التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

المناورات البحرية الجزائرية – الروسية.. الأهداف والرسائل 

أعلنت وزارة الدفاع الوطني في الجزائر، رسمياً انطلاق المناورات البحرية الجزائرية-الروسية المشتركة.

وكانت مفرزة سفن حربية تابعة للبحرية الروسية، تتكون من الفرقاطة «الأميرال جريجوريفيتش»، والطواف «ديميتري روجتشاف» وقاطرة الإنقاذ في البحر «إس بي 742»، رست أمس الأول في ميناء الجزائر، ضمن خطة تجسيد التعاون العسكري الثنائي الجزائري الروسي لعام 2021.

وكشفت وزارة الدفاع الجزائرية، عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن أن هذه المفرزة ستنفذ تمريناً بعنوان «المناورة البحرية المشتركة 2021» مع وحدات عائمة من القوات البحرية الجزائرية حتى 20 نوفمبر 2021، تشمل مناورات تكتيكية وتمارين لاعتراض واقتحام سفن مشبوهة، ومكافحة الزوارق المعادية، إضافة إلى البحث والإنقاذ والمساعدة في البحر.

وأوضحت الوزارة أن هذه المناورات البحرية تهدف إلى تبادل الخبرات وتعزيز التنسيق المشترك.

وتأتي هذه المناورات في وقت توتر كبير سواء في علاقات الجزائر بالمغرب، إذ قد يفهم منها أنها رد على مناورات المغرب مع دول الغرب وخاصة التي جرت خلال يونيو الماضي، كما تأتي في وقت تمر منه العلاقات بين روسيا ومنظمة شمال الحلف الأطلسي بتوتر حقيقي لاسيما في البحر الأسود، حيث تتواجد سفن حربية غربية كثيرة.

ومن مظاهر هذا التوتر ما أعلنه رئيس أركان الجيش البريطاني الجنرال نيكولاس كارتر في حوار مع إذاعة تايمز سيبث الأحد 14 نوفمبر الجاري إن هناك مخاطر، أكبر من أي وقت مضى منذ الحرب الباردة، تنذر بنشوب حرب بين الغرب وروسيا، نظرا لغياب العديد من الأدوات الدبلوماسية التقليدية.

وأشاد خبراء جزائريون بالتعاون الروسي – الجزائري على كافة المستويات بما فيها العسكري، مؤكدين أن المناورات العسكرية التي تقام بين البلدين في روسيا أو الجزائر تؤكد عمق وقوة العلاقات المستمرة منذ سنوات طويلة وتؤكد التحالف القائم بين الجزائر وروسيا كقوة عظمى.

وبحسب الخبراء فإن الجزائر حريصة على علاقتها القوية مع روسيا لأن التعاون بين البلدين يشمل العديد من المجالات ويستمر بنفس القوة نحو تنسيق عال وقوي نحو المستقبل.

وقال الخبير العسكري الجزائري أكرم خريف، إن التعاون بين البلدين يتجه دائما نحو الأقوى على المستوى العسكري.

وأضاف أن القوات الجزائرية تجري عادة تمارين ومناورات مع دول عدة، كما تجري مناورات كبرى مع الجانب الروسي.

وقال رمضان بوهيدل، المحلل الاستراتيجي الجزائري، إن العلاقات بين الجزائر وروسيا قديمة ومستمرة بنفس قوتها.

وأضاف أن المناورات العسكرية التي تنظم بين البلدين تأتي ضمن إطارها الطبيعي حيث تقام باستمرار بين الجانبين.

وأشار إلى أن العلاقات الاستراتيجية والعسكرية مع روسيا لا ترتبط بأي سياق ظرفي، إلا أن المناورات تعد رسالة لكل من يشكك في تحالفات الجزائر الدولية مع القوى العظمى.

وأوضح أن بعض الأسلحة الجديدة الروسية تملكها الجزائر فقط، ما يزيد قوة الجزائر على المستوى الإقليمي.

ويرى أن المناورات بعيدة عن أي تأويلات أو أنها غير مرتبطة بأية تحولات أو توترات في المنطقة، إلا أنها تؤكد قوة العلاقات بين الجزائر والحليف الروسي.

ويبدو أن الطابع الروتيني للمناورات البحرية الجزائرية – الروسية لا يحجب الرسائل الدلالية المتصلة باستعراض القوة والتكنولوجيات الحربية في حوض المتوسط الذي تشترك فيه الضفتان الأوروبية والأفريقية. ولئن ظل تقليديا تحت هيمنة القوة الشمالية فإن دخول البحرية على الخط عبر بوابة الضفة الجنوبية قد يكون امتدادا لمعركة النفوذ الصامتة بين الروس والفرنسيين في اليابسة.

وكانت آخر مناورات بحرية مشتركة بين الجزائر وروسيا قد جرت نهاية نوفمبر 2019، وشهدت حينها مشاركة ثلاث سفن حربية تابعة للقوات البحرية الروسية، بالإضافة إلى مشاركة الجزائر بعدة سفن حربية ووسائل جوية وفريق اقتحام من الرماة البحريين.

وتدخل المناورات العسكرية بين جيشي البلدين في إطار برنامج التعاون الثنائي العسكري الجزائري – الروسي لعام 2019، والمصادق عليه من طرف القيادة العليا للجيش، بحسب بيان وزارة الدفاع الجزائرية، التي أوضحت أن الهدف من المناورات هو “تعزيز قدرات الطرفين في مجال التعاون البحري من خلال العمل المشترك لمواجهة أي تهديدات أو خطر محتمل بإمكانه المساس بالأمن البحري”.

وجرت مطلع شهر أكتوبر الماضي أول مناورات عسكرية بين جيشي البلدين بروسيا، وتمحورت حول مجال مكافحة الإرهاب، وكانت بذلك أول مناورة يجريها الجيش الجزائري خارج حدوده، وشاركت فيها قوات من جيوش كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأرمينيا والهند وكازاخستان وباكستان.

وذكرت تقارير متخصصة أنه “تم خلال المناورات البرية تحديد أهداف تتعلق بإجراءات تكتيكية للبحث عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها ” في إطار سيناريو الجماعات الإرهابية المسلحة.

وأضافت أن “الجزائر تعتبر ثالث مستورد للسلاح الروسي في العالم، بينما تعتبر روسيا مصدر الأسلحة التاريخي للجزائر، إذ تقتني الجزائر أكثر من ستّين في المئة من أسلحتها من موسكو، وتمتلك ستّ غواصات روسية الصنع، بالإضافة إلى اقتنائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي ‘أس 400’، ودبابات وطائرات ومروحيات هجومية وأنظمة رادارات روسية تشكل ركيزة القوات المسلحة الجزائرية”.

وعملت روسيا منذ سنة 2013 على تزويد الجزائر بأسلحة نوعية للغاية، حيث حولتها الى قوة عسكرية كبيرة جنوب أوروبا، كما جاء في تصريحات قائد أركان الحرب الفرنسي الأدميرال بيير فونديي يوم 24 أكتوبر الماضي الذي نبه الى قوة الجزائر الحربية.

وباعت روسيا للجزائر النظام المضاد للصواريخ إس 400 وزودتها بصواريخ نوعية مثل إكسندر وكالبير، ثم بعض الغواصات التي تتوفر على نظام القصف من قاع البحر ضد الأهداف البرية، وهي تقنية تتوفر عليها القليل من الدول. وتهدف روسيا من وراء تسليح الجزائر بأسلحة نوعية جعلها قوة مزعجة لدول الحلف الأطلسي وخاصة جنوب أوروبا. وينتج عن هذا التسلح، تركيز الغرب عسكريا على الجزائر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق