التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

كشف المستور.. تحايل سعودي لشراء أجهزة تجسس اسرائيلية عبر بنك ياباني 

بحسب موقع أمريكي قدم بنك ياباني تسهيلات وساطة بين صندوق السيادة السعودي و شركة إسرائيلية بحيث توفر الأخيرة برامج التجسس التي تصبو المملكة العربية السعودية لامتلاكها في سبيل ملاحقة معارضيها و الاقتصاص منهم.
وبحسب تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي فإن شركة “سوفت بنك” اليابانية التي تُعتبر إحدى أكبر شركات رأس المال الاستثماري في العالم، نجحت في الاستثمار في شركات التكنولوجيا الفائقة الإسرائيلية. ومن بين تلك الشركات الإسرائيلية العاملة في قطاع التكنولوجيا AnyVision و eToro و Redis Labs وTrax و من جانب أخر فإن لدى البنك الياباني استثمارات واسعة بالتعاون مع شركات استثمارية خليجية بما في ذلك الصناديق السعودية ويشير التقرير إلى أن اتفاقية التطبيع التي وقعتها كل من الإمارات و البحرين مع الكيان الاسرائيلي قد سرعت من العملية و جلبت سوفت بنك إلى العمل بشكل أوسع في السوق الاسرائيلية. وقال موقع Al-Monitor الشهير إن مجموعة SoftBank لديها ارتباطات كبيرة مع العائلة المالكة السعودية وصندوق الاستثمار السعودي، لكنها بدأت باستثمارات مكثفة في شركات التكنلوجيا الإسرائيلية. وذكر أن مجموعة SoftBank كانت قد عينت رئيس الموساد الإسرائيلي السابق يوسي كوهين كممثل للمصالح السعودية في تل أبيب، ويعد أحد أهم أذرع الاستثمار السعودي في التكنولوجيا الإسرائيلية.
و من جانب آخر أشار الموقع إلى أن كوهين قد اجتمع مع بن سلمان ليتخلص من مخاوفه بشأن الاستثمار في تل ابيب، مع العلم أن المسئول الإسرائيلي السابق يعتبر أحد مهندسي اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية، واستطاع إقامة علاقات سرية متينة مع انظمة دول الخليج. و لفت الموقع إلى أن هذه العلاقة تبدو بمثابة طريقة سعودية للالتفاف على الحواجز الدبلوماسية في التعاون بين الرياض و تل أبيب و الحصول على التكنولوجية الإسرائيلية.
وجاء في تقرير للموقع: إن دخول البنك الياباني سوفت بنك، الذي يعتبر من أكبر شركات رأس المال الاستثماري في العالم، إلى العمل المباشر في إسرائيل ليس سوى مسألة وقت. وتشير التقديرات إلى أن اتفاقيات التطبيع (اتفاقات أبراهام) التي وقعها الكيان الإسرائيلي مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين عجلت بالعملية وجلبت سوفت بنك مباشرة إلى تل أبيب. في ظل ذلك لابد من الإشارة إلى العلاقات التجارية و الاقتصادية بين الكيان الاسرائيلي و اليابان.
لمحة على العلاقات الاقتصادية اليابانية الاسرائيلية
في ظل توسيع العلاقات التجارية و الاقتصادية بين الكيان الاسرائيلي و اليابان خلال السنوات الأخيرة وبشكل خاص بعد تعزيز العلاقات بين رئيس الوزراء السابق في الكيان الاسرائيلي نتنياهو و رئيس الوزراء الياباني السابق شينزوابي زار نتنياهو اليابان في عام 2014 وردّ آبي بزيارتين إلى تل أبيب في عامي 2015 و 2018. وبذلك أوصلت حكومة اليابان رسالة واضحة إلى قطاع الأعمال لتشجيع الأعمال التجارية مع الكيان وعليه ارتفع عدد الشركات اليابانية العاملة في الكيان من 24 إلى 92 خلال السنوات الست الماضي و ارتفع نطاق الاستثمار الياباني في الكيان الاسرائيلي على الرغم من انتشار جائحة كورونا.
على الرغم من كل هذا التقارب التجاري إلا أن دانيال كولبار، رئيس البعثة الاقتصادية و التجارية في السفارة الاسرائيلية في اليابان، صرح قائلاً : إن امكانات التجارة بين الكيان الصهيوني و ثالث اكبر اقتصاد في العالم لم تتفعل بعد و بشكل خاص فيما يخدم المصالح اليابانية حيث أنه في أسواق الشرق الأسط لايزال هناك اثارا للمقاطعة العربية في بعض الدول و بالتالي فإن التقارب المتزايد بين تل أبيب و أبو ظبي يمكنه أن يقرب الكيان من اليابان أيضاً. و تعتبر دبي مركزا مهماً للشركات اليابانية حيث أنها مع احتضانها حوالي 350 شركة يابانية مكنت الشركات اليابانية التي تسوق التقنيات الاسرائيلية من تطويرها بسهولة أكبر في أسواق الخليج.
واليوم، تعتبر سوفت بنك واحدة من أبرز شركات الاستثمار في مجال التكنولوجيا الفائقة، مع استثمارات ضخمة في شركات مثل أوبر وعلي بابا وتيكتوك وديدي وكلارنا. وهذه هي ثاني شركة استثمارية عملاقة تفتتح مكتبا لها في إسرائيل في غضون ثلاثة أشهر، بعد أن عينت بلاكستون يفات أورون مديرا للاستثمار المحلي في نيسان/أبريل.
تحايل على الدبلوماسية
ما يثير الاهتمام هو من سوف يترأس نشاط الصندوق في إسرائيل – يوسي كوهين، الرئيس السابق للموساد الإسرائيلي، والذي يعتبر مقربا جدا من نتنياهو.ويعتبر كوهين أحد مهندسي اتفاقيات التطبيع وقد أدى سفره المتكرر إلى دول الخليج ، حتى تلك التي ليس لها علاقات مع إسرائيل ، إلى تشكيل علاقات سرية ضيقة بين إسرائيل وهذه الدول.
قرر ماسايوشي سون، مؤسس سوفت بنك، تعيين كوهين، على ما يبدو بسبب قدراته العديدة التي أثبتت في العملية التي أدت إلى الاتفاقات وبسبب علاقاته القوية مع رؤساء الدول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، فضلا عن العديد من القادة في أوروبا والولايات المتحدة. وسيوجه كوهين نشاط سوفت بنك في إسرائيل، ويحدد الشركات للاستثمار ويساعدها في العثور على أسواق عالمية، مع التركيز على آسيا.
ومن خلال اتصالات سوفت بنك الوثيقة مع العائلة المالكة السعودية يمكننا رؤية عملاق الاستثمار الياباني يلعب دوراُ مهما في الاستثمار السعودي في التكنولوجيا الفائقة الاسرائيلية يمكننا أن نفترض أن تعيين كوهين، الذي التقى، وفقا للعديد من التقارير، بكبار السعوديين، من بينهم محمد بن سلمان ساعد في تخفيف المخاوف على الرغم من عدم وجود اتصال مباشر بين المملكة وإسرائيل. ربما هذه هي الطريقة السعودية للتحايل على الحاجز الدبلوماسي، والتواصل مع التكنولوجيا الإسرائيلية العالية وجني بعض ثمارها.
تطبيع سعودي اسرائيلي من تحت الطاولة
كشفت التطورات الأخيرة في العلاقات السعودية-الإسرائيلية عن إنجازات الأخيرة خلال الشهور القليلة الماضية مع المملكة؛ وبفضلها لم تعد إسرائيل دولة صغيرة مهددة ببحر من العرب، بل باتت قوة إقليمية تلتف حولها الأنظمة العربية بقياداتها الخائنة، ويا للمفارقة المؤسفة!
من هنا نستذكر أهم المحاور التي رافقت تطور العلاقات السعودية الإسرائيلية:
لقاء نيوم
على الرغم من أن الرقابة العسكرية حظرت فيما سبق نشر أي معلومات عن اجتماعات ولي العهد السعودي مع نتنياهو لكن في هذه المرة شكل لقاء نتنياهو و ابن سلمان بمشاركة مايك بومبيو وزير الخارجية الأمركي حيلة داعائية فإن كل المؤشرات تشير أن الأطراف أرادوا تسريب قصة الاجتماع، لأنهم حتى يومنا هذا لم يجدوا صعوبة في إخفاء محادثاتهم؛ ومع أن هذا ليس اللقاء الأول أو الثاني لهما، فقد تكررت حالات اختفى فيها نتنياهو لمدة 24 ساعة، ولم يلاحظ أحد ذلك؛ لكن هذه المرة، كلف أحدهم عناء ترك الكثير من العلامات الدالة على الاجتماع، كما لو أرادوا فقط أن يتم اكتشافها.
وصول بايدن
يجب النظر إلى الاجتماع السري في السعودية من أكثر من جانب، فهو يأتي في وقت غروب شمس إدارة الرئيس دونالد ترامب، وقبل دخول بايدن للبيت الأبيض، وهذا الاجتماع السري سلط الضوء على أنه وعلى الرغم من أن السعودية لم توقع اتفاقية رسمية مع إسرائيل، إلا أن الاتجاه الحالي هو إيجاد تحالف بين دول الخليج وإسرائيل في رسالة موجهة للإيرانيين وبايدن معاً، فالإسرائيليون والسعوديون ينسقون جيداً.
التطبيع الرسمي التدريجي
تعمل السعودية تدريجيا على تغيير موقفها تجاه إسرائيل، وتمهد الطريق لعملية ستؤدي في النهاية لتطبيع علاقاتهما، فمصلحة الكيان الإسرائيلي بالترويج للتطبيع مع المملكة بسبب أهميتها الاقتصادية والدينية والسياسية، مع الحفاظ على تفوقها العسكري، لكن السعودية لديها قيود في الداخل والخارج، وحساسيات تميزها عن غيرها جعلتها تمارس التطبيع بالخفاء و تلتف على الدبلوماسية و تقوم بتطوير قنوات تجارية و اقتصادية إلى حين يتم تهيئة الرأي العام المعارض للتطبيع. و من جانب آخر هناك تحدٍ آخر يعيق السعودية عن توقيع اتفاقية تطبيع رسمية مع الكيان الاسرائيلي يتمثل في الحفاظ على مكانة المملكة في العالم الإسلامي، وهذا الأمر يهمها، وقد يتضرر من انتقادها من دول تسعى لزيادة تأثيرها في القضية الفلسطينية مثل تركيا وإيران، فالمملكة تتنافس على النفوذ في العالم الإسلامي أمام من يسعون لتحديها، والاتفاق مع إسرائيل يضر بهذه المنافسة. كل ذلك جعل الممكلة تتبع أسلوب التروي في التطبيع و تعمل بشكل خفي من تحت الطاولة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق