اجتماع وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان في طهران؛ الأهداف والموضوعات
استضافت طهران يوم الأربعاء اجتماعاً هاماً بشأن أفغانستان بمشاركة وزراء خارجية دول الجوار الخمس، بما في ذلك طاجيكستان وأوزبكستان وباكستان وتركمانستان وإيران، وبمشاركة غير حضورية من روسيا والصين. وهذا الاجتماع هو ثاني اجتماع لوزراء خارجية الدول الخمس واستمرارا للمحادثات السابقة التي عقدت في إسلام أباد في سبتمبر من هذا العام.
أصبحت التطورات في أفغانستان من أهم قضايا الدبلوماسية الإقليمية منذ انسحاب قوات الاحتلال الأجنبية وظهور حكام جدد. وتم إنشاء منصات مختلفة لدفع التعاون الإقليمي والدولي لحل القضايا والمشاكل المتعلقة بهذا البلد المهم في المنطقة. من بين هذه المنصات، فإن اجتماع جيران أفغانستان الخمسة، إلى جانب الصين وروسيا، بصفتهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، له بالتأكيد أهمية كبيرة وتأثير كبير في تحديد التطورات في هذا البلد.
أهداف اجتماع طهران
قمة طهران هي استمرار لمحادثات سابقة في باكستان، أو على غرار قمة موسكو الأسبوع الماضي، لبحث المشاكل والتحديات الكبرى التي تواجه أفغانستان في أعقاب انسحاب القوات الأجنبية وتأثيرها المحتمل على الأمن والاستقرار الإقليميين؛ وكذلك المصالح التي تدور حول التطورات في أفغانستان، وفي نهاية المطاف يتم تقديم الحلول الضرورية والواقعية وفي نفس الوقت التحرك نحو تنفيذها من خلال استمرار الاجتماعات التنسيقية. في الوقت الحالي، من الأولويات المهمة المتعلقة بالتطورات في أفغانستان، ليس فقط بالنسبة للبلدان المجاورة ولكن أيضًا للنظام الإقليمي في آسيا الوسطى وغرب وجنوب آسيا، التعامل مع التهديدات الأمنية وعدم الاستقرار في أفغانستان.
في السنوات الأخيرة، أدى انتشار أنشطة داعش الإرهابية في فرع خراسان بأفغانستان إلى زيادة المخاوف بشأن انتشار الإرهاب والطائفية الدينية، خاصة بعد انهيار الجيش الأفغاني وتفككه السريع. من ناحية أخرى، فإن الاستراتيجية الرئيسية للولايات المتحدة بانسحابها السريع من أفغانستان تقوم على خلق مركز لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة لتحدي المنافسين مثل الصين وروسيا وإيران. تشير عمليات داعش ضد الشيعة في الأسابيع الأخيرة إلى جهود لإثارة حرب طائفية بين الشيعة والسنة. من البنود الرئيسية في البيان المشترك الصادر عن الاجتماع السابق لوزراء الخارجية في إسلام أباد، التأكيد على منع أفغانستان من أن تصبح تهديدًا للدول الأخرى ومواجهة المنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وحركة طالبان باكستان وجند الله وآخرين ممن ينشطون في الأراضي الأفغانية. وستكون محاولة طالبان احتكار السلطة وتجاهل حقوق الأقليات جزءًا آخر من أولويات طهران الأمنية. بالتأكيد، قد يؤدي تكرار الإجراءات السابقة لنظام طالبان مع القبائل والأقليات غير الناطقة بالباشتون في السنوات التي سبقت غزو الناتو، إلى تكرار تجربة بدء حرب أهلية وزعزعة استقرار المنطقة وأزمة اللاجئين. اليوم، تشعر معظم القبائل والأقليات الأفغانية، بما في ذلك الأوزبك والطاجيك والهزارة وغيرهم، بالقلق على المستقبل. في هذا السياق، يمكن لقمة طهران أن تبعث برسالة مهمة لقادة طالبان باعتبارهم حكام أفغانستان الجدد مفادها أنه من أجل الاعتراف والاعتراف من قبل دول المنطقة، يجب عليهم فهم مخاوف جيرانهم الأمنية والتحرك نحو معالجتها. إذا كانت طالبان تريد الاعتراف بها دوليًا، فلا خيار أمامها سوى التواصل والتعاون مع الدول المجاورة، لذا فإن التنسيق بين وزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان مهم جدًا في هذا الوقت.
وقائع قمة طهران للأفغان
مما لا شك فيه أن الشعب الأفغاني الذي يشعر بقلق بالغ إزاء التطورات في بلاده، وخاصة استمرار عدم الاستقرار والمشاكل الاقتصادية التي أعقبت تقليص المساعدات المالية الدولية، يتطلع إلى نتائج الاجتماعات الدولية، وخاصة قرارات دول الجوار بشأن مساعدة أفغانستان خلال المرحلة الحالية الصعبة والغامضة. في غضون ذلك، قد يكون من أهم إنجازات قمة طهران للأفغان قرار إرسال مساعدات إنسانية في سياق الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد. وبحسب بهادور أمينيان، سفير إيران في أفغانستان، ستتحدث الدول المشاركة أيضًا عن إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب الأفغاني ومشاريع تنموية طويلة الأمد. بالإضافة إلى المجاعة ووقف المساعدات الدولية، يمنع الغربيون الآن تمويل الحكومة الأفغانية من البنك الدولي. ستلعب كبرى مشاريع الطاقة والنقل والاتصالات والبنية التحتية الدولية وغيرها من المشاريع التي تنفذها البلدان المجاورة من أجل التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأفغانستان دورًا مهمًا في تنمية الرخاء وتحقيق الاستقرار في أفغانستان. يمكن أن يكون دعم اللاجئين الأفغان جزءًا آخر من مشاورات قمة طهران، التي ستتبع قرارات القمة السابقة في إسلام أباد. دعت قمة إسلام أباد المجتمع الدولي إلى تقديم دعم مالي كافٍ ومنظم ومستدام بما يتماشى مع مبدأ المسؤولية الدولية وتقاسم الأعباء للاجئين الأفغان، بما في ذلك العودة في الوقت المناسب.
المصدر/ الوقت