التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

نتائج خطيرة كشفها خطاب بينيت في الجمعية العامة.. خطر يهدد “إسرائيل” 

يوماً بعد آخر تتعمق الخلافات الداخليّة داخل المجتمع الإسرائيليّ، وأحد تلك الأسباب الخلافات السياسيّة الكبيرة ضمن الكيان، لدرجة أنّ محللين اعتبروا أنّ الكيان الصهيونيّ يقترب كل يوم من الحرب الأهليّة، بسبب التحريض المتزايد بين الأحزاب والخلافات الجذريّة بين قياداتها، والدليل على ذلك بيان حزب الليكود الذي تحدث أنّ رئيس وزراء العدو نفتالي بينيت الاثنين الفائت ألقى خطاباً فارغاً أمام قاعة فارغة وأهدر كلمات جوفاء بدلاً من الاستفادة من منصة دولية مهمة وهي الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي توالت فيه الردود الغاضبة من جانب المعارضة في الكيان الصهيونيّ على خطاب بينيت، ظهر للقاصي والداني مدى الاختلاف والمنافسة بين الصهاينة رغم كل المساعي لضبط إيقاع الوضع داخل الكيان الصهيونيّ، إلا أنّ تلك الخلافات الداخليّة تتصاعد بشكل كبير، ناهيك عن التماسك الذي بدأ يتآكل في السنوات الأخيرة بين اليهود داخل المجتمع الإسرائيليّ، وحل محله فجوات دموية داخليّة تغذيها الكراهية الشديدة الخارجة عن نطاق السيطرة، والتي قد تُوصل الكيان قريباً إلى صدام داخليّ عنيف، ربما يتحول فيما بعد إلى حرب أهليّة كارثيّة.

وكما هو متوقع، تصدر حزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو الأصوات المعارضة من خلال بيان انتقد بشكل لاذع خطاب بينيت، زاعماً أن خطابات رئيس الوزراء السابق في الأمم المتحدة، كانت تثير ضجة في جميع أنحاء العالم ووضعت مصالح الكيان الصهيونيّ في مقدمة المنصة العالمية، على الرغم من أن بنيامين نتنياهو خاض معارك حقيقيّة ضد المتظاهرين وفاقم من الأزمة الاقتصاديّة.

ومع أنّ سياسة نتنياهو جعلت أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد تتزايد بشكل مستمر، وصف بيان الليكود إجراءات بينيت تجاه تلك القضيّة بـ “التعامل الفاشل” في كل ما يتعلق بإدارة أزمة كورونا في الأراضي الفلسطينيّة التي تحتلها العصابات الصهيونيّة، مشيراً إلى أنّه لا يتخذ الخطوات اللازمة لمكافحة انتشار الفيروس، ما يوحي بأنّ مستقبل الكيان أصبح قائماً المصالح الحزبيّة أو السياسيّة التي ستودي بالكيان إلى الهاويّة.

وباعتبار أنّ حزب نتنياهو منخرط بشكل كامل ويوميّ بتكثيف التحريض ضد أعدائه السياسيين والعكس، فإنّ أغلبيّة الإسرائيليين يعيشون انقساماً حاداً بين المعكرات المتصارعة، ما أفرز كراهية شديدة داخل مجتمعهم، ناهيك عن فقدان ثقتهم بشكل كامل بمؤسسات الكيان، كما أن الخلاف بين الإسرائيليين اليوم، لم يعد يدور حول تنافس النسق الكليّ للأفكار والمعتقدات والاتجاهات العامة بين اليسار واليمين، ولا الاتفاقات والتنازلات للدول المعادية للكيان وقضايا الحرب والسلام، بل أصبح الصراع داخل المجتمع الإسرائيليّ المنقسم على ذاته.

وفي هذا الخصوص، ركّز بيان الليكود على توجيه الاتهامات لبينيت، في ظل تصاعد أعداد المصابين بجائحة فيروس كورونا المستجد، وتداعياتها الاقتصاديّة، ما يجعل هذا الهجوم المستمر والمتبادل بين الأحزاب السياسيّة فتيلاً للتوترات المشتعلة أصلاً داخل الكيان، ما يجعل الأخطار الداخليّة التهديد الأكبر أكثر من أيّ وقت مضى، حيث ذكر أيضاً رئيس حزب الصهيونية الدينيّة، بتسلئيل سموتريتش، أنّ محتوى خطاب رئيس الوزراء الإسرائيليّ كان فارغاً بدون أي فائدة، أما رئيسة التحالف الحكومي وعضو الكنيست الصهيونيّ، إديت سيلمان، دعمت بينت قائلة: “كلنا ورائك”.

كذلك، انتقدت “القائمة المشتركة” المؤلفة من عدة أحزاب ذات أغلبية عربيّة نفتالي بينيت لتقاعسه عن ذكر الفلسطينيين في خطابه، حيث قالت النائبة عن القائمة المشتركة، عايدة سليمان، إنّ الاحتلال حاول إخفاء وجود الشعب الفلسطيني، وادعى بالتفوق الأخلاقيّ للكيان الصهيونيّ، وأثار الحرب على إيران، مؤكّدة أنّ “هذه هي المبادئ التي توجه حكومة نتنياهو اليمينية، وهي توجه حكومة بينيت”، فيما وجه حزب “ميرتس” الشريك في الائتلاف الحكوميّ انتقاداً شديد اللهجة لبينيت الذي تجاهل خطابه الشعب الفلسطينيّ، مشدّداً على أنّهم سيعملون من داخل الحكومة ومن خارجها على الدفع بما يُسمى “حل الدولتين”.

في النهاية، تعكس الصراعات الداخليّة في “إسرائيل” حجم الاختلاف الذي بلغ ذروته بين الأطراف المتحاربة، وكأنّ الكيان أصبح “برميل متفجرات” لا يحتاج سوى شرارة واحدة للانفجار، نتيجة الاحتقان والخلاف داخل الكيان الصهيونيّ، الذي يعيش مرحلة حاسمة تهدد وجوده بشكل حقيقيّ، فيما يستشعر الجميع اقتراب الحرب الأهليّة التي إن وقع ستنهي العدو الصهيونيّ الغاشم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق