التحديث الاخير بتاريخ|الأربعاء, ديسمبر 25, 2024

نص رسالة الكاظمي الى القضاء 

سياسة ـ الرأي ـ
نص رسالة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى رئيس مجلس القصاء القاضي فائق زيدان .

بسم الله الرحمن الرحيم
وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ
صدق الله العلي العظيم
اخي سيادة رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي فائق زيدان المحترم
من دواعي الاعتزاز ان اكتب الى جنابكم الكريم مثمناً دوركم الوطني في التأسيس لاستعادة قيم العدالة في بلادنا ، والتي تعد لبنة اساسية في مفهوم الامة وفي دواعيها واشتراطاتها.
ان التشخيص الواقعي لازمة بلد عظيم كالعراق ينطلق من كلمة بثلاثة حروف هي “عدل” ، فالعدل في جوهره هو اساس العقد الاجتماعي ومنبع قيم المواطنة ومدخل الدولة وغايتها.
ويعرف جنابكم ان التحديات الثقيلة التي تطلبت تكاتف المخلصين في هذا الوطن من اجل انجاح مهمة الحكومة التي تشرفت برئاستها ، كانت اكبر من مجرد تحديات اقتصادية وامنية وصحية وسياسية ، بل تعدت كل ذلك الى مقدمات خطرة لفقدان ثقة المجتمع بالدولة بكل توصيفاتها المعروفة ، عندما بدأ الايمان بالعدالة الاجتماعية يهتز في ضمائر الناس ، ليس في مراحل مابعد 2003 بل جوهرياً كامتداد تاريخي لتخلخل قيم العدل قبل هذا التاريخ.
ان ما قد نفتخر به امام اطفالنا واحفادنا بعد حين ، اننا قد احسسنا بفداحة اي إضرار بمنطق العدل والانصاف والمساواة امام القانون وعدم الافلات من العقاب في العراق التاريخي الذي يمتلك الحق الكامل بأن يكون امة للتنوع والعدل، وكان القضاء في صدارة التعاطي مع هذه المباديء الاخلاقية التأسيسية.
ان اصدار القضاء العراقي العادل حكم الاعدام بحق قاتل الصحفي والناشط المدني احمد عبد الصمد وزميله المصور صفاء غالي و الناشط مجتبى احمد، والعدالة التي سبقت باعتقال ومحاكمة قتلة الباحث هشام الهاشمي وقتلة المتظاهرين واي مرتكب بحق الدم العراقي الطاهر من ارهابيين دواعش ومجرمين ناهيك عن فتح ملفات الفساد ومحاكمة المسؤولين عنها ، كلها مواقف تستدعي الاعتزاز الذي يستحقه عمود الوطن وميزان الحق ممثلاً بالقضاء.
ان التعاطي مع حياة الانسان التي كرمها الله واعزها بالعقل والكرامة والقيم العليا ، ليست قضية كيفية ، بل هي مسؤولية كبرى لايجب ان تكون موضع استسهال.
ورغم اننا واجهنا طوال الشهور الماضية تحديات كبيرة على مستوى حفظ دماء العراقيين وتجنبنا ان نفتح اي باب يتسبب في هدر الدم العراقي الطاهر ، الا اننا كنا ومازلنا نعول على قيم العدالة والقصاص القانوني بحق كل من تورط بازهاق روح عراقية زكية بغير الحق ، ورغم ان طريق العدالة وسيادة القانون مازال يحتاج الى المزيد من العمل والصبر ، فاننا قطعنا متعاونين مع القضاء خطوات كبيرة على مساره.
ندرك تماماً مستوى التحديات التي تواجه القضاء الذي نقر بانه مازال يعمل باقل من طاقته وامكاناته والافاق التي يمتلكها ، وهي تحديات لاتنفصل عن تلك التي تواجه مفهوم الدولة في العراق بشكل عام، ولكننا ندرك في المقابل مقدار العمل الذي تم انجازه لحماية القضاء من الضغوط والتدخلات من اجل تكريس قيم العدالة والانصاف ومازال هناك واجب ادامة وتطوير هذه الاجواء وانصاف القضاء والقضاة وتكريس استقلاليتهم وتحفيز طاقاتهم.
وهذا الجهد المبارك هو اسهام في حماية الدولة والذود عن قيم مجتمعنا ووضع العراق في سياقه الحضاري الطبيعي الذي يستحقه في المجتمعين الاقليمي والدولي.
اجدد الشكر والتقدير لمعاليكم اخاً وصديقاً و لكل القضاة الابطال في محافظ البصرة وعموم العراق قامة وطنية مرتفعة نعتز بهم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق