التحديث الاخير بتاريخ|الأحد, نوفمبر 24, 2024

اشتداد الحرب الإعلامية السعودية وحلفائها ضد الحشد الشعبي 

بعد أكثر من أسبوع على الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق، أُعلنت النتائج مساء السبت 15 أكتوبر، والتي أسفرت عن احتجاجات من قبل المرشحين وائتلافات سياسية مهمة ضد نتائج الانتخابات، مستمرة حتى الآن.

اتهم عضو ائتلاف الفتح محمد البلداوي بزعامة هادي العامري الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والإمارات بتزوير نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة. في غضون ذلك، استهدفت وسائل الإعلام التابعة للأنظمة العربية في الدول الخليجية، وخاصة السعودية والإمارات والبحرين، من خلال وسائل الإعلام ومع التركيز على الانتخابات البرلمانية الأخيرة وأحزاب معينة، بهدف تدمير صورة الحشد الشعبي بالكلمة المفتاحية المعادية “الميليشيات المسلحة التابعة لإيران” لتخريب العلاقات بين المجموعات السياسية التابعة لغالبية الأمة وإشعال الفتنة والصراع الداخلي في العراق في النهاية.

وفي هذا الصدد، استخدمت صحيفة الخليج الإماراتية، في مقالها الآخر المعادي للشعب العراقي والحشد الشعبي، كلمات خادعة لتدمير الحشد الشعبي. وزعمت أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة في العراق شكلت هزيمة واضحة للجماعات العسكرية ومن ورائها الجماعات التقليدية حليفة إيران لصالح التيار الصدري. وبحسب القيادات الصدرية، فهي تحاول تشكيل حكومة ليست شرقية ولا غربية، وهذا مؤشر واضح على ضرورة ابتعاد العراق عن الصراعات الشديدة في المنطقة والاهتمام بمهمته في بناء الدولة. أساس هذا العمل هو أن السلاح يجب حصره في يد الحكومة، ومدى إنجاز هذه المهمة هو مؤشر رئيسي على استقلال البلاد.

لا يمكن لدولة ما أن تحكم أراضيها إلا إذا احتكرت الحكومة السلاح.

ادعت وسائل الإعلام الإماراتية في محاولة لإحداث انقسامات وصدامات بين المجموعات السياسية المهمة للأغلبية العراقية، الشيعة، أن التيار الصدري يمكن أن يستغل الحكومة للحد من دور النفوذ الأجنبي في الساحة السياسية والعسكرية. واعادة هيكلة الجيش العراقي وحصر السلاح بيده، في حال أن الجماعات السياسية التقليدية الى جانب الجماعات العسكرية ستواجه صعوبة في التكيف مع نتائج الانتخابات.

كما أيدت صحيفة البيان الإماراتية النتائج التي أعلنتها المفوضية العراقية العليا للانتخابات وعارضت الاحتجاجات الشعبية ضد هذه النتائج في مؤامرة لتشويه صورة إيران، والتي تعتبر أهم داعم للشعب العراقي في محاربة الإرهابيين التكفيريين المدعومين من المحور الصهيوني الأمريكي، ويأتي رد الفعل العربي وصناعة الأخبار والتقارير المعادية والمتحيزة لتقويض العلاقات الطيبة والمتينة بين الجارتين. وفي هذا الصدد، زعم إعلام الدول الخليجية أن نتائج الانتخابات أظهرت فشلًا كبيرًا للجماعات الموالية لإيران، وعلى رأسها تحالف الفتح، وهو ما يشير بدوره إلى معارضة شعبية لهيمنة الميليشيات المسلحة. ومضمونه البسيط هو أنه في المرحلة التالية، سيصبح العراق بعيدًا قليلاً عن النفوذ الإيراني، وإن كان أكثر استقلالية، لا سيما بالنظر إلى أن تيار الصدر مؤيد للاستقلال أكثر عن طهران وأقرب إلى الأطراف العربية.

كما حاولت صحيفة الوطن السعودية شن هجوم على قوات الحشد الشعبي، وزعم كذلك أن “النتيجة الكبرى للانتخابات الأخيرة هي هزيمة الأحزاب المسلحة الموالية لإيران التي تجمعت حول محور تحالف فتح الذي يضم مجموعات الحشد الشعبي”.

الدعاية الخاصة لتيار سياسي معين بهدف خلق التوتر والمواجهة بين هذا التيار ومجموعات أخرى تابعة لغالبية الشعب العراقي هي حيلة أخرى لهذا الإعلام السعودي. وزعمت وسائل الإعلام أن الولايات المتحدة لن تنفق أبدًا مليارات الدولارات في العراق لتزويد إيران بها ويعتبر فشل المسلحين علامة مهمة على أن الولايات المتحدة تسير على الطريق الصحيح لرسم صورة سياسية للعراق، وكيف سيتم إدارته.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق