التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

مركز أبحاث أمريكي يقر بأن الولايات المتحدة خرجت بأيادي فارغة من اليمن 

في مقال كتبه “غريغوري جونسون”، العضو السابق في لجنة الخبراء اليمنيين التابعة للأمم المتحدة ومؤلف كتاب “اليمن والقاعدة والحرب الأمريكية على شبه الجزيرة العربية”، كتب: ” حكومة بايدن كانت عازمه على إنهاء حرب اليمن. وكان العديد من أعضاء الإدارة الجديدة قد خدموا سابقًا في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأساءوا الحكم على قرار أوباما بتأييد ودعم الغزو الذي تقوده السعودية لليمن. وشبه مسؤول كبير في إدارة أوباما فيما بعد، دعم إدارة أوباما للسعوديين بركوب سيارة مع سائق مخمور”.

الحرب في اليمن كارثة بكل المقاييس

كتب مركز الفكر الأمريكي، أن الحرب في اليمن كارثة بكل المقاييس. واتُهمت السعودية والإمارات، وكلاهما شريك مع الولايات المتحدة، بتعذيب سجناء في اليمن، وتنفيذ غارات جوية قتلت مدنيين، والمساعدة في تشكيل ما تسميه الأمم المتحدة “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”. ولقد شعرت الإدارة الأمريكية الجديدة أن الوقت قد حان للتغيير. وبعد حوالي أسبوعين من توليه منصبه، وعد “بايدن” في أول خطاب رئيسي له عن السياسة الخارجية بأنه “سينهي كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في اليمن، بما في ذلك تلك المتعلقة بمبيعات الأسلحة”. وفي نفس اليوم، عينت إدارة “بايدن”، “تيموثي ليندركينغ”، وكيل الخدمة الخارجية، مبعوثًا خاصًا للولايات المتحدة إلى اليمن. وفي اليوم التالي، الـ 5 فبراير الماضي، أبلغت إدارة “بايدن” الكونجرس أنها ستزيل أسم “أنصار الله” من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وكانت الإدارة السابقة قد أدرجت حركة “أنصار الله” على قائمة الإرهاب في اليوم الأخير من فترة رئاسة “دونالد ترامب”.

الأهمية الاستراتيجية لسيطرة “أنصار الله” على الحديدة

كشفت العديد من التقارير الاخبارية، إن القوات الموالية لدولة الإمارات أخلت محافظة الحديدة الساحلية بشكل كامل دون سابق إنذار وتراجعت إلى المناطق الجنوبية. وتعددت الروايات حول هذا الحدث الغريب، منها محاولة إبقاء المحافظات الجنوبية (تحت سيطرة المجلس الانتقالي) مثل شبوة أو تنفيذ اتفاقيات ستوكهولم بعد 3 سنوات. واحتمال آخر هو التنسيق بين الإمارات والسعودية للضغط على قوى حزب الإصلاح لمغادرة تعز والتوجه إلى جبهة مأرب. وتجدر الإشارة إلى أن أولوية المملكة العربية السعودية كانت الحفاظ على مأرب، لكن حزب الإصلاح (الإخوان المسلمون اليمني) احتفظ بمعظم قواته للحفاظ على تعز. إن انسحاب القوات الإماراتية، لأي سبب كان، كان بمثابة إنجاز استراتيجي للغاية لـ”أنصار الله”. وتتمتع محافظة الحديدة بعدة ميزات تجعلها أكثر أهمية من المحافظة العادية.

ومحافظة الحديدة هي الميناء الغربي الرئيسي لليمن على ساحل البحر الأحمر، وهي أحد الممرات المائية التي يسيطر عليها “أنصار الله” ومعظم البضائع التي يحتاجها أهل الشمال يتم توفيرها من خلال هذا الممر المائي. وتمثل محافظة الحديدة 11٪ من سكان اليمن. ونظرًا لموقعها الجغرافي، فإن الحديدة تهيمن على طرق عبور البضائع والطاقة في البحر الأحمر ويمكن أن تكون القاعدة البحرية الرئيسية لحكومة الإنقاذ الوطني اليمنية. وعلى وجه الخصوص، فإن الجزر الإستراتيجية القريبة من الحديدة، مثل جزيرة “كمران”، معرضة تمامًا لإنشاء قواعد بحرية ومنصات صواريخ من الساحل إلى البحر، فضلاً عن أنظمة الدفاع. والمسافة من الحديدة إلى صنعاء، عاصمة اليمن ، فقط 226 كيلومترًا، الأمر الذي أعطى أهمية كبيرة لهذا الميناء والمناطق التابعة له. وأخيرًا، لا بد من القول إن “أنصار الله” تعيش الان في أفضل حالاتها بعد قرابة 7 سنوات على بداية العدوان السعودي، وإنجازاتها الميدانية تتزايد يومًا بعد يوم.

كيف يتم التخطيط لاستعادة مأرب

في السنوات الأولى للحرب اليمنية كان أحد المجالات الناجحة القليلة في اليمن، يتمثل في أن هجرة اللاجئين من المناطق المنكوبة إلى محافظة مأرب ودخول الاستثمار الأجنبي إلى هذه المحافظة خلق طفرة بناء كبيرة. حيث تم بناء مركز تسوق كبير، واستاد كرة قدم جديد، وجامعة مستقلة، وبناء مطار دولي أيضا. وتم تنفيذ كل هذا تحت حماية جيش الإمارات والسعودية. لكن في يوليو 2019، بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة بخفض وجودها العسكري في اليمن، وقامت بسحب قواتها من هذه المحافظة.

إزالة اسم “أنصار الله” من القائمة الإرهابية

في فبراير 2021، أزالت الحكومة الأمريكية اسم “أنصار الله” من قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية، وخلال الفترة الماضية تمكنت قوات “أنصار الله” من تحرير العديد من المديريات في محافظات البيضاء وشبوة ومأرب. كما دفعت حركة “أنصار الله” القبائل إلى التوقيع على معاهدات، مما مكن من مقاتلي “أنصار الله” من المرور عبر العديد من المناطق والوصول إلى قلب مدينة مأرب.

انهيار الائتلاف السعودي في مأرب

وقال المعهد الأمريكي: “تحالف العدوان السعودي ضد قوات صنعاء أصبح على شفا الانهيار. حيث تبحث المملكة العربية السعودية عن مسار للخروج، خاصتا عبق قيام العديد من القبائل بتوقع العديد من المعاهدات مع قوات صنعاء”. وليس من المستغرب أن قوات صنعاء ينتصرون في هذه المعارك. ففي سبتمبر / أيلول، استولت قوات صنعاء على مديريات البيضاء وأجزاء من شمال محافظة شبوة. وهذا سمح لهم بالسيطرة على المناطق الواقعة جنوب محافظة مأرب.

أمريكا تفتقر إلى أي قوة للضغط على حركة “أنصار الله”

إن الولايات المتحدة تفتقر في وقتنا الحالي إلى أي رافعة ضغط على حركة “أنصار الله”. وهذه الاخيرة لا يرون سبب للتنازل أو التفاوض. ويعتقدون الآن أنهم منتصرون في ساحة المعركة، وإذا تمكنوا من المحافظة على انتصاراتهم الاخيرة في محافظة مأرب، فسيمكنهم في النهاية السيطرة على حقول النفط والغاز في هذه المحافظة، وتشكيل دولة مستقلة تحت إشرافهم. ولقد انتقد الديمقراطيون في الولايات المتحدة، الائتلاف تحت قيادة المملكة العربية السعودية، وحكومة “بايدن”، على قرارها لتوفير أسلحة للسعوديين. ويسعى مشرعون ديمقراطيون، إلى عرقلة خطة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لبيع ما قيمته 650 مليون دولار من الصواريخ للسعودية، وهي أول صفقة أسلحة كبيرة للمملكة في ظل إدارة الرئيس جو بايدن، جاء هذا بحسب النشر في موقع “هافنغتون بوست” بالانجليزية. وقد قدمت “إلهان عمر” عضو مجلس النواب الأمريكي من الحزب الديمقراطي، مشروع قانون يوم الجمعة في محاولة لسد الطريق أمام صفقة صواريخ جو-جو للسعودية بقيمة 650 مليون دولار، وهي أول صفقة أسلحة كبيرة للمملكة في ظل إدارة الرئيس “جو بايدن”. وقالت “إلهان عمر” إنها قدمت المشروع، المعروف باسم قرار الرفض المشترك، بسبب دور السعودية في حرب اليمن، التي تُعَدّ واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية الناجمة عن الحروب في العالم، وأيضاً بسبب سجلها في مجال حقوق الإنسان. وكانت إدارة “بايدن” أعلنت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني عن موافقتها على الصفقة التي تشتمل بيع 280 صاروخ جو-جو بقيمة تصل إلى 650 مليون دولار وتصنع الصواريخ شركة “رايثيون”.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق