جبل قره جوخ.. عاصمة داعش الجديدة في العراق
جبال قره جوخ هي سلسلة جبال في منطقة قرج بمدينة مخمور تمتد إلى محافظة أربيل العراقية وتربط بين محافظات نينوى وأربيل وكركوك، وهناك طرق مواصلات تمتد جنوب الموصل وتحديدا منطقة القيارة.
أدى الفراغ الأمني الناجم عن انسحاب قوات البشمركة الكردية من المناطق المتنازع عليها بين الحكومة المركزية العراقية وإقليم كوردستان وعدم استبدال القوات العسكرية من قبل الحكومة المركزية في هذه المنطقة الآن بجبال قره جوخ إلى استقرار تنظيم داعش فيه. حولت جبال قره جوخ إلى عاصمة جديدة لتنظيم الدولة الإسلامية وملاذا آمنا لعناصره، ويتمركز فيها عناصر هذه الجماعة التكفيرية الإرهابية. عمل يمكن أن يشكل تهديدا خطيرا لمحافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين الثلاث. لطالما كانت جبال قره جوخ أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية والتكفيرية في السنوات الأولى للاحتلال العسكري الأمريكي للعراق، وأصبحت مرتعاً لعناصر داعش منذ عام 2017، عندما قلص البشمركة والجيش العراقي من وجودهم العسكري في المنطقة. ومع انسحاب داعش من المدن الكبرى، نقلوا الآن مركز عملياتهم إلى هذا الجبل.
قره جوخ كانت مركز عمليات داعش لاحتلال أربيل
في آب / أغسطس 2014، بعد نحو شهرين من الاجتياح الكبير لداعش واحتلال مدينتي الموصل وتكريت، قررت قوات داعش الإرهابية توسيع عملياتها إلى محافظة أربيل العراقية من المحور الشرقي للموصل. وتزامنت العملية مع مجزرة سيئة السمعة بحق الإيزيديين في محافظة نينوى شمال غرب البلاد وهروب وتراجع واسع النطاق لقوات البشمركة الإقليمية. في 7 آب 2014 هاجم إرهابيو داعش بلدتي مخمور وجوير جنوب غربي أربيل حيث هاجموا من جهة جبال قره جوخ وحمرين، واضطرت قوات البيشمركة في المنطقة إلى التراجع دون أي مقاومة، وهاتين المدينتين. تم الاستيلاء عليهما من قبل قوات داعش. بينما كان إرهابيو داعش على بعد أقل من 40 كيلومترًا من وسط محافظة أربيل استعدادًا للهجوم الأخير على العاصمة الإدارية لإقليم كردستان العراق، وبينما كان انسحاب الجيش العراقي صدمة للمدن الشمالية على الرغم من انه لم يكن مستعداً للدفاع، إلا أن البيشمركة كانت مستعدة جيداً للدفاع عن أربيل، كانت البيشمركة تهرب أمام داعش التي اقتربت من كثيرا من أربيل، بينما حليفتهم الولايات المتحدة مكتفية بالمراقبة فقط. لكن بناء على طلب من قيادات المنطقة الكردية من إيران، ذهب الشهيد الحاج قاسم سليماني مع الشهيد أبو مهدي المهندس وعدة مئات من الحشد الشعبي العراقية، وبعد يومين فقط، خرج كل من مخمور وجير عن سيطرة داعش، وتم القضاء على التهديد داعش باحتلال أربيل إلى الأبد.
أهمية جبال قره جوخ لاستمرار عمليات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق
يقول هاوکار الجاف، الخبير الأمني من كردستان العراق، إن قره جوخ منطقة استراتيجية ومهمة يستخدمها داعش للتواصل مع عناصره في مناطق أخرى. ويشير الجاف إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية بإمكانه إقامة اتصال مع عناصره في حمرين والدباس والحويجة في كركوك وعناصر أخرى في المنطقة الصحراوية لجزيرة نينوى من خلال السيطرة على المنطقة. وأضاف: “منطقة قراه جوخ من حيث الطبيعة والجغرافيا منطقة صعبة ومعقدة، وسيطرة داعش على هذه المنطقة ستسمح للتنظيم بالإشراف على محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين، وهذا يشكل خطراً كبيراً على مدينة اربيل. من ناحية أخرى، يقول رشاد كلالي، المسؤول في إقليم كردستان العراق، إن داعش تعتبر منطقة قره جوخ عاصمة لها في العراق، ومصادر القوة في هذه المنطقة هي التركيب الجغرافي المعقد لها والطرق التي تمر عبرها وتربط قره جوخ بأجزاء أخرى من العراق. يشرح كلالي عن طبيعة تواجد داعش: عناصر داعش موجودون الآن في مساحة تبدأ من أمام منطقة “القراج” وتستمر حتى معمل الإسمنت، ويقدر عدد عناصره في هذه المنطقة بنحو 400 إلى 500 شخص، والعمليات العسكرية التي تم تنفيذها حتى الآن للقضاء على داعش في هذه المنطقة فشلت جميعها بسبب عدم التنسيق بين أربيل وبغداد. وشدد على أن الوضع الجبلي في المنطقة يتطلب عمليات مشتركة بين جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز البيشمركة ودعم جوي وأرضي. ويجب أولا وقبل كل شيء إجراء دراسة تفصيلية لجغرافية المنطقة والرحلات الاستطلاعية وتشكيل قوة مشتركة بين بغداد وأربيل، لأن هذه الإجراءات هي الحل الوحيد لتحرير جبال قره جو من داعش.
المصدر/ الوقت