التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, ديسمبر 24, 2024

مسؤول إماراتي؛ “منصور هادي” لا يستحق الدعم 

بعد أشهر من القتال العنيف بين قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” والمرتزقة التابعين للسعودية على جبهة مأرب، ورغم كل الإجراءات البربرية التي قام بها تحالف العدوان السعودي الإماراتي كالضربات الجوية الشديدة التي نفذها خلال الأيام الماضية ونقل العناصر التكفيرية إلى هذه المحافظة، إلا أن جهود أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية جارية لتحرير هذه المحافظة الاستراتيجية المهمة ولقد وصل أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية الى خلال الايام الماضية إلى أبواب المدينة وأصبح تحرير هذه المدينة قاب قوسين أو أدنى. وتظهر العمليات المتتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال الشهر الماضي، في ما يسمى بعملية “فجر الانتصار”، والتي كشف عنها المتحدث باسم القوات اليمنية العميد “يحيى سريع” في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي، إصرار صنعاء على التحرير الكامل لمحافظة مأرب الاستراتيجية.

وفي وقت سابق، كتب العميد “يحيى سريع” على “تويتر”: “بمشاركة وحدات عسكرية مختلفة، بدأ المجاهدون تنفيذ خطة تم اعدادها لمهاجمة العدو من عدة اتجاهات”. وقال، إن ” أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” حرروا 600 كيلومتر مربع من أيدي قوات العدو في أحدث هجوم وأصبحوا قريبين جدا من مركز محافظة مأرب”. وأضاف المتحدث باسم الجيش اليمني، إن “الوحدة الصاروخية نفذت 68 هجوماً استهدفت قواعد وثكنات العدو، منها 49 في الأراضي اليمنية المحتلة و 19 هجوماً في داخل العمق السعودي”. ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن الهجوم الجديد الذي شنه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، أدى إلى حدوث خسائر فادحة في المعسكر المدعوم من السعودية، والذي يضم مقاتلين من القاعدة وداعش.

وحول هذا السياق، كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن تحالف العدوان السعودي جمع خلال الايام الماضية عددا كبيرا من العناصر الإرهابية التكفيرية والسلفية من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وقاموا بنقلهم إلى جبهة مأرب. ولفتت تلك التقارير إلى أن هذه القوات الإرهابية قد تدربت في قاعدة عسكرية تسيطر عليها الإمارات وتم إرسالها على الفور إلى ساحات القتال في غرب مأرب لمنع سقوط هذه المدينة الاستراتيجية وأكدت تلك التقارير أن بعض العناصر الإرهابية رفعوا أعلام تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين في ساحات القتال. وعلى هذا المنوال نفسه، كشف العديد من الخبراء أن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها دور بارز في تقديم كل الدعم المالي والعسكري لهذه التنظيمات الإرهابية وقامت بإرسالها إلى محافظة مأرب للوقوف في صفاً واحداً مع قوات تحالف العدوان السعودي لمنع سقوط هذه المدنية الاستراتيجية في أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.

وعقب كل هذه الانتصارات التي صدرها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في العديد من مديريات محافظة مأرب، أعلن الأكاديمي الإماراتي المقرب من ولي عهد أبوظبي، “عبدالخالق عبدالله”، يوم الاثنين الماضي، تصفير الثقة في حكومة الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي” وقواته الموالية لتحالف العدوان، في المعركة التي يخوضونها ضد قوات صنعاء، بعد تقدمت هذه الاخيرة جنوبي مأرب وشمالي محافظة شبوة، خلال الايام الماضية. وقال “عبدالله” في تغريدة على حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر”، “صفر ثقة في لحكومة منصور هادي وصفر ثقة في الجيش اليمني الموالي للسعودية، لا يستحقان الدعم السخي الذي قدم لهما من التحالف”. وأضاف: “خسارة فيهم كل دقيقة وكل دولار دعم ينفق عليهما”.

يأتي ذلك بعد أن وجه الدكتور “صالح سميع”، محافظ محافظة المحويت، عدة رسائل لمحمد بن زايد، قال فيها ” أنصحك مخلصا بمغادرة غرور اللحظة ووهم العظمة”. وأضاف: “كن عاقلا وتذكر ضآلة حجم بلادك في ميزان العلاقات الدولية بالنسبة لليمن سكاناً ومساحة وحضارة وتأريخا”. وتابع: “يا محمد: إعلم وثق أن اليمن سيتعافى وينهض ويقوم من عثرته”. وأردف: ” يا محمد : سيذكرك تأريخ اليمن السياسي بما قدمت لليمن في مرضها : هل كنت جزءا من شفائها فتحمد أم جزءا من شقائها فتندم وتحاسب في القابلات من الأيام ؟؟؟”. وختم حديثه بقوله :هذه نصيحة ولك الخيار.

وهنا تجدر الاشارة إلى أنه في الماضي، استخدمت الإمارات العربية المتحدة الاخطاء التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية لتعزيز نفوذها الإقليمي. ومع ذلك، فإن نهج الإمارات العربية المتحدة المختلف تجاه اليمن يُظهر أنها كانت حريصة دائمًا على تحدي حليفها، الرياض. وترى الإمارات الآن أن المملكة العربية السعودية في وضع أكثر هشاشة، وخاصة أن إدارة “بايدن” تسعى إلى تقليل التدخل العسكري السعودي في اليمن ولهذا ترى الإمارات العربية المتحدة أن لديها مساحة أكبر لاستغلال مثل هذه الظروف. إن الحرب في اليمن ليست القضية الوحيدة التي أثارت الخلافات بين السعودية والإمارات. ففي يوليو، تجاهلت أبو ظبي الخطط السعودية لخفض إنتاج النفط، ما تسبب في فوضى داخل “أوبك بلس”. كما ازداد التنافس الاقتصادي بين الجانبين هذا العام، مما قد يحفز قادة الإمارات للقيام بأعمال كثيرة في اليمن وتحدي المملكة العربية السعودية.

ولقد عادت مؤخراً إلى الواجهة الأخبار التي تتحدث عن الخلافات السعودية الإماراتية حول تقاسم النفوذ في اليمن، و لاسيما بعد التدخل البري المباشر للقوات الخليجية والإماراتية بشكل خاص، وسيطرة المليشيات الموالية لهادي على مدينة عدن، التي تحولت إلى ساحة صراع بين الحلفاء. وقد تطور الخلاف بين الجانبين ليصل إلى حالة الصراع الدموي، حيث استهدفت غارات جوية مجهولة المصدر قوات من الحراك الجنوبي موالية للسعودية في عدن وأبين، ولقد قالت مصادر يمنية إن الإمارات هي من تقف خلفها، ما وصفه البعض بأنه مساعٍ ممنهجة لتطهير أماكن نفوذ الإمارات من أي قوى سعودية وازنة في الميدان، الأمر الذي يعنون لفصل جديد من فصول الصراع الإماراتي السعودي على اليمن.

ومع اقتراب قوات صنعاء أكثر فأكثر يوماً بعد آخر من السيطرة على مدينة مأرب، مركز المحافظة النفطية والغازية والمصدر الرئيس للطاقة في البلاد، وعلى مسار موازٍ تجري صنعاء تحركاتها السياسية الرامية إلى تجنيب المحافظة مزيداً من الحرب والاقتتال، والتي كان على رأسها مبادرة النقاط التسع التي أطلقها قائد أنصار الله، في أغسطس الماضي، أثناء زيارة الوفد العماني لصنعاء، ضمن مفاوضات السلام لحل الأزمة اليمنية، وأعلن رئيس الوفد المفاوض “محمد عبدالسلام” عن تفاصيل هذه المبادرة في حينه، وهي ذاتها المبادرة التي لا تزال صنعاء تتمسك بها كآلية لوقف معركة مأرب. ويمثل الترحيب الذي أعلنته قبائل مأرب بمبادرة النقاط التسع، استفتاء شعبياً لصالح تجنيب المحافظة مزيداً من الصراع، وهو ما يعزز موقف صنعاء، ويتوجب معه على الأطراف الدولية والأممية المعنية بالملف اليمني أخذ هذه المبادرة بعين الاعتبار، بالنظر إلى ما اكتسبته بتأييد القبائل لها. ويشير المراقبون إلى التأثير المحتمل لإعلان قبائل مأرب موقفها المرحب بالمبادرة، على سير المعركة الدائرة على تخوم مدينة مأرب، حيث أن الموقف المعلن من القبائل من شأنه أن يضعف موقف القوات الموالية للتحالف، كونها ستغدو معزولة قبلياً، وفاقدة للحاضنة الشعبية، وهو ما سيؤثر كثيراً في سير المعركة، ويعجل في حسمها لصالح صنعاء.

ومنذ مطلع فبراير/شباط الماضي، تصاعد القتال بين الجيش اليمني وجماعة “أنصار الله” في محافظة مأرب، بعد إطلاق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” عملية عسكرية للسيطرة على مركز المحافظة مدينة مأرب التي تضم مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة “صافر” النفطية، وتمثل السيطرة على المدينة أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن. بشكل عام، تسيطر جبال “الجديدة” بشكل كامل على ضواحي مدينة مأرب، ويمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” بسهولة مراقبة تحركات تحالف العدوان السعودي في تلك المناطق، الأمر الذي سوف يسّرع من عملية تطهير مدينة مأرب. وهنا يمكن القول، إن أحد المحاور التي يمكن أن تكون على أجندة صنعاء هو التقدم من مناطق “رمحة، وعينه، إلخ” في مديرية “حريب” إلى مفرق “حريب”, ووصول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” لهذه النقاط، ستفرض ضغوطا كبيرة على عناصر تحالف العدوان السعودي المتمركزين في مناطق “برد التركة، والودم، وجبل سميرة، ونصير، الخ” في مديريات “جبل مراد، وحريب، ورحبة”.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق