التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 19, 2024

إسرائيل إلى زوال؛ تحليلات اسرائيلية 

زوال اسرائيل ليس فقط نبؤة وإنما حقيقة مبنية على تحليلات منطقية من قبل الاسرائيليين أنفسهم قبل غيرهم، فمثلث القوة التي قامت عليه اسرائيل والذي يمثل “المال، البشر،الأمن”، بدأ يتهمش مع تراجع القوة المالية بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية، والداخلية، أما العنصر البشري، فإن الهجرة المعاكسة هي التي تفرض واقعها الآن. أما بشأن الأمن، فهي “القطعة” التي تُسحب شيئاً فشيئاً من تحت بساط إسرائيل وهيمنتها الزائفة وأسطورة جيشها الذي مُرغت “كرامته المزيفة” في وحل بنت جبيل وغزة.

مؤخراً نشر الكاتب الاسرائيلي روغل ألفر مقالاً تحليلياً أكد فيه “زوال اسرائيل” وحدد الكاتب 5 أسباب لزوال الكيان الصهيوني، وقال إنّ العامل الأوّل أنّها دولة عزل عنصريّ (أبارتهايد)، ودولة ثنائية القوميّة، إذْ أنّ اليهود يُشكّلون فيه الأغلبيّة الساحقة وسوادهم الأعظم يؤيّد استمرار احتلال المناطق الفلسطينيّة، كما أنّ معظم الإسرائيليين، أكّد المحلل، لا يؤيّدون الاحتلال فحسب، بلْ يتعاونون معه من أجل تكريسه، مُشدّدًا على أنّهم سيُواصِلون دعم الاحتلال نظريًا وعمليًا، كما قال.

السبب الثاني هو حركة التأييد لرئيس الوزراء الإسرائيليّ السابِق، بنيامين نتنياهو، ناعتًا إيّاها بالحركة العنصريّة، الفاشيّة، المعادية للديمقراطيّة، والتي تدعم الزعيم المتهّم بمخالفاتٍ جنائيّةٍ خطيرةٍ، والذي لا يُخفي نظرياته الدكتاتوريّة، لافِتًا إلى أنّ الـ”يسار الصهيونيّ” سيُواصِل مسيرة الضعف حتى الاختفاء.

السبب الثالث لزوال الكيان بحسب الكاتب الإسرائيليّ فيكم فيما أسمها منطقة الحكم الذاتيّ لليهود المُتشددين دينيًا وعقائديًا داخل كيان الاحتلال، لافِتًا إلى أنّ هؤلاء لا يعملون ولا يُنتِجون، فيما تقوم الدولة العبريّة بتمويلهم، ووصفهم بالعبء على الدولة اليهوديّة.

السبب الرابع الذي سيؤدّي أيضًا إلى زوال إسرائيل عن الخارطة يمكن في معضلة جودة البيئة، وعلى حدّ وصفه فإنّ إسرائيل هي دولة مكتظة، مليئة بالنفايات والتلويث، حارّة أكثر من اللازم، عصبية للغاية، وهذه الأمور، أضاف الكاتب، تُشكّل بيئةً حاضِنةً لمؤيديّ نتنياهو الفاشيين، وفق قوله.

السبب الخامس، وفق ما رأى الكاتب الإسرائيليّ، فيكمن في صراع الثقافات في المجتمع الصهيونيّ، وانفلات الحوار داخل المجتمع الإسرائيليّ، وعلى نحوٍ خاصٍّ في وسائط التواصل الاجتماعيّ، كما أنّ سيطرة البرامج الترفيهيّة الهابطة في قنوات التلفزيون بإسرائيل يُضيف إلى سوداوية الصورة، حيث اختفت تقريبًا نهائيًا ظاهرة الانتقاد والنقد، على حدّ قوله.

السبب السادس يكمن في اندلاع حربٍ، تسقط خلالها آلاف الصواريخ على إسرائيل من قبل حزب الله وإيران وحركة حماس الفلسطينيّة، على حدّ قوله.

إن الدول التي تٌبنى على جماجم الآخرين واستلاب أرضهم دولٌ ستبقى “فوبيا” البقاء والاستمرار مخيمة على كل مكونات وجودها. واسرائيل هي احدى الكيانات التي خرجت للعلن على قبور الفلسطينيين وسرقة أراضيهم ولا تزال تبدع في انتهاج أبشع الأساليب والأدوات لتحقيق ذلك.

فالمتتبع للدراسات الإسرائيلية التي تنشر بين الحين والآخر، والى المؤتمرات والندوات التي تعقد هنا وهناك، يتأكد حجم الهوس والفزع الذي يبديه ويؤكده الساسة والعسكريين والاستراتيجيين في إسرائيل على واقع دولتهم ومستقبلها، ويرون أن الهدف الأساس للدولة العبرية الآن الحفاظ على وقود قوتها الحالية حتى تستطيع الاستمرار مستقبلاً. في هذا المشهد يرون أن إسرائيل لديها من التحديات الجسام التي تبرهن وتدلل على أن واقعها بائس، ومستقبلها غامض وخطير.

إن الكثير من الإحصائيات والمعطيات المتداولة تؤكد أن نسب البطالة والفقر في إسرائيل تتزايد، خاصة لدى الطبقات الشرقية، والمهاجرين. هذه الأزمة تضاعفت وتيرتها واحتدت تجلياتها بعد الأزمة المالية العالمية، والأن، في زمن كورونا، سيما إذا أدركنا أن إسرائيل تدخل اقتصادياً واجتماعياً في إطار النموذج العولمي المتبلور في المنطقة، وتمثل صورة واضحة ودامغة لتجليات العولمة وتنويعاتها.

هناك تحدٍ آخر مهم وحساس بالنسبة لواقع ومستقبل إسرائيل، يتمثل في تراجع أعداد المهاجرين إلى إسرائيل، حيث أنه ولأول مرة في تاريخ الدولة العبرية تواجه ما يسمى بـ” الهجرة المعاكسة”. فبدلاً من أن تزيد أو تضاعف إسرائيل من الأعداد القادمة إليها، فإن الرغبة في الهجرة إلى إسرائيل أصابها الفتور من جهة، إلى جانب أن أعداد ليست بالقليلة من الإسرائيليين تغادر إسرائيل للإقامة في دول مختلفة، وفي مقدمتها أميركا ودول الاتحاد الأوروبي. هذه الظاهرة” الهجرة المعاكسة” لها أسباب، أهمها: سوء الوضع الاقتصادي والواقع الاجتماعي، وعدم الاستقرار الأمني، إلى جانب العنصرية والتفرقة الشديدة التي تفرض على اليهود الشرقيين دون الغربيين.

لا ننسى أيضاً التحدي الأمني، وهذا هو التحدي الأكبر لإسرائيل، والذي تولي له الأهمية القصوى، لأن مثل تلك الدولة المبنية على أراضي الآخرين، لن يمكن لها أن توفر الأمن لأفرادها في ظل اعتبار أنها دولة احتلال وإحلال. التحدي الأمني له أشكال عديدة، أهمها التحدي الفلسطيني، ومن ثم العربي، خصوصاً من قبل الجماعات والأحزاب الثورية والمقاومة في الوطن العربي، وإن كانت قليلة، إلى جانب التحدي الأمني الإيراني، والذي ترى فيه إسرائيل خطراً محيقاً على دولتها ومستقبلها. وسيظل الرعب الفلسطيني مخيماً على واقع ومستقبل إسرائيل المحتلة، لأن الوضع الطبيعي ألا يكون هدوء في المنطقة، حيث أن السكون لا يتواءم مع الاحتلال. الذي يتواءم معه هو المقاومة والنضال والمواجهة.

بعض القوى السياسية، خاصة اليسارية منها، وبعض الجمعيات والمؤسسات التي ترى في إسرائيل دولة صهيونية، وخطر يحيق باليهود، ليس في فلسطين فحسب، بل وليهود العالم قاطبة. ورغم أن هذا التحدي محدود القوى وضعيف الإمكانات والتأثير إلا أنه يؤخذ بالحسبان لدى القيادة السياسية والأمنية والحزبية في إسرائيل.

الخلاصة: لا مستقبل لهذه الدولة؛ لأنها، ببساطة، دولة محتلة، مغتصبة لأرض الغير… دولة قامت على جماجم القتلى، وبيوتها على مزارع البسطاء. دولة حتماً ستزول… إنها الحتمية التاريخية والقرآنية. لقد استعمر فلسطين 30 مستعمراً. فهل بقي منهم أحداً؟ من يستعمر فلسطين فإن أرضها ستتحول قبراً له. إنها أرض النبوات والرسالات والحضارات. إنها الأرض المقدسة والطاهرة والمباركة. إنها الأرض التي لا يعمر فيها ظالم. إنها الأرض التي كفلها الله وحفظها من الدنس والفتنة. إنها أرض المحشر والمنشر. إنها أرض الفلسطينيين الذين لم يعرفوا أرضا لهم سواها، ولن يقبلوا بغيرها بديلا. إنها الأرض التي ستتحرر حتماً.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق