إلى استشهاد خمسة عشر شخصا” من أسرة واحدة في قصف العدوان منزلا بمديرية التحيتا يوم الثلاثاء الماضي.
وفي هذا السياق، خاطب نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء “حسين العزي” الأممَ المتحدة يوم امس الاثنين، قائلاً إن “الاعتراف الأممي بعبد ربه منصور هادي رئيساً شرعياً لليمن يعد أكبر فضيحة سياسية وإنسانية، وأكبر سقوط قيمي مروع في تاريخ الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”. وقال العزي في سلسلة تغريدات له في “تويتر” إن “موقفكم ليس مجرد فضيحة مدوية تخصكم فقط، فهذا أمر يمكن احتماله. ما يعنينا هو أنكم بهذا الموقف تحاولون إهانة بلد من أعرق بلدان التاريخ والحضارة هو اليمن”. وتساءل “العزي”: “ما الذي يدفعكم للتورط المستمر في فضيحة الاعتراف بهادي رئيساً شرعياً؟ هل وجدتم في عالم البشر رئيساً شرعياً أو حتى رئيساً غير شرعي يتمسك بحصار شعبه ويقيم لـ7 سنوات متواصلة في عاصمة تقصف عاصمة بلده؟”، مضيفاً: “يجب أن تدركوا أن هادي ليس رئيساً بالخالص لا شرعي ولا غير شرعي”.
وأكد “العزي”، أن “هادي هو فقط مرتزق (للأرض – للاشعب – للاسلطة) ومطلوب للقضاء اليمني”، مضيفاً أن “هادي مجرم مطلوب للقضاء اليمني، وفار من وجه العدالة، ومن غضب الشعب، وأطفال اليمن يعرفون هذه الحقيقة”. وتابع “العزي”: “عممنا على جميع الدول وكل الجهات في العالم باعتبار حكومة المرتزقة لا تمثل مصالح الشعب اليمني، وغير معترف بها لدى الشارع اليمني”، مضيفاً: “تسلمنا الكثير من الردود الإيجابية على تعميمنا لجميع الدول باعتبار حكومة هادي غير ممثلة للشعب اليمني”. نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء أكد أيضاً أن “هناك إدراكاً لدى معظم الدول ومعرفة تامة بطبيعة الوضعية القانونية المهزوزة لحكومة هادي”.
وعلى هذا المنوال نفسه، أكد قائد حركة “أنصار الله” السيد “عبد الملك الحوثي” خلال كلمه له بمناسبة ثورة الـ26 سبتمبر قبل عدة أيام، أن اليمنيين سيحررون كل بلادهم ويستعيدون كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان، وأنّهم لن يصمتوا في مواجهة الطغيان الأمريكي والإسرائيلي. وقال قائد حركة “أنصار الله” اليمنية، السيد “عبد الملك الحوثي”، إن “الطغيان الأمريكي والإسرائيلي يشكّل تهديداً خطيراً على واقع الأمة في دينها وأمنها وحريتها وكرامتها”، فهو “يستهدف أمتنا في كل المجالات”. وأضاف، أنه “لا يوجد التباس في تحالف النظام السعودي مع أمريكا وإسرائيل”، كما أنّ العدوان على اليمن “والمؤامرات على دول المنطقة تخدم أميركا وإسرائيل”. وأوضح أن الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني “تجاوزت قدرة الولايات المتحدة في التغطية عليها”، مؤكداً أنّه “لا التباس في أن موقف شعبنا في مواجهة الطغيان الأمريكي وإسرائيلي وأدواتهما هو الموقف المحق”. وتابع: “سنحرر كل بلدنا ونستعيد كل المناطق التي احتلها تحالف العدوان”، معرباً عن أمله بأن “الروح الثورية والتحرك الصادق لشعبنا ستصل بنا إلى وعد الله بالنصر”. وأكد أنه “لو فرطنا في معركتنا لكانت القواعد الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية في صنعاء ومختلف المحافظات”، واعداً بأن يكون اليمن “حراً مستقلاً لا يخضع لاحتلال أو وصاية”.
ومن جانبه وخلال كلمة له بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر، أعلن رئيس المجلس السياسي اليمني “مهدي المشاط”، يوم السبت الماضي، الاستعداد لايقاف كل أشكال العمليات العسكرية لقواتهم، بشرط توقف كل أشكال ما وصفه بالعدوان بشكل كلي. ورحب “المشاط”، في كلمته، بما وصفها بالجهود الصادقة والضامنة لتحقيق السلام ورفع الحصار وإنهاء الحرب على اليمن ومعالجة آثار الحرب وحفظ لليمن سيادته واستقلاله، وقال: نرحب بالجهود التي تضمن مصالح اليمن وعلى أساس أيضا من التزامنا بضمان معالجة مخاوف الجوار وضمان مصالحه المشروعة مع بلدنا”. ودعا “المشاط” من وصفهم بالمنحرفين عن طريق الحرية والاستقلال لمراجعة حساباتهم والعودة إلى جادة الصواب. كما جدد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، تأكيد الموقف اليمني الثابت والراسخ بشأن مواصلة الدفاع عن البلاد والعباد.
لقد كان السعوديون دائمًا يبدون الرغبة في القدوم إلى طاولة المفاوضات فقط كغطاء للهروب من الانتقادات الدولية والقيام بلفتات سلام، وفي الميدان اتبعوا استراتيجية العدوان المستمر، مما أدى إلى حدوث جمود في المفاوضات السابقة. لكن في الوضع الحالي، تغير الوضع بشكل جذري، وأصبحت الرياض هي التي تعمل جاهدة لوقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في جبهات القتال، وكذلك وقف الهجمات واسعة النطاق في عمق الأراضي السعودية، التي أصبحت طبيعية ولا يمكن للرياض السيطرة عليها. والمحادثات الأخيرة، أظهرت عدم رغبة الرياض في تقديم تنازلات بشأن إنهاء الحصار والعدوان، وهذا الامر يؤكد أن السعوديين ما زالوا يؤمنون بنهج المراوغة باعتباره السبيل الوحيد للهروب من الهزيمة.
المصدر/ الوقت