التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

هجوم بطائرات مسيرة على القوات الأمريكية في “التنف”؛ ثلاث قواعد مهمة في تغيير ميزان التهديد بالمنطقة 

تعرضت قاعدة التنف العسكرية الأمريكية في جنوب شرق سوريا لهجوم بطائرات مسيرة مساء الأربعاء ، 20 أكتوبر / تشرين الأول. حيث تسبب الهجوم على القاعدة في وقوع إصابات كبيرة، والتي، بالطبع، لم يعلن عنها من قبل قيادة القوات الإرهابية الأمريكية (سنتكوم).

من ناحية أخرى، لم تعلن أي جماعة أو فصيل مسؤوليتها المباشرة عن الهجمات، لكن قوات المقاومة السورية، التي تعارض الاحتلال الأمريكي، هي التي نفذت العملية بالتأكيد.

يأتي الهجوم بالطائرات المسيرة على التنف فيما تعرضت القواعد الأمريكية في حقل العمر النفطي وحقل كونكو للغاز في محافظة دير الزور لاستهداف بالصواريخ عدة مرات في الأشهر الأخيرة. ومن المهم الإشارة إلى أن هذه هي الضربة الأولى بطائرات مسيرة على قاعدة عسكرية أمريكية في سوريا، وهذا يزيد من أهمية هذه العملية.

وانطلاقاً من الهجوم بالطائرات المسيرة الأخير على قاعدة التنف العسكرية في جنوب شرق سوريا، يمكن مناقشة ثلاث قواعد مهمة تتعلق بالتفاعلات العسكرية والأمنية بين الولايات المتحدة ومحور المقاومة.

تحول الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية من استثناء إلى قاعدة

إن الموجة الجديدة من هجمات قوات المقاومة على الإرهابيين والمحتلين الأمريكيين، والتي تغطي مساحة واسعة من مختلف دول غرب آسيا، بما في ذلك العراق وسوريا ، تقدم قاعدة مهمة في منطق المعادلات السياسية ، وهي: “تحول الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية من استثناء إلى قاعدة”. تبدو هذه القاعدة مهمة جدا عند الأخذ في الاعتبار أنه في العقود الأخيرة، كانت تعتبر الهجمات على القوات الأمريكية في غرب آسيا أو شمال إفريقيا أو أي منطقة أخرى استثناءً وأمراً مستحيلًا، وينظر لها كخط أحمر بالنسبة لجميع الجهات الحكومية وغير الحكومية. وكان يصحبها رد فعل قوي من واشنطن. لكن قوات المقاومة الآن كقوة ضاربة، حطمت تماما كل القوة الأمنية التقليدية والقوة والهيبة العسكرية الأمريكية. وسيؤدي هذا في النهاية إلى تحطيم العظمة والبطولة الهوليودية للجنود الأمريكيين على نطاق واسع، ولن تكون التهديدات العسكرية لواشنطن فعالة على مستوى العالم كما كانت من قبل.

تغيير معادلات ميزان التهديد في المنطقة

هناك قاعدة مهمة أخرى يمكن طرحها بشأن الهجوم بطائرات المسيرة على قاعدة التنف، وهي تتعلق بتشكيل ميزان التهديد في منطقة غرب آسيا بين القوات الأمريكية وقوات المقاومة. يعتمد ميزان التهديد على القدرة على توجيه رد مقابل وبنفس المستوى على الاعتداءات العسكرية الأمريكية، وقد أثبت الهجوم الأخير أن قوات المقاومة لديها القدرة على الانتقام بأسرع ما يمكن.

من ناحية أخرى، فإن الهجوم على قاعدة التنف بالتوازي مع هجمات قوات المقاومة في العراق على القوات الأمريكية، يظهر أن مبادرة وقوة المناورة العملياتية لتغيير المشهد الميداني خرجت من يد واشنطن. والآن قوى المقاومة هي التي يمكنها مهاجمة إرهابيي سنتكوم في الزمان والمكان التي تريد.

وهذا بدوره سيزيد من الردع في المستقبل وسيحد بشدة من القدرة الاستراتيجية للبيت الأبيض في تنفيذ الخطط العسكرية ضد جبهة المقاومة في سوريا والعراق، حيث أدرك بوضوح أنه لم يعد الوحيد الذي يستطيع مهاجمة الطرف الآخر كما السابق.

العملانية على أجندة قوى المقاومة

القاعدة الثالثة المهمة التي يمكن قراءتها من هجوم قوات المقاومة السورية على قاعدة التنف تتعلق بعملانية هذه القوات والانتقال من مرحلة الشعار. أظهرت قوى المقاومة في العراق وسوريا، على عكس الأمريكيين، الذين يعتمدون غالبا على قوتهم الإعلامية والدعائية لتهديد الطرف الآخر، أن بإمكانهم اتخاذ أي إجراء عملي للدفاع عن مصالحهم وتحقيق أهدافهم، دون الاكتراث الى الدعاية الواسعة للعدو في وسائل الاعلام الغربية والعربية.

بعبارة أدق، وضعوا العملانية على أجندتهم وأظهروا أنهم لن يحجموا عن أي عمل من شأنه إضعاف العدو وتعجيل انسحاب المحتلين الأمريكيين من المنطقة. وقد أظهر هذا الأمر في السنوات الأخيرة أن الجيش الأمريكي محكوم عليه بالهزيمة وأنه لا يوجد سبيل أمامه سوى خروجه من المنطقة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق