حكومة صنعاء.. المبعوث الأممي جاء لرفع معنويات مرتزقة العدوان السعودي
بدأ المبعوث الأممي إلى اليمن “هانس غروندبرغ”، یوم الإثنين الماضي، زيارة إلى مدينة تعز جنوب غربي البلاد، التي تقول منظمات حقوقية إنها محاصرة منذ بدء الحرب. وهذه أول زيارة لمبعوث أممي إلى تعز منذ بدء الحرب الأهلية التي اندلعت قبل نحو 7 سنوات بين حكومة صنعاء وقوات الرئيس المستقيل “عبد ربه منصور هادي”. وأفاد مصدر محلي مسؤول، بأن “المبعوث الأممي وصل مدينة تعز الواقعة تحت سلطة الحكومة المستقيلة قادمًا من محافظة عدن الجنوبية”. وأوضح المصدر مفضلا عدم ذكر اسمه، أن “غروندبرغ قام بالاطلاع الميداني على الوضع الإنساني والصحي المتفاقم في المدينة المكتظة بالسكان”. ولفت إلى أن مبعوث الأمم المتحدة عقد لقاءات مع قيادة السلطة المحلية في تعز حول تطورات أوضاع البلاد وسبل معالجة الوضع الإنساني، دون ذكر مدة الزيارة أو تفاصيل أخرى بشأنها.
ووفقا لمصادر يمنية، فقد عاد المبعوث الأممي إلى مدينة التربة، جنوبي تعز، التي أقام بها إلى يوم الثلاثاء الماضي، وبعد ذلك انتقل بعدها إلى الساحل الغربي للاطلاع على مديرية المخا، والتقاء بقيادات المكتب السياسي لقوات “طارق صالح”. ولقد أكد المبعوث الأممي الخاص لليمن “هانس غروندبرغ”، يوم الإثنين الماضي، أن المدنيين في محافظة تعز يعانون بشكل كبير من تردي الخدمات الأساسية وتدهور الوضع الاقتصادي. وأضاف خلال زيارة هي الأولى إلى المحافظة أن الناس في تعز حرموا من أساسياتهم في الحياة وتأثروا بالوضع الاقتصادي والخدمات الأساسية كالماء والكهرباء. كذلك، عبّر المبعوث الأممي عن أسفه جراء الحدث المؤسف الذي وقع في 30 من الشهر الفائت وأودى بحياة ثلاثة أطفال. إلى ذلك، قال، إن “هناك فرص كثيرة من أجل الحصول على مبادرات السلام”، مشيراً إلى دعم الأمم المتحدة لأي جهود نحو إحراز السلام في اليمن.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن زيارته إلى تعز تعد “مهمة ومحورية جداً” لما تمثله المدينة من أهمية كبيرة في الساحة اليمنية ولما تحظى به من تعددية سياسية وثراء ثقافي واجتماعي. ولفت إلى أن هناك فرصا كثيرة من أجل الحصول على مبادرات السلام، مشيراً إلى دعم الأمم المتحدة لأي جهود نحو إحراز السلام في اليمن. وتتهم منظمات حقوقية وإنسانية، قوات ومرتزقة تحالف العدوان السعودي وبعض الجماعات الإرهابية بفرض حصار على تعز منذ اندلاع الحرب عام 2015، بما يشمل منع قوافل الإغاثة الإنسانية من الوصول للسكان ومتضرري الحرب. ويشهد اليمن منذ نحو 7 سنوات، حربا أودت بحياة 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على المساعدات للبقاء أحياء، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وعقب هذه الزيارة، علّق العديد من المراقبين ووصفوها بأنها كانت زيارة فاشلة لأنها لم تثمر عن شيء ولم تكن لها نتائج إيجابية على الاوضاع الميدانية والإنسانية. وفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى في حكومة صنعاء، “عبد القادر المرتضى”، أن المبعوث الأممي الجديد “لم يستطع الترتيب لعقد جولة جديدة من المفاوضات على ملف الأسرى رغم جهوزية الطرفين لعقدها”. وفي تغريدة لـ”المرتضى” تساءل أنه “مع فشل المبعوث الأممي الجديد في ملف الأسرى كيف سيعمل أمام الملفات العسكرية والسياسية الأكثر تعقيداً؟”. وأكد أنه من “الواضح أنّ مهمة المبعوث الأممي الجديد إجراء بعض الزيارات لمناطق المرتزقة لرفع معنوياتهم أكثر من أي شي آخر”.
ومن جانبه، كشف عضو الوفد المفاوض في جماعة “أنصار الله” اليمنية، “عبد الملك العجري”، يوم الثلاثاء الماضي، عن فشل زيارة المبعوثين الأممي والأمريكي لليمن، ضمن التحركات الدولية لإيقاف الحرب في اليمن واستئناف المفاوضات السياسية. وقال العجري، وهو عضو المكتب السياسي في جماعة “أنصار الله”، عبر “تويتر”: “يتردد في الإعلام أن المبعوثين الأمريكي والأممي عادا من مسقط وعدن وتعز بخفي حنين، والأصح أنهما جاءا بخفي حنين” وتأتي تصريحات القيادي في “أنصار الله”، عقب ساعات من تغريدة لرئيس وفد الجماعة المفاوض “محمد عبد السلام”، ألمح فيها إلى رفض عرض يتضمن إيقاف هجوم “أنصار الله” في محافظة مأرب، بالقول: “يتحدثون عن معركة جزئية (في إشارة إلى معركة مأرب) ويتركون اليمن المحاصر (يقصد القيود المفروضة على المنافذ التي تديرها أنصار الله)”. واعتبر أن ذلك “اختزال للصراع لا يعالج مشكلة بل يفاقمها، ولا يفيد في تحقيق سلام بل يطيل أمد الحرب”. وتحفظ “عبد السلام”، على أنباء عن نقاشات لإصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يفرض وقف الحرب في اليمن وبدء المفاوضات بين الأطراف السياسية، كبديل للقرار 2216 الذي تشترط الحكومة المعترف بها دولياً أن يكون الحل السياسي متسقا معه. وقال: “أي نشاط مستجد لمجلس الأمن فلن يكون قابلا للتحقق إلا ما يلبي مصلحة اليمن أولا، وشعبنا اليمني ليس معنيا بمراعاة من لا يراعي حقه في الأمن والسلم والسيادة”.
وعلى صعيد متصل، اتهمت جماعة “أنصار الله” اليمنية، يوم الإثنين الماضي، تحالف العدوان السعودي، بعرقلة السلام في اليمن، مجددة التمسك برفع قيوده المفروضة على مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، قبل التفاوض بشأن وقف إطلاق النار على مستوى البلد الذي يمزقه الصراع للعام السابع على التوالي. وأكد المجلس السياسي الأعلى أن اليمن مع السلام المشرف وفق التوصيف الذي طرحه قائد “أنصار الله” السيد “عبدالملك بدر الدين الحوثي” في خطابه الأخير، وينتظر رسائل إيجابية من قبل الأمم المتحدة ومبعوثها الجديد. وبحسب وسائل اعلام يمنية، شدد المجلس في اجتماعه، يوم أمس الاثنين، برئاسة الرئيس “مهدي المشاط” على أهمية أن يبدأ المبعوث الأممي الجديد من حيث توقف سابقه وتجنب الوقوع في أخطاء من سبقه وعدم البدء في نقاش القضايا من نقطة الصفر وكذا عدم تجاهل الحصار المفروض على الشعب اليمني.
إن تعنت دول تحالف العدوان ورفضها المتكرر لجميع مبادرات السلام التي تقدمها حكومة صنعاء، يؤكد مدى حقد وطغيان وإجرام المعتدين وسعيهم إلى ارتكاب جريمة كبرى بحق الإنسان اليمني، جريمة مركبة تهدف إلى تضييق الخناق على الشعب اليمني وتفاقم حجم المعاناة خاصة في ظل الظروف التي يمر بها الشعب اليمني نتيجة العدوان والحصار وتفشي فيروس كورونا وتدني الخدمات الصحية. كل هذا يثبت مدى استغلال العدوان الظروف الراهنة لصناعة أزمة إنسانية لا مثيل لها على الإطلاق في العالم اليوم. أن احتجاز دول تحالف العدوان السفن النفطية والغذائية والدوائية اليمنية جريمة مركبة متعمدة يمارسها العدوان بحق الشعب اليمني، إضافة إلى العدوان العسكري والحصار الاقتصادي والظروف الصحية التي تسبب بها العدوان وفي مقدمتها انتشار فيروس كورونا.
المصدر / الوقت