التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

“حماس” تبدي استعدادها لتبادل الأسرى مع العدو.. الكرة في ملعب “إسرائيل” 

في الوقت الذي ينتهك فيه العدو الصهيونيّ المجرم القانون الدوليّ ويغض الطرف عن تنفيذ مطالب الفلسطينيين المحقة، خاصة بعد الأزمة الحقيقية التي يعيشها عقب هزيمته في معركة “سيف القدس” الأخيرة، إضافة إلى استمرار التعنت الإسرائيليّ في ربط قضيّة إعادة إعمار قطاع غزة الذي دمرته آلته العسكريّة الهمجية بتسوية قضية أسرى الجنود الصهاينة الأربعة لدى “حماس”، تحدث القياديّ في حركة المقاومة الإسلاميّة، خليل الحية، أنّ الأسرى الإسرائيليين لن يروا النور إلا بعدما يرى الأسرى الفلسطينيين الحريّة، مؤكّداً أنّ حماس جاهزة لصفقة تبادل الأسرى إذا دفعت تل أبيب استحقاقاتها، حيث تستمر الأخيرة برفض إعادة إعمار ما ألحقته من دمار في غزة، من دون استعادة جنودها وأسراها لدى حركة حماس، وهو ما رفضته الأخيرة، ولم تمانع المقاومة الفلسطينيّة منذ الأساس في السير ضمن خطين متوازيين، خط تثبيت التهدئة مع الكيان الصهيونيّ وانتزاع مطالب الفلسطينيين وإعمار ما دمره الاحتلال، والخط الآخر ما يتعلق بالصفقة والإفراج عن الأسرى.

يعلم الجميع حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو الغاشم، بدءاً من ظروف الاعتقال وليس انتهاءاً عند مسألة انعدام البيئة الصحية داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، بالإضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى خاصة منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، وقد حذر رئيس مكتب العلاقات العربيّة والإسلاميّة في حركة “حماس”، من سلوك الاحتلال الساديّ تجاه الأسرى وتعامله مع المضربين عن الطعام، قائلاً: “نحن نعيش ذكرى الصفقة العاشرة، نحن مع الأسرى ولن نتركهم وحدهم في مواجهة سلوك الاحتلال وانتهاكاته بحقكم”.

وبخصوص لقاءات مصر التي تلقت رسائل مفاجئة وغير مسبوقة من الكيان لإعادة تحريك ملف صفقة تبادل الأسرى مع حماس، بعد أن شهدت جموداً خلال الأشهر المنصرمة، بسبب خلافات حول نقاط جوهرية بالصفقة، قال القيادي في حركة “حماس” إنها تطرقت لعدة ملفات أبرزها كيفية تطوير العلاقة مع المصريين، وملف الحصار والإعمار، وملف الأسرى، إلى جانب انتهاكات العدو الإسرائيليّ.

وفي ظل تمسك حركة حماس برفض ربط القضايا ببعضها، لمنع فرض الإرادة الصهيونيّة الخبيثة على هذا الملف الهام والحساس بعد عرقلة إسرائيليّة طويلة لهذا الملف ومساومات فاشلة في الغذاء وإعادة الإعمار، لفت القياديّ الفلسطينيّ إلى وجود حالة من التقارب بينهم وبين المصريين خلال اللقاءات بالتزامن مع ما يجري في المنطقة بين الدول من علاقات متطورة تسعى لإذابة الخلافات بينها، وقد ذكرت مصادر مصريّة في وقت سابق، أنّ الكيان المجرم أبلغ القاهرة أن وقت استعادة الجنود الصهاينة ورفاتهم المحتجزة لدى المقاومة في غزة منذ حرب 2018 قد حان فعلياً، وأن مصر تبذل جهوداً مضاعفة وجبارة من أجل إتمام هذه الصفقة، والتوصل لحلول عاجلة مع حماس للبدء في تنفيذ المرحل النهائيّة.

وبالتزامن مع لغة التهديد والوعيد الإسرائيلية التي استمرت لأشهر لم تنفعها مع المقاومة والفلسطينيين إضافة إلى المساعي الصهيونيّة لتدمير حياتهم وعزلهم، عن أراضي بلادهم المحتلة، ناهيك عن المتغيرات العسكريّة الجديدة، التي لقّنت تل أبيب درساً لن تنساه في الفترة الماضية، ودفعت بها لتغيير مواقفها تجاه تلك القضيّة، حيث كانت مصر متفاجئة من الموقف الصهيونيّ الجديد، خاصة بعد أن وضعت تل أبيب العصي في دواليب تلك المفاوضات إضافة إلى عقبات وشروط طويلة ومقعدة شلت إتمام الصفقة أو حتى التوصل لأرضيّة مشتركة تبنى عليها مفاوضات جادة وحقيقيّة.

وبخصوص التهدئة مع الكيان الصهيونيّ الباغي، و ورغم حدوث اختراق بشأن تثبيت وقف إطلاق النار، وتأكيد وجود تنسيق كامل وتناغم بين فصائل المقاومة بشأن الملفات المتعلقة بقطاع غزة، تشير تقارير إلى أنَّ التهدئة هي بمثابة “استراحةُ مقاتل” وربما تكون محطةً للانطلاق نحو عمليّة التحرير مع وجود بيئةً إقليميّةً تدعو إلى المصالحات في المنطقة، ووجود خلافات كبيرة فيما يخص ترتيب البيت الفلسطينيّ، والتي تكمن في المواقف بين السلطة الفلسطينيّة وحركة “فتح” برئاسة عباس، والفصائل الفلسطينيّة وعلى رأسها “حماس”، وقد أشار خليل الحية إلى إنّ من حق الفلسطينيين “إنهاء الاحتلال” وإذا كان هناك أي حالة تخفيف هنا أو هناك فالمقاومة من تدير ذلك، والتهدئة لها متطلبات على طريق المقاومة الشاملة معه، و “لن يكون هناك وقف إطلاق نار بالمجان”.

يُذكر أنّ تحليلات وتقارير كثيرة أكّدت أنّ حصول صفقة لتبادل الأسرى سيؤدي إلى حلحلة في باقي الملفات، حيث إنّ حكومة العدو العنصريّ قررت تجميد ملف الأسرى كي لا تدفع ثمن تنازلاتها أمام مطالب حماس وفصائل المقاومة، فيما وعدت القاهرة بتحريك هذا الملف عبر إجراء اتصالات ولقاءات من أجل معرفة الشروط الفلسطينيّة ووضعها على طاولة النقاش، كما ربطت بعض المصادر التطور الصهيونيّ المفاجئ بصفقة التبادل، بالتطورات الحاصلة في قطاع غزة المحاصر والضفة وإمكانية اشتعالهما بأيّ لحظة، وكذلك مع الفضيحة الأخيرة التي جرت مع انتزاع الأسرى الستة حريتهم من سجن “جلبوع” وإلقاء القبض عليهم بعد أيام من البحث والمطاردة.

“إذا لم يلتزم الاحتلال بالاستحقاقات فالوضع سيكون على صفيح ساخن في أي وقت”، وفقاً لحماس التي أكّدت مراراً أنّ إبرام صفقة تبادل للأسرى بين الجانبين، لا بد أن يؤدي إلى رفع الحصار بشكل كامل عن غزة وربطها بأوضاع القدس والضفة، والسماح بعملية إعادة الإعمار، والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المطروحة أسماؤهم، وفي حال صدقت تل أبيب في تعهداتها ولم تضع العقبات جديدة، فمن المتوقع أن تتم الصفقة في أسرع وقت وخلال أشهر قليلة فقط، حيث إنّ السياسة الإسرائيليّة كانت وربما ما تزال تدور حول شرط واحد “إما الرضوخ لمطالبنا أو عيشوا تحت أنقاض الأبنيّة التي دمرناها”.

في النهاية، إنّ الصورة التي نشرتها كتائب القسام على حسابها في “تيلغرام” وتضمنت صور أربعة أسرى صهاينة لديها، رسالة واضحة من الفلسطينيين بأنّ الكرة باتت في ملعب العدو الصهيونيّ المستبد، لإنجاز صفقة تبادل أسرى بين الجانبين، وحماس تدرك جيداً أنّ العدو لم يكن في يوم من الأيام واضحاً في نواياها، ففي بعض الأوقات تتقدم تل أبيب خطوة أو خطوتين للأمام وتتراجع للخلف خطوات عدة، وتهدف من ذلك الأسلوب القذر ربما إلى محاولة الوصول لمعلومات حول جنودها في غزة دون الاضطرار لدفع أيّ ثمن، بينما تعج سجون العدو بآلاف الأسرى الفلسطينيين الذين يعيشون أسوأ وضع إنسانيّ.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق