التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, نوفمبر 18, 2024

ضابطين إسرائيليين بيد المقاومة… “الجزيرة” تكشف المستور 

كشف برنامج “ماخفي أعظم” الذي بثته قناة الجزيرة مساء الجمعة عن إعلان حركة تُطلق على نفسها اسم “حرية” أنها اختطفت ضابطين إسرائيليين خارج الحدود.

ما كشفه البرنامج أمر مهم جداً ويعد تطور لا يمكن غض النظر عنه، لأن ما تفعله المقاومة في فلسطين يجدد الأمل دائماً بأن المقاومة قادرة على هزيمة العدو داخل السجون وخارجها وأثناء الحصار، ولطالما أن الفلسطينيين هم أصحاب الحق فلا يتوقع الاسرائيلي أنهم سيصمتوا عن حقهم تحت أي ظرف وسوف يستمرون في الدفاع عن حقوقهم بجميع الوسائل المتاحة.

معلومات أسر الضباط تم نشرها خلال تحقيق للبرنامج فتح فيه ملف السجون الإسرائيلية وكشف جانبا من معاناة الأسرى الفلسطينيين بعيدا عن الأضواء، بشهادات أصحابها المسربة من خلف الجدران.

وقال البرنامج إنه في تطور جديد يفرض نفسه على المشهد قالت حركة جديدة تسمي نفسها حرية إنها اختطفت ضابطين إسرائيليين أثناء تنفيذهما مهمة أمنية سرية خارج إسرائيل.

وعرض البرنامج فيديو مصور للرجلين وهما بحسب إعلان الجهة الخاطفة ديفيد بيري الذي قالت إنه رجل مهمات سرية في جمعية “إلعاد” الاستيطانية، والآخر ديفيد بن روزي الذي قالت إنه خبير كيماويات.

وقالت الحركة إن الرجلين تم اختطافهما في عمليتين منفصلتين دون أن تكشف عن مكان الاختطاف أو الاحتجاز.

وتحدث أحد الرجلين في المقطع المصور قائلا: أنا ديفيد بن روزي، وهذا ديفيد بيري، نحن إسرائيليان، نحن هنا نطلب المساعدة، ترون حالنا، نحن في وضع مريع، صديقي السيد بيري في حالة صحية مزرية، ليس لدينا ما نفعله هنا، رجاء نريد المساعدة.

وعرض البرنامج صورة نشرتها الجهة الخاطفة لجواز سفر ديفيد بيري وصورته في بطاقته الشخصية وهو من مستوطنة معالي إدوميم في القدس المحتلة.

كما عرض البرنامج صورا نشرتها الجهة الخاطفة لديفيد بيري قبل لحظات من اختطافه وهو متخف وقالت إنها نجحت في نقله بعد القبض عليه إلى مكان آمن.

وفي مقطع مصور آخر نشرته الجهة الخاطفة يظهر بيري وهو يقول: أنا لست على ما يرام صدقني، أعطني كوب ماء.

وبحسب البرنامج فإن الجهة الخاطفة ربطت مصير الإسرائيليين بإفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.

ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال 4850 أسيرا فلسطينيا وسط معاناة كبيرة جرّاء الانتهاكات التي يتعرضون لها والتي عرض البرنامج صورا عديدة منها.

وبحسب إحصائيات هيئة شؤون الأسرى التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية فإن من بين الأسرى 43 امرأة ، و225 طفلا.

معاناة وتعذيب

وكشفت الحلقة الأخيرة من برنامج “ما خفي أعظم” ملف الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال؛ إذ تمكنت -رغم التعتيم الإعلامي الإسرائيلي- من الحصول على لقطات حصرية مسربة توثق جانبا من المعاناة المريرة التي يعيشها الأسرى من قمع وتعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية، كما رصدت تداعيات حادثة هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع قرب بيسان عبر نفق حفروه بأنفسهم في سبتمبر/أيلول الماضي.

وتفاعلت قضية الأسرى الفلسطينيين بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، في وقت يتزايد فيه الحديث عن تبادل رسائل عبر وسطاء بين حركة حماس و”إسرائيل” لإنجاز صفقة تبادل أسرى يعول عليها الفلسطينيون من أجل الإفراج عن أسراهم.

وسبقت عملية هروب الأسرى الستة من سجن جلبوع محاولات أخرى، أبرزها جرت عام 2014، واستعان البرنامج بشهادة صوتية لأسير شارك في حفر نفق في سجن جلبوع عام 2014، وبشهادة صهيب زقيلي (أسير سابق في سجن جلبوع) عن عمليات التعذيب التي تعرض لها من شاركوا في العملية.

وأدت عملية الهروب -التي جرت في سبتمبر/أيلول الماضي- إلى تداعيات خطيرة على الأسرى، حيث اتخذت سلطات الاحتلال إجراءات عقابية ضد الأسرى.

ونقلت حلقة “الطريق إلى الحرية” تسجيلات حصرية لأسرى تعرضوا للقمع والتعذيب، حيث وضعوا في زنازين انفرادية وتم ضربهم وشتمهم.

وفي تسجيل حصري نقل أحد الأسرى تفاصيل ما جرى، ومما ذكره الضرب المبرح والتنكيل والإذلال والإهانة، وكان شعار السجانين “اكسر.. لا يوجد قانون”.

وركزت الحلقة على عملية القمع في سجن النقب عام 2019، وأشار نزار شحادة (أسير سابق في سجن النقب) إلى أنواع القمع والإذلال التي تعرض لها الأسرى حينها، ومما قاله إن الكلاب كانت توضع على أجساد الأسرى وتقفز من واحد إلى آخر، وإنه من كثرة التعذيب كانوا يعتقدون أنهم سيفارقون الحياة.

وتحدث أسير من ضحايا عملية القمع في سجن النقب عام 2019 في شهادة صوتية عن صور التعذيب التي تعرض لها، ووصف ما حدث بالصعب جدا عليه، حتى أنه ما زال يعاني حتى الآن من إصابات في مختلف أجزاء جسده.

وحاولت سلطات الاحتلال التعتيم على القمع في سجن النقب، بل إنها قامت بترقية بعض من شاركوا في تعذيب الأسرى، إلا أنه في يونيو/حزيران 2021 تسربت مشاهد مثيرة عبر صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وأقر الصحفي الإسرائيلي جوش براينير بحالات القمع والتعذيب، ومنها تكبيل الأسرى وتكديسهم وضربهم وإهمالهم طبيا وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وقال إن التسجيلات التي سربتها صحيفته لم تلق أي صدى لدى السلطات الإسرائيلية.

وتمكن برنامج “ما خفي أعظم” من كشف أسماء وصور ضباط إسرائيليين شاركوا في تعذيب أسرى في سجن النقب عام 2019.

وتشير الأرقام إلى وجود 4500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يتوزعون على 19 سجنا، و544 أسيرا محكوما بالمؤبد.

وفي شهادة صوتية، يناشد أحد الأسرى في السجون الإسرائيلية المقاومة الفلسطينية إنقاذهم ووقف تصرفات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر صفقة مشرفة تعيد الفرحة للأسرى وللفلسطينيين، ويقول إن الأسرى يواجهون مختلف أنواع التعذيب والقهر التي تفوق كل تصور، لكنهم مع ذلك يتمسكون بالإرادة الصلبة وألا يموتوا إلا كالنخلة الواقفة.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق