الأسبوع الذهبي لمقاتلي “أنصار الله”.. ما هي خارطة طريق صنعاء لكسر ظهور الأمريكيين في وسط اليمن
كان الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر يصب بالكامل لصالح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، حيث رافقه انتصار تاريخي لا يُنسى وباهر في المناطق شمال محافظة البيضاء وجنوب غرب محافظة شبوة وجنوب شرق محافظة مأرب. ولقد كلف التألق الذي لا يُنسى لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في هذه المحافظات الثلاث تحالف العدوان الغربي – العبري – العربي ثمناً غالياً، وانهارت نجاحاتهم الميدانية السابقة مثل الركام على رؤوس مرتزقتهم ومثلت تلك الانهيارات مقدمة لتغييرات كبيرة في ساحات القتال في وسط اليمن. وكانت الأيام الأخيرة من الصيف والساعات الأولى من خريف هذا العام تصب في صالح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، وكان من أهمه تلك الاحداث هي تحرير أجزاء استراتيجية من مديريات “الصومعة وبيحان وعين وعسيلان وحريب والعبدية” في غرب وجنوب غرب البلاد. كما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من طرد عناصر ومرتزقة تحالف العدوان من شبوة وجنوب شرق مدينة مأرب وشرق محافظة البيضاء.
وخلال القتال لتطهير الأراضي المحتلة، تم السيطرة على عشرات المناطق والجبال والمرتفعات، وإجمالاً تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من السيطرة على مناطق تبلغ مساحتها حوالي 2800 كيلومتر مربع، وفي الأيام المقبلة سنضطر إلى الانتظار حدوث زلزال مدمر آخر للسعودية ومرتزقتها. وتدرك قيادة عمليات صنعاء جيدًا أن تحالف العدوان السعودي سيشن بلا شك غارات برية وجوية واسعة النطاق في الأيام المقبلة لإعادة احتلال المناطق المفقودة حديثًا في وسط اليمن، وبالتالي فهي تعمل على التمركز وإرساء الاستقرار والأمن في المناطق المحررة حديثاً. ويعد بناء الحواجز الدفاعية وخلق خط دفاعي قوي في خطوط الصراع، وكذلك نشر قوات جديدة، أحد أجندة مواجهة وصد الهجمات المحتملة من قبل عناصر ومرتزقة الرياض في المناطق الغربية لمحافظة شبوة وجنوب شرق محافظة مأرب.
وسيكون استكمال السيطرة على المرتفعات التي تم تطهيرها حديثًا من أولويات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، حيث إن السيطرة على هذه المناطق تعني السيطرة نارياً على تحركات تحالف العدوان السعودي ويمكن لتلك السيطرة أيضا أن تحبط إلى حد كبير هجمات مرتزقة تحالف العدوان قبل أن تبدأ. وبحسب عدد من المصادر الاخبارية، فإن شن عمليات جانبية لتطهير أطراف المناطق المحررة حديثًا سيكون استراتيجية أخرى لقيادة عمليات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، وستكون السيطرة على هذه المناطق درعًا قويًا ضد الهجمات المحتملة من قبل المرتزقة السعوديين. ويبدو أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” سينشطون بشكل متزامن جبهات فرعية أخرى في هذه المناطق من أجل التشويش على اتخاذ القرار وتعبئة القوات والمعدات من قبل السعوديين لبدء عمليات عسكرية في المناطق الغربية لمحافظة شبوة والمناطق الجنوبية الشرقية لمحافظة مأرب.
ويُظهر التنسيق المناسب وفي الوقت المناسب مع شيوخ القبائل وانتشارهم في المناطق المحررة، أن القادة والمسؤولين السياسيين في صنعاء يقظون ويعرفون جيدًا أن أحد شروط الحفاظ على النصر هو ترك السيطرة على المحاور المطهرة لسكان تلك المناطق. ومما لا شك فيه أن قيادة العمليات بعد اجتياز هذه المرحلة الصعبة نسبيًا واستقرار مواقعها في المناطق الخاضعة لسيطرتها الجديدة، ستفتح محاور جديدة للتقدم من جديد واستعادة الأجزاء المحتلة، وهو ما يمكن أن يغير ميزان القوى مرة أخرى لصالح صنعاء. إن التقدم من مديرية “عسيلان” إلى المناطق الشمالية بما في ذلك حقول النفط (النصر)، هو أحد المحاور التي يمكن لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، أن يختاروا إعادة فتحها وتفعيلها، والنجاح على هذا المحور سيكون مؤلماً للسعودية. وبحسب مصادر ميدانية، فإن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” ستدفع المرتزقة السعوديين في هذا المحور للهروب وسوف يستطيع أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” الوصول إلى حقول النفط “صافر” وقطع خطوط امداد قوات تحالف العدوان بين محافظتي مأرب وحضرموت.
إن الانتقال من مديرية “بيحان” في غرب شبوة إلى المناطق الشمالية الشرقية والتوغل إلى مديرية “مرخة السفلى” والاقتراب من مركز هذه المديرية، يمكن أن يكون المحور الثاني للتقدم لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، ولكن لأن أجزاء كبيرة من شبوة هي حاليًا لا تزال قابعة تحت الاحتلال، لا ينبغي أن يكون هذا الخيار من أولويات صنعاء. ومن أهم المحاور والخيارات التي يمكن أن تختارها القوات اليمنية لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة، التقدم من المناطق المحررة من منطقة حريب جنوب شرق محافظة مأرب، ومنها “جبل الرذة، والخديرات، وجبل الرايدة، إلخ.” والوصول الى سلسلة جبال “الجدة”. وتمتد هذه السلاسل الجبلية الإستراتيجية إلى محيط جنوب مدينة مأرب، وتطهير هذه المرتفعات يعني هيمنة كاملة لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على المناطق الجنوبية من هذه المدينة، وفي نفس الوقت سوف يؤدي إلى قطع الطريق الواصل بين مدينة مأرب ومصفاة “صافر” ومفرق “مأرب – جبل مراد”. ومع سيطرة أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على جبال “الجديدة”، سيتم قطع طريق المساعدات لعناصر تحالف العدوان السعودي في مدينة مأرب وضواحيها مع المناطق المحتلة جنوب “جبل مراد والجوبة ورحبة”.
وحسب هذا المصدر الميداني، فقد تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من تحرير عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي في محور الكرعة وصد زحوفات عناصر تحالف العدوان السعودي. وخلال الايام الماضية، واصلت قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية تقدمها نحو مدينة مأرب حيث سيطرت على مديرية العبدية جنوب المدينة وعلى اجزاء من مديرية الجوبة، بعد ان شنّت هجوماً من عدة محاور على مرتزقة العدوان في العبدية وحاصرت مئات المقاتلين في مركزها لساعات ما ادى الى استسلام المقاتلين بوساطة قبلية. وتُعد مديرية العبدية المديرية الحادية عشرة التي يتم تحريرها في مأرب من اصل اربع عشرة مديرة، ومع تقدم القوات اليمنية في مديرية الجوبة المحاذية لمدينة مأرب يبدو انها بالفعل اقتربت من إنهاء ملف هذه المدينة، وهو ما دفع مرتزقة العدوان الى اعلان النفير العام وتقوية حصون مدينة عتق معقلهم الحالي مع اقتراب سقوط مأرب.
ويوم الجمعة الماضي، أحرزت قوات “أنصار الله” تقدما ميدانيا في مديرية “الجوبة”، بسيطرتهم على جبلين ومعسكر الخشيناء حامية الجيش اليمني في المديرية، ضمن مسعى قوات صنعاء للتقدم باتجاه منطقة واسط على مشارف مدينة “الجديدة” مركز الجوبة”. ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، تصاعد القتال بين الجيش اليمني وجماعة “أنصار الله” في محافظة مأرب، بعد إطلاق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب التي تضم مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة “صافر” النفطية، وتمثل السيطرة على المدينة أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن. بشكل عام، تسيطر جبال “الجديدة” بشكل كامل على ضواحي مدينة مأرب، ويمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” بسهولة مراقبة تحركات تحالف العدوان السعودي في تلك المناطق، الأمر الذي سوف يسّرع من عملية تطهير مدينة مأرب (أهم قاعدة للنظام السعودي في اليمن). وهنا يمكن القول، إن أحد المحاور التي يمكن أن تكون على أجندة صنعاء هو التقدم من مناطق “رمحة، وعينه، إلخ” في مديرية “حريب” إلى مفرق “حريب”, ووصول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” لهذه النقاط، ستفرض ضغوطا كبيرة على عناصر تحالف العدوان السعودي المتمركزين في مناطق “برد التركة، والودم، وجبل سميرة، ونصير، الخ” في مديريات “جبل مراد، وحريب، ورحبة”.
المصدر/ الوقت