التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

حفلات شاطئية راقصة… آخر صيحات ابن سلمان في أرض الحرمين 

لم يعد يبدو الأمر غريباً على ولي العهد محمد بن سلمان إصدار قرارات تضرب الهوية الإسلامية للسعودية وتصيبها في مقتل. فمنذ استلامه زمام الحكم في مملكة الرمال عمل ابن سلمان على إحداث تغييرات جذرية في المملكة متجهاً بها نحو شاطئ الفساد والانحلال الأخلاقي والاجتماعي وإضفاء الطابع الغربي على البلاد بهدف تحقيق أهدافه الشخصية ليس إلا ومتناسياً قدسية البلاد بالنسبة لمسلمي الأرض، ففي الأمس القريب قام محمد بن سلمان بضرب هذه القدسية بعرض الحائط بعد أن أسكت صوت المساجد وسمح ببيع الخمور وإقامة الحفلات السافرة وعروض الأزياء واعتقال المئات من العلماء والدعاة البارزين في المملكة.

ومع وصوله إلى كرسي ولاية العهد، قام ابن سلمان بانقلاب ضد التقاليد والعادات المحافظة في السعودية ، مثل السماح للنساء بدخول الملاعب ، قيادة السيارة والدراجات النارية ، وكذلك ظهور الرقص والخلط والمشاهد الدخيلة على المجتمع السعودي وفتح دور السينما وعدم الفصل بين النساء والرجال داخل المطاعم.

خطة الانفتاح السعودي

منذ بدء خطة “الانفتاح”، التي يرى مراقبون أنها تأتي في إطار صرف الأنظار عن سياسة ولي العهد، محمد بن سلمان، شهدت السعودية مجموعة حفلات غنائية، وهو ما لم يكن معهوداً من قبل.

وإلى جانب الحفلات والفعاليات الموسيقية تصرف الرياض مبالغ ضخمة في قطاعات الترفيه، تزامناً مع معاناة قسم كبير من السعوديين من صعوبة الحصول على مسكن؛ بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توفر الأراضي الصالحة للبناء.

الخطة التي يلعب عليها الأمير الشاب تنص على محاربة التقاليد والتراث السعودي ذو الطابع المحافظ وإحلال مظاهر اللهو والفساد بين فئة الشباب السعودي و ذلك للتغطية على فساده وسرقاته التي أفقرت المواطن السعودي.

شاطئ بيور بيتش آخر صيحات الأمير

بات بوسع الشابة السعودية أسما قضاء نهار عطلة نهاية الأسبوع مع صديقها في شاطئ على ساحل البحر الأحمر في جدة، بل وحتى الرقص معه على أنغام الموسيقى في حفلة ليلية على الرمال توفر وقتاً “ممتعاً” للرواد.

وقالت الشابة، البالغة 32 عاماً، التي ارتدت قميصاً أزرق اللون فوق ملابس البحر المبتلّة لوكالة فرانس برس “أنا سعيدة أنه بات بوسعي المجيء إلى شاطئ قريب والاستمتاع بوقتي بوجود ألعاب وأنشطة” مختلفة.

وتابعت أسما، التي صبغت جزءا من شعرها بالأصفر أن التجربة توفر “قمة المتعة … الحلم أننا نأتي إلى هنا لقضاء عطلة نهاية أسبوع جميلة” في المدينة التي تعرف أنها الأكثر انفتاحا بالبلاد.

ويوفر شاطئ “بيور بيتش” في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية (على بعد 125 كلم جنوب جدة في غرب البلاد) الذي افتتح في أغسطس الماضي، تجربة جديدة ووحيدة في المملكة التي عرفت لعقود أنها محافظة للغاية.

فنهارا، يستخدم الرواد الشاطئ ذات المياه الفيروزية اللون والرمال البيضاء بلا قيود مع السماح للنساء بارتداء “البيكيني”، وتدخين “الشيشة”، واصطحاب الحيوانات الأليفة.

وبعد غروب الشمس، تصدح الموسيقى الغربية عالية من فوق مسرح أقيم على الرمال. وأمام المنصة، كان حبيبان يرقصان بهدوء غير عابئين بمن يرقص حولهم ومن بينهم شاب يرقص عاري الصدر وأخرى ترقص بفستان أزرق قصير.

ولا يتأكد القائمون على الشاطئ من وجود صلة زواج بين كل زوجين من الرواد، لكنّهم يصادرون الهواتف المحمولة ويضعونها في جوارب بلاستيكية حفاظا على “خصوصية” رواد المكان، على ما قال مسؤول بالمكان.

وأكّدت أسما أنّ “الحياة باتت طبيعية” في السعودية لأنها “لم تكن كذلك في السابق”.

وكانت للنساء لسنين شواطئ خاصة بهنّ فقط أو أخرى يُسمح فيها بالاختلاط لكنها كانت حكرا على الأجانب دون السعوديين. واعتاد السعوديون لعقود السفر إلى وجهات إقليمية أو في أنحاء أخرى من العالم للترفيه بحرية أكبر.

وبدوره قال المهندس محمد صالح، الذي عاد إلى المملكة بعد غياب عشر سنوات للدراسة والعمل “فوجئت بأن ثمة حريةً وانفتاحاً وشاطئاً عاماً مفتوحاً للجميع وهو ما وفر لي راحة مماثلة لتلك التي في الولايات المتحدة”.

وتابع الشاب الذي آتى بحماسة مع مجموعة من أصدقائه “لم أكن اتخيل أن أشارك في حفلة ليلية على الشاطئ في السعودية”.

ويضم الشاطئ، الذي يكلف دخوله نحو 300 ريال (80 دولارا)، ألعابا مائية قابلة للنفخ تشكّل اسم السعودية بالإنكليزية، وانبرى عدد من الرواد للاستمتاع بها.

خطة لجذب 30 مليون سائح

السعودية التي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة ظلّت مغلقة لفترة طويلة، ولكنها بدأت في 2019 إصدار تأشيرات سياحية فورية لمواطني 49 دولة معظمها أوروبية، بعدما كان القسم الأكبر من التأشيرات يقتصر على العمل والحجّ والعمرة.

وتسعى المملكة إلى استقطاب 30 مليون سائح سنوياً بحلول 2030 وإلى دفع مواطنيها للانفاق على الترفيه في بلدهم.

وقال بلال سعودي، المسؤول عن الفاعليات في المدينة إنّ الشاطئ “يستهدف الزوار المحليين بالإضافة لاستقطاب سياح” من خارج المملكة.

وفيما كانت الأنوار الزرقاء والصفراء المتراقصة تنير عتمة الشاطئ خلفها، قالت سيدة الأعمال السعودية الشابة ديما التي ارتدت قميصا شفافا فوق ملابس البحر “أشعر بأني لم أعد مضطرة للسفر إلى الخارج للحصول على وقت مميز … لأن كل شيء بات موجودا هنا”.

ولا يقدم المكان مشروبات كحولية نظراً إلى كونها محظورة في المملكة، وهو ما اعتبر عدد من رواد أنه ينقص المكان.

وقالت المصرية هديل عمر بالإنكليزية “نشأت هنا وقبل سنوات قليلة لم يكن مسموحا لنا بالاستماع للموسيقى والمجيء إلى الشاطئ .. لذا فهذه جنة بالنسبة لنا. لا يمكنني حقا وصف شعوري”.

ما الغاية من هذه الحفلات؟

تثير إقامة هذه الحفلات في السعودية تساؤلات حول غاية قيادة المملكة من ذلك، خصوصاً أنها تأتي مع استمرار انتقادات المنظمات الدولية للرياض بشأن ملفات حقوق الإنسان. حیث يرى العديد من المراقبين أن ادعاء السلطات السعودية بأنها تسعى إلى راحة المواطنين السعوديين ورفاههم هو جزء من سياسة محمد بن سلمان بنزع الهوية العربية و طمس الطابع الإسلامي داخل المجتمع السعودي بحجة محاربة التطرف. و ينفق آل سعود استثمارات مالية ضخمة في قطاع الترفيه لتحويل الشباب السعودي بسياساته المتهورة ونشر الفساد والانحطاط في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى ذلك، يعتزم ولي العهد السعودي تحسين صورة السعودية التي تنتهك حقوق الإنسان والحريات من خلال التغييرات الاجتماعية الأخيرة التي أحدثها. بما في ذلك احتجاز السعودية ناشطات لاتهامات تتعلق بنشاطهن في مجال حقوق الإنسان والتواصل مع صحفيين ودبلوماسيين أجانب في قضية لاقت اهتماما عالميا بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في اسطنبول.

إن إقامة الحفلات الموسيقية في السعودية تشير إلى أن المملكة تريد أن تظهر نفسها بصيغة جديدة، حیث أن موسيقى البوب والتجارة والسياسة تتحد معاٌ في المملكة السعودية، ولكن رغم أن ولي العهد السعودي يريد أن يجعل المجتمع منفتحاً إلا أنها لن تنفتح سياسياً فمن الواضح أن السعودية ستبقى دكتاتورية تصدر قوانين لا يمكن التظاهر ضدها، ومن يعترض عليها يواجه عقوبات كبيرة.

أبرز التغييرات التي يقودها ابن سلمان

محمد بن سلمان هو من أصدر الأوامر بإلغاء النصوص التي تحض على الكراهية تجاه اليهودية والمسيحية ومثلي الجنسية من الطبعات الجديدة للكتب المدرسية و ذلك حسبما أفاد تقرير معهد مراقبة السلام و التسامح الثقافي في التعليم المدرسي. كما عملت على حذف الأجزاء الأكثر تعصباً ومنها عقوبة الاعدام على الزنا و أفعال الشذوذ الجنسي و أعمال السحر و الشعوذة.

ويبدو أن كل هذه التغييرات التي تشهدها المملكة باتت تثير مخاوف المجتمع المعروف بتحفظاته وبات يدرك أن هذه التغييرات ما هي إلا محاولة من قبل النظام السعودي لتجريد المجتمع السعودي من هويته.

وما شهدته السعودية من أفعال مشينة من الشبان السعوديين في يوم الاحتفال باليوم الوطني للسعودية كان نتيجةً مبدئية لخطط ومقررات الأمير محمد بن سلمان وتركي الشيخ وقد تشهد السعودية أكثر من هذه الأمور والانفلات والانحطاط الاخلاقي الذي سيشعل الأوضاع داخل المملكة بين مؤيد ورافض.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق