التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

“قرداحي” يصدع بالحقيقة ودول العدوان تنفجر غضبا.. هل تنتهي الحرب اليمنية قريبا 

لم يفرق تحالف العدوان بين طفل وشاب ورجل وامرأة، فقد حصدت صواريخه كل حي في اليمن، وكان الجُرم بحق الأطفال أدمى، وذلك لأنه جرت العادة في الحروب أن للأطفال حرمة لا تُمس، لكن تحالف العدوان على اليمن تجاوز كل حد، منذ ستة أعوام ونصف يقتل الأطفال مباشرة كما يقتلهم بتأثير الحصار ومجالات الحرب الأخرى بتواطؤ منظمة الأمم المتحدة. لقد عرَّض العدوان أطفال اليمن لجملة واسعة من المخاطر المباشرة وغير المباشرة من الانتهاكات وصولاً إلى المجازر التي ترقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ، منذ بداية العدوان وأطفال اليمن يتعرضون للانتهاكات الأمريكية السعودية الإماراتية، منها الموت والتيتم والإصابة بالجروح والاحتجاز في سجون العدوان، والنزوح والافتراق عن الأسرة والتوقف عن الدراسة والاصابة بالأمراض والأوبئة، وكذلك الاكتئاب والتأثيرات النفسية المختلفة، التي تصنف طبيا بتأثير ما بعد الصدمة. ولقد اتسم العدوان على اليمن بالطابع الاجرامي، متجاوزا كل القوانين والأعراف الدولية، بما فيها القانون الدولي الإنساني الذي تشكل من أجل مراعاته في الحروب، جاءت هذه القوانين لتهذب من ممارسة الحرب في الحد الأدنى وكانت مكسبا إنسانيا ورغبة بعدم تكرار فضائع الحرب العالمية الأولى والثانية. ولقد شكلت الأمم المتحدة غطاءً سياسياً وحقوقياً لإجرام تحالف العدوان الأمريكي السعودي، وقد تجلت التدخلات السعودية وصمت الأمم المتحدة في ملف أطفال اليمن بشكل بارز، حيث تمارس المملكة السعودية التأثير المالي على الأمم المتحدة لتغض الطرف عن جرائم العدوان بحق الأطفال اليمنيين.

وعلى صعيد متصل، قال ناشطون يوم الأربعاء الماضي إن السعودية تضغط بشدة للحيلولة دون صدور قرار غربي من شأنه تمديد تفويض محققي الأمم المتحدة الذين وثقوا جرائم حرب محتملة في اليمن بما في ذلك جرائم حرب ارتكبها التحالف الذي تقوده الرياض. ولم ترد البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة في جنيف على الفور على استفسار لـ”رويترز” عن تلك القضية. ومن المقرر مناقشة الاقتراح الذي قدمته دول من بينها هولندا وكندا يوم الخميس القادم في جلسة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وقال نشطاء إن التصويت سيكون متقاربا وقد يعتمد على عدد الممتنعين عن التصويت في المجلس الذي يضم 47 دولة. ولقد وجد فريق الخبراء البارزين الذي شكله المجلس في 2017 مرارا أن الضربات الجوية والقصف وعمليات القتل التي ارتكبتها مقاتلات تحالف العدوان السعودي خلال الصراع المستمر منذ سبع سنوات قد ترقى إلى جرائم حرب.

وفي نفس هذا السياق، أثارت تصريحات جورج قرداحي خلال برنامج “برلمان الشعب”، موجة من اللوم، لما قد يكون لها من آثار سلبية لعلاقات لبنان مع دول تحالف العدوان وخصوصاً مع المملكة العربية السعودية. وعرض البرنامج في موقعه الالكتروني، مقابلة مع وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي” قبل توليه وزارة الإعلام، والتي انتهت بحجب الثقة من قبل الأعضاء قبل تحويلها إلى استفتاء شعبي حيث يقوم المشاهدون بالتصويت. حيث اعتبر “قرداحي”، أن جماعة “أنصار الله” اليمنية، يدافعون عن أنفسهم ولم يعتدوا على أحد، مشيراً إلى أن الحرب في اليمن عبثية ويجب أن تتوقف. وقال إن “الحوثي يدافع عن نفسه في وجه اعتداء خارجي على اليمن منذ سنوات”. وتعرض “جورج قرداحي” لهجوم واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وزاد من حدة انتقادات السعوديين لـ”جورج قرداحي” خاصة أنه ظهر في حلقة تاريخية من البرنامج خلال فعاليات موسم الرياض واحتفالا بمرور 30 عام على تأسيس القناة منذ أيام قليلة. ولقد رد وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي”، على الضجة التي أثارتها تصريحاته حول الحرب في اليمن، وقال قرداحي، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، إن هذه التصريحات كانت في مقابلة مع قناة الجزيرة في الخامس من شهر أغسطس/ آب الماضي، قبل شهر من تعيينه وزيرًا في حكومة الرئيس ميقاتي، مؤكدا أنه لم يقصد بأي شكل من الأشكال، الإساءة للسعودية أو الامارات اللتين يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء. وأضاف أن “ما قاله بأن حرب اليمن أصبحت حربًا عبثية يجب أن تتوقف، كان عن قناعة”، معربًا عن تمنياته بأن تكون الضجة التي أثيرت حول كلامه، سببًا في إيقاف هذه الحرب المؤذية لليمن، ولكل من السعودية والامارات. كما رفض وزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي” الاعتذار لدول تحالف العدوان العربي، بعد تصريحاته الاخيرة، قائلا “إنه لم يخطئ ليعتذر”. وبشأن دعوات الاستقالة التي ضج بها لبنان، قال “قرداحي”: “أنا جزء من حكومة متراصة وموحدة وهكذا قرار لا يمكن أن أتخذه لوحدي”. ومضى الوزير اللبناني قائلا: “لا يجوز أن يكون هناك من يُملي علينا ما يجب القيام به من بقاء وزير في الحكومة من عدمه”.

وعلى نفس هذا المنوال، أشاد وزير الإعلام في حكومة صنعاء، “ضيف الله الشامي”، بما وصفه بـ”الموقف الحر والمشرف” لوزير الإعلام اللبناني “جورج قرداحي”، بشأن العدوان على اليمن، والتي اعتبرها “حرباً عبثية يجب أن تتوقف”. واستنكر الوزير “الشامي”، في تصريح إلى وكالة الأنباء اليمنية، الهجمة التي تعرّض لها الوزير اللبناني على خلفية موقفه الذي عبّر عنه من خلال إحدى القنوات الفضائية، وتأكيده استمرار موقفه من الحرب على اليمن. كما استغرب وزير الإعلام اليمني الحملة التي يتعرض لها الوزير “قرداحي” من قبل “المأزومين والمنخرطين في صف تحالف العدوان الأميركي السعودي على اليمن، وأيضاً المؤيدين للتطبيع مع العدو الصهيوني”. وأشار إلى أن “حديث الوزير قرداحي لا يتضمن إساءة إلى أي دولة كما يحاول البعض تصويره، وعلى رأسهم النظام السعودي ومرتزقته”، مشدداً على “أهمية احترام حرية الرأي والتعبير التي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية والوطنية”. كذلك لفت “الشامي” إلى أن الإعلامي العربي “قرداحي”، “تعرّض لمضايقات على خلفية آرائه ومواقفه الحرة التي تصبّ في صالح قضايا الأمة وعدم التدخل في شؤون الدول”. ودعا “الشامي”، “الإعلاميين الأحرار إلى أن يكون لهم موقف إزاء ما يتعرّض له اليمن من عدوان وحصار”، داعياً الوسط الإعلامي والناشطين إلى “التضامن مع الوزير قرداحي تجاه ما يتعرّض له من هجمة إعلامية غير مبررة”.

وفي المقابل، ذكرت صحيفة “عكاظ” السعودية أن إدارة مجموعة “إم بي سي” (MBC) الإعلامية المملوكة للحكومة السعودية، تتجه لإغلاق مكاتبها في لبنان نهائيا ونقل معداتها إلى الرياض، وذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي دافع فيها عن حركة “أنصار الله”، بينما عبرت حكومة صنعاء يوم الأربعاء الماضي عن تضامنها مع “قرداحي” في مواجهة سيل الانتقادات التي وجهت إليه بسبب تصريحاته. وأوردت الصحيفة السعودية في موقعها أمس أن رئيس مجلس إدارة مجموعة “إم بي سي” الاستاذ “وليد بن إبراهيم آل إبراهيم”، استنكر تصريحات “قرداحي” واتهاماته التي وصفت بالمغرضة واستهدفت السعودية والإمارات. وزعم رئيس مجلس إدارة أكبر شركة إعلامية في الشرق الأوسط أن مواقف وزير الإعلام اللبناني “مستغربة جدا وغير مقبولة بتاتا”.

وفي الختام يمكن القول أنه، هل تحتاج مملكة الشر حقاً لمن يذكرها بأنه مضى على اعلانها الحرب على اليمن سبع سنوات عجاف لم تحصد فيها غير الدمار والقتل والإجرام والحصار لشعب بأسره دون أفق للنصر أو الخروج من هذا النفق المظلم الذي أدخلت نفسها فيه. ألا يدرك هؤلاء حقاً أنهم فشلوا فشلاً ذريعاً في تحقيق جملة أهدافهم التي رجوها من وراء إعلان الحرب على اليمن. أليس الأحرى بحلفاء “بن سلمان وبن زايد” واستخباراتهم وقادتهم العسكريين والسياسيين بدلاً من بيع الوهم لأسيادهم أن يخبروهم بأن الاستمرار في هذه الحرب سيتحول للعنة لن ينجو منها “آل سعود وعيال زايد”. ألم يشاهد حكام الرياض وأبوظبي ما يحصل اليوم مع الأمريكان في كابل وكيف تحولت القوات الأمريكية من مهاجم ينتهك سيادة أفغانستان ويقتل أهلها منذ عقدين من الزمن إلى هارب ترك وراءه كل شيء لينجو من الموت الذي يرى أنه على بعد يومين منه فقط أي في الـ31 من هذا الشهر. قد تبدو دعوة السفير الأمريكي الأسبق في الرياض قاسيةً نوعاً ما بالنسبة لحكام “آل سعود” لأنه لم يكتفي بدعوتهم للانسحاب من اليمن بل دعاهم للاعتراف بأنهم فشلوا في هذه الحرب التي لم يكونوا أهلاً للدخول فيها.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق