في ظل الخوف من المقاومة.. تصاعد الاعتداءات الصهيونية في الضفة الغربية
كثف الجنود الصهاينة هجماتهم على الضفة الغربية والأحياء الفلسطينية خلال الأشهر القليلة الماضية. ففي آخر التطورات المتعلقة بفلسطين، استشهد شاب فلسطيني برصاص جنود إسرائيليين في الضفة الغربية.
وأفادت صحيفة “هآرتس” نقلا عن وسائل إعلام فلسطينية بأن شابا يبلغ من العمر 22 عاما يدعى ناصر الزيود قتل صباح الخميس برصاص القوات الصهيونية في منطقة برقين قرب جنين. واستشهد هذا الشاب الفلسطيني برصاصة خلال عملية اعتقال فلسطينيين واشتباكات بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.
وقبل أيام قليلة قتل خمسة فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال. وقبلها بأيام أيضاً هاجم الجيش الإسرائيلي برفقة فرقة الاغتيالات المعروفة باسم اليمام، عدة مناطق في الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة جنين وبرقين، واشتبك مع المقاومين، ما أسفر عن مقتل خمسة فلسطينيين واصابة جنديين صهيونيين.
وبالتزامن أثار اعتقال أسر بعض الأسرى في سجن الكيان الصهيوني، خلال الأسابيع الأخيرة، احتجاجات واشتباكات في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة جنين.
خشية الصهاينة من نفوذ وقوة المقاومة في الضفة الغربية
يبدو أن تصعيد الضغوط والهجمات على الفلسطينيين في الضفة الغربية من قبل الصهاينة متجذر قبل كل شيء في مخاوف قادة تل أبيب من اقتدار المقاومة في الضفة الغربية.
فالصهاينة قلقون للغاية من تنامي رغبة الشباب الفلسطيني بالمقاومة، وخاصة في الضفة الغربية، ويبذلون قصارى جهدهم للحد من أنشطة الفصائل المحسوبة على حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي في الضفة الغربية.
حيث أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين أحمد المدلل، أن المقاومة ستمنع بالعمليات العسكرية في الضفة الغربية المزيد من الهجمات الإسرائيلية على الفلسطينيين. وقال ان العدو الصهيوني يخشى زيادة قوة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية ودعم الشعب الفلسطيني للمقاومة. العمليات العسكرية في الضفة الغربية تعطل حسابات العدو الصهيوني وتمنع هجمات الجيش الإسرائيلي. وكذلك، بعد معركة سيف القدس الأخيرة، ازدادت شعبية فصائل المقاومة الفلسطينية، وخاصة حماس في الضفة الغربية.
وفي السياق، كتبت قناة روسيا اليوم في تقرير: تظهر نتائج استطلاع جديد للفلسطينيين ارتفاع شعبية حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وتراجع شعبية حركة فتح لدرجة أنه اذا اقيمت انتخابات سيحصل الرئيس الحالي لهذه السلطة محمود عباس على 27٪ من الاصوات وسيحصل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس على 60٪ من الأصوات.
وبالنظر إلى التطورات الأخيرة في فلسطين ، تظهر نتائج استطلاع أجراه المركز الفلسطيني للدراسات السياسية أن هناك تحولًا كبيرا في الرأي العام الفلسطيني، مع زيادة الدعم لحركة حماس وتراجع الدعم للسلطة الفلسطينية. ويُنظر إلى نتائج الاستطلاعات على أنها تغير في الرأي العام بسبب الوضع الشعبي، حيث يوجد إجماع عام على فوز حماس في المواجهة الأخيرة مع إسرائيل.
الخوف من انطلاق احتجاجات جديدة
كما يشعر الصهاينة بقلق عميق من انطلاق جولة جديدة من الاحتجاجات في الضفة الغربية. لذلك في الوقت الحالي، لا يقبلون أي تجمعات أو حتى احتجاجات صغيرة، ويقمعون بشدة أي احتجاجات من قبل الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية. لذلك، كان جزء من عمليات القمع الشديد الأخيرة في الضفة الغربية نتيجة بعض الاحتجاجات التي أطلقها الفلسطينيون.
من ناحية أخرى، يرى الصهاينة أن أي مواجهة مع الفلسطينيين مكلفة للغاية وصعبة، والخوف من وقوع الجنود الصهاينة في الأسر هو خوف دائم لدى الجيش الصهيوني. فقد كلف وقوع بعض الصهاينة في الأسر لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، تل أبيب ثمناً باهظاً.
الهروب من الهزيمة
سبب آخر لأعمال القمع العنيف الأخيرة في الضفة الغربية هي محاولة من قبل حكومة نفتالي بينيت الجديدة لاسترضاء الصهاينة المتطرفين.
وبينما تعيش حكومة نفتالي بينيت وضعاً هشاً للغاية، تعمل جاهدة لاسترضاء المتطرفين الصهاينة ببعض الإجراءات المتطرفة، وبالتالي تلجأ إلى القمع والعنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
و نظرا لهزيمة الكيان الصهيوني في الحرب الأخيرة مع المقاومة الفلسطينية ورضوخ القادة الصهاينة لوقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية، فإن حكومة نفتالي بينيت تتعرض الان لضغوط كبيرة لبدء حرب جديدة في قطاع غزة، وبما أن حكومة تل ابيب في وضع ضعيف وهش للغاية وعاجزة عن مواجهة المقاومة الفلسطينية مرة أخرى، تتابع أعمالها الإجرامية في ظل صمت مسؤولو السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتخفيف ضغوط واستياء المتطرفين الصهاينة.
المصدر/ الوقت