التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 2, 2024

بدأ العد التنازلي لتحرير “مأرب” اليمنية.. تحالف العدوان ينتفض فزعاً 

بعد عملية كبيرة شنها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” الأسبوع الماضي على مدينة مأرب، تمكنت هذه الاخيرة من تحرير مناطق استراتيجية في هذه المحافظة من المرتزقة المدعومين من السعودية، وسيطرت على مناطق واسعة من الأراضي في هذه المحافظة وهذه القضية أدت إلى بدء العد التنازلي لتحرير مدينة مأرب الاستراتيجية.

“أنصار الله” على أبواب مأرب؛ الخطوات الأخيرة للتحرير الكامل للمدينة

تظهر العمليات المتتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال الشهر الماضي، في ما يسمى بعملية “فجر النصر”، والتي كشف عنها المتحدث باسم القوات اليمنية العميد “يحيى سريع” في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي، إصرار صنعاء على التحرير الكامل لمحافظة مأرب الاستراتيجية. وفي وقت سابق، كتب العميد “يحيى سريع” على “تويتر”: “بمشاركة وحدات عسكرية مختلفة، بدأ المجاهدون تنفيذ خطة تم اعدادها لمهاجمة العدو من عدة اتجاهات”. وقال، إن ” أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” حرروا 600 كيلومتر مربع من أيدي قوات العدو في أحدث هجوم وأصبحوا قريبين جدا من مركز محافظة مأرب”. وأضاف المتحدث باسم الجيش اليمني، إن “الوحدة الصاروخية نفذت 68 هجوماً استهدفت قواعد وثكنات العدو، منها 49 في الأراضي اليمنية المحتلة و 19 هجوماً في داخل العمق السعودي”. ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن الهجوم الجديد الذي شنه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، أدى إلى حدوث خسائر فادحة في المعسكر المدعوم من السعودية، والذي يضم مقاتلين من القاعدة وداعش.

وأكد العميد “سريع” أن القوات المسلحة اليمنية دمرت وأتلفت وأحرقت حوالي 300 عربة مدرعة وناقلات أفراد وأربعة مخابئ أسلحة خلال عملية “فجر النصر”، مضيفا أن 1300 شخص قتلوا وجرح 4320 وعدد الأسرى وصل إلى حوالي 30 شخص. وسيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال الايام القليلة الماضية على أجزاء واسعة من المناطق الجنوبية بمحافظة مأرب بعد انسحاب المرتزقة الموالين للسعودية وحكومة “منصور هادي” المستقيلة. وفي مديرية “العبدية”، سيطر أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” على مناطق “الخرافان والحجلة”، فيما تراجعت معنويات قوات العدو المحبطة بعد مقتل عدد من كبار قادتها. وتقع منطقة “العبدية” في جنوب غرب مدينة مأرب، ويبلغ عدد سكانها 36 ألف نسمة، وتتمتع بأهمية استراتيجية لموقعها الجغرافي المعروف بإحدى بوابات محافظة مأرب كموقعها الجغرافي. وترتبط هذه المنطقة بمحافظتي البيضاء وشبوة من الغرب ومن الجنوب ترتبط بسلسلة جبال واسعة. ومديرية “العبدية” هي أيضا منطقة عسكرية مهمة باعتبارها مرتعا لميليشيات “الإصلاح” والعناصر التكفيرية من القاعدة وداعش. ومع تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” في مديرية “العبدية”، أصبحوا قريبين جدا من السيطرة على مركز منطقة “الجوبة”، الواقعة على بعد 30 كيلومترًا من مدينة مأرب الغنية بالنفط، آخر معقل للحكومة المستقيلة في شمال اليمن.

وحول هذا السياق، قال عضو المجلس السياسي في حركة “أنصار الله”، “محمد البخيتي”، إن “تحرير مأرب ستكون له آثار كبيرة متعلّقة بطرد قوات الاحتلال واستعادة الثروات النفطية”، وأكد أنه سيكون هناك تصعيد كبير قريباً من الشعب اليمني ضد “التحالف”. وقال عضو المجلس السياسي، إن “قيادة التحالف السعودي موجودة في مأرب، وكل عملياتها تُدار من هناك. وبالتالي، فإن تحرير ما تبقى من مأرب هو هدف مهم لليمن، وسيشكل نقطة تحول، ودخول مرحلة جديدة”. وأكد “البخيتي” أن “تحرير مأرب ستكون له آثار كبيرة، متعلّقة بطرد قوات الاحتلال واستعادة الثروات النفطية”، مشيراً إلى أن “هناك زخماً شعبياً كبيراً في اليمن يمثل نقطة تحول من أجل حسم المعارك ضد التحالف، وسيكون هناك تصعيد كبير قريباً من الشعب اليمني ضده”. وقال إن “الهيمنة الجوية للتحالف السعودي لم تستمر طويلاً”، مشدداً على أن القوات المسلحة اليمنية تستمر في تحسين قدراتها العسكرية، وفق تعبيره. وأضاف “أننا نقول لكل من تورط في القتال إلى جانب التحالف، إننا لا نريد استهدافهم”، مشدداً على أن “موازين القوى باتت تميل لمصلحة اليمن على حساب دول العدوان، وسندخل مرحلة جديدة تتمثل بمرحلة انهيار في صفوف العدو”. وأوضح “البخيتي” أن “مبادرة صنعاء ما زالت مطروحة أمام المكونات اليمنية والسعودية والإماراتية”، وقال “إننا ننصح السعودية والإمارات بالمسارعة إلى انتهاز هذه الفرصة وتحقيق السلام، لأنه لا تزال أهدافنا دفاعية، ونستمد شرعية معركتنا من حق الدفاع عن النفس، ولن نستمر في هذه الحال، وقد تتغير أهداف المعركة”. ويأتي كلام “البخيتي” تعقيباً على عملية “فجر الانتصار” في محافظة مأرب، والتي أعلنتها اليوم الثلاثاء القوات المسلحة اليمنية.

آخر الجهود السعودية للهروب من الهزيمة في مأرب

في الوقت الذي أحدث فيه تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” موجة من القلق والارتباك في تفكك صفوف تحالف العدوان السعودي، شن السعوديون غارات جوية مكثفة وذلك من أجل إبطاء عملية التفكك الذي ينخر صفوف مرتزقتهم. ولقد أفادت قناة “المسيرة”، أن تحالف العدوان السعودي نفذ أكثر من 50 غارة جوية على مديرية العبدية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما ألحق أضرارًا جسيمة بمنازل الناس وممتلكاتهم. وبحسب قناة “المسيرة”، فقد نفذ تحالف العدوان ما مجموعه 948 غارة جوية في الأيام الأخيرة ، بما في ذلك هجمات على منازل مدنية وأماكن مدنية. ومن ناحية أخرى، أحدث السعوديون نتيجة الهزائم الأخيرة تغييرات في كادر القادة العسكريين للحرب، وخاصة قائد قوات تحالف العدوان المشترك، على أمل أن تبث هذه التغييرات روح جديدة في صفوف القادة العسكريين. حيث عيّن الملك “سلمان” بمرسوم ملكي “مطلق بن سالم بن مطلق العزيمة” قائدا جديدا للقوات المشتركة لتحالف العدوان.

لقد أظهرت التجارب السابقة أن تغيير القادة العسكريين في الحرب لا يمكن أن يخفف أبدًا من مشاكل السعودية في الحرب. ومع ذلك، كانت هذه التغييرات في بعض الأحيان بسبب فجوات في وجهات نظر القادة السياسيين والعسكريين السعوديين. والآن، يبدو أن التغييرات في قيادة الحرب تظهر الخطر الكبير الذي تشعر به الرياض من مسار الحرب. إن الهزيمة في مأرب ستوجه حتما ضربة لتحالف العدوان السعودي وقد تؤدي إلى صراع عسكري بين أعداء صنعاء. وفي هذا الصدد، غرد “محمد علي الحوثي”، عضو المجلس السياسي الأعلى اليمني، ردًا على الإقالة والتنصيب: “تغيير السياسة مفيد، لكن تغيير القادة يعني فقط إثبات الفشل”.

لقد كانت الأيام الأخيرة من الصيف والساعات الأولى من خريف هذا العام تصب في صالح أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، وكان من أهمه تلك الاحداث هي تحرير أجزاء استراتيجية من مديريات “الصومعة وبيحان وعين وعسيلان وحريب والعبدية” في غرب وجنوب غرب البلاد. كما تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من طرد عناصر ومرتزقة تحالف العدوان من شبوة وجنوب شرق مدينة مأرب وشرق محافظة البيضاء. وخلال القتال لتطهير الأراضي المحتلة، تم السيطرة على عشرات المناطق والجبال والمرتفعات، وإجمالاً تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” من السيطرة على مناطق تبلغ مساحتها حوالي 2800 كيلومتر مربع، وفي الأيام المقبلة سنضطر إلى الانتظار حدوث زلزال مدمر آخر للسعودية ومرتزقتها. وتدرك قيادة عمليات صنعاء جيدًا أن تحالف العدوان السعودي سيشن بلا شك غارات برية وجوية واسعة النطاق في الأيام المقبلة لإعادة احتلال المناطق المفقودة حديثًا في وسط اليمن، وبالتالي فهي تعمل على التمركز وإرساء الاستقرار والأمن في المناطق المحررة حديثاً. ويعد بناء الحواجز الدفاعية وخلق خط دفاعي قوي في خطوط الصراع، وكذلك نشر قوات جديدة، أحد أجندة مواجهة وصد الهجمات المحتملة من قبل عناصر ومرتزقة الرياض في المناطق الغربية لمحافظة شبوة وجنوب شرق محافظة مأرب. ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، تصاعد القتال بين الجيش اليمني وجماعة “أنصار الله” في محافظة مأرب، بعد إطلاق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب التي تضم مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة “صافر” النفطية، وتمثل السيطرة على المدينة أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق