التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 2, 2024

السباق نحو الإليزيه… من هي مارين لوبان؟ وما هي أبرز تصريحاتها بخصوص الجزائر 

قالت زعيمة حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبان، أنها لن تمنح الجزائريين تأشيرات دخول حال فوزها بالرئاسة، إذا لم تقبل الجزائر باستعادة مواطنيها “غير المرغوب بهم” في فرنسا.

وفي هذا السياق اعتبرت لوبان في تصريح لها لإذاعة “فرانس إنفو” التي تجري سلسلة مقابلات مع المرشحين للانتخابات الرئاسية المنتظرة في أبريل من العام المقبل، أن إجراءات باريس التي تقضي بتقليص التأشيرات الممنوحة للجزائريين إلى النصف، كرد على رفض الجزائر استعادة رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين “في محلها”.

وأضافت: “الجزائر دولة عظيمة واجهت صعوبات كبيرة كالإرهاب الإسلامي.. وبما أنها دولة عظمى حصلت على استقلالها، فيجب عليها أن تتصرف كأمة عظيمة، وأن تحترم القانون الدولي”.

وأشارت إلى أن القانون الدولي يقضي بوجوب أي دولة أن تستعيد رعاياها من المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين في بلد آخر يعتزم طردهم.

كما قالت لوبان أنه “في حال قوبلت فرنسا بالرفض فلن تمنح تأشيرات للجزائريين بعد ذلك أبداً، وليس فقط اللجوء إلى تقليص عددها إلى النصف كما فعلت حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون”.

وتابعت: “لن تكون هناك تحويلات مالية من قبل الخواص باتجاه الجزائر في حال استمرت هذه الأخيرة في رفض استعادة مواطنيها غير المرغوب بهم في فرنسا”.

وفي جوابها على سؤال حول ما إذا كان قطع التحويلات المالية إلى الجزائر ستكون له نتائج عكسية، كونه سيدفع إلى مزيد من الهجرة غير الشرعية من الجزائر باتجاه فرنسا، قالت لوبان: “من غير المعقول ألا تستفيد فرنسا من الأموال التي تحول إلى الجزائر والتي تقدر بـ1.8 مليار يورو، وهو مبلغ لا يدخل في الاقتصاد الفرنسي بالرغم من أنها أموال ناتجة من وظائف على التراب الفرنسي، وبالتالي يجب أن تضخ في الاقتصاد الفرنسي”.

وأضافت أنه “يجب على الجزائر أن تحترم فرنسا” من خلال “احترام القرارات المتخذة بشأن المواطنين الجزائريين الذين لا ترغب فرنسا في وجودهم على أراضيها لأسباب تعود سواء لكونهم غير شرعيين أو لارتكابهم جرائم في فرنسا”.

وأعربت عن “يقينها من أن هناك طريقة لإيصال الجزائر إلى رشدها في هذا الخصوص”.

من هي مارين لوبان

مارين لوبان ولدت في 5 أغسطس 1968، هي سياسية فرنسية وبرلمانية أوروبية عن فرنسا ورئيسة حزب الجبهة الوطنية (فرنسا) اليميني وهي ابنة مؤسسه ورئيسه السابق جان ماري لوبان الزعيم اليميني الذي خاضت ضده صراعاً حول زعامة الحزب وخالة البرلمانية الفرنسية ماريون مارشال لوبان. أصبحت منذ 2016 مرشحة عن حزبها واليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية 2017، وقد حققت أفضل نتيجة في تاريخ اليمين المتطرف بتأهلها للدورة الثانية من الانتخابات بمجيئها في المرحلة الثانية بعد إيمانويل ماكرون الذي احتل المرتبة الأولى بفارق صغير عنها. لكنها خسرت الانتخابات في الدورة الثانية بفوز مانويل ماكرون بنسبة 66.06.

الوعود الانتخابية لـ مارين لوبان

تسير لوبان في لهجتها و خطاباتها الانتخابية على خُطى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الذي رفع شعار “أميركا أولاً”، واعتبره الكثيرون انعزالياً، حيث قالت زعيمة اليمين المتطرّف في فرنسا، مارين لوبن، إنها ستجري – إذا ما فازت في الانتخابات الرئاسية المقرّرة العام المقبل – تعديلاً دستورياً يكرّس “الأولوية الوطنية”.

ووعدت لوبن (زعيمة حزب التجمّع الوطني) في مؤتمر صحافي عقدته في باريس، في إطار حملتها الانتخابية، بأن تلغي حقّ اكتساب الجنسية بسبب رابط الأرض، وأن تحرم غير الفرنسيين من الإعانات العائلية.

وتساءلت المرشحة التي تأهّلت للدورة الثانية بالانتخابات الرئاسية في 2017، والتي هي وفقاً لاستطلاعات الرأي، في وضع جيّد، لتكرّر الأمر نفسه في الانتخابات المقبلة عمّا “إذا كانت فرنسا ستبقى فرنسا أم سيجرفها بعيداً السيل المتدفّق من الهجرات المهولة التي ستمحو ثقافتنا وقيمنا وأساليب حياتنا؟”.

وفي إشارة الى اتجاهها نحو ما وصفه بعض المراقبين بـ “الانعزالية”، أوضحت لوبن أنّها في حال انتخبت رئيسة للجمهورية ستطرح على استفتاء عام مشروع قانون “لضبط الهجرة يرمي لتحقيق 3 أهداف هي: ضبط تدفّقات المهاجرين وحماية الجنسية والمواطنة الفرنسية وسموّ الدستور والقانون الفرنسيين على القانونين الأوروبي والدولي، بما في ذلك المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان وقرارات محكمة العدل الأوروبية”.

وشدّدت على أن مشروعها “يرمي لتضمين الدستور بنوداً تنص على مراقبة دخول الأجانب وإبعاد الذين يدانون منهم بارتكاب جرائم أو جنح خطيرة أو يقوّضون النظام العام، وتكرّس الأولوية الوطنية وتحظر كل منحى طائفي”.

وأضافت أن مشروعها الانتخابي يتضمن كذلك “إلغاء حق الأرض (حق اكتساب الجنسية بسبب الارتباط بالأراضي الفرنسية) وإخضاع التجنيس لشروط اندماج صارمة ومثبتة”.

وتعهدت مرشحة اليمين المتطرف أيضاً “وقف العمل بمبدأ لمّ الشمل، وجعل بعض التقديمات الحكومية، مثل الإعانات العائلية، مخصصة للفرنسيين حصراً”.

كما وعدت لوبن بأن يصبح منع التسويات “هو القاعدة”، وكذلك الأمر بالنسبة إلى “ترحيل الأجانب الجانحين”.

ثورة لوبان داخل حزبها منذ عام 2015

تطلبت عملية القضاء على شيطنة حزب الجبهة الوطنية أن تتخلى لوبان ليس فقط عن استخدام اللغة الخطابية – التي ورثتها عن والدها – بل عن والدها نفسه؛ ففي صيف 2015 قامت مارين بطرد جان ماري من الحزب الذي أسسه 1972، مما أدى إلى قيام الوالد العجوز بملاحقتها قضائياً، ولكنه استسلم للأمر بعد مرور بضعة أشهر.

ومما لا شك فيه أنه رغم تخلي لوبان عن دعايتها المعادية للسامية، ودعوات الحنين إلى حكومة فيشي الفرنسية، والذكريات العزيزة لحرب الجزائر، بل وحتى تخليها عن والدها؛ فإنها استمرت في تأجيج نار النزعة الشعوبية.

حيث اشتدت معارضتها للهجرة، والإسلام، والعولمة، والتعددية الثقافية، وحلف الناتو، والنخبة، و”النظام”، والأسواق، والإعلام، والاتحاد الأوروبي بشكل خاص؛ حيث تراه الوحش الذي يفترض أنه المسؤول عن جميع المشكلات التي تواجهها فرنسا.

ويأتي طرح لوبان رغم أن جميع أعضاء حزب الجبهة الوطنية الـ23 في البرلمان الأوروبي يتقاضون رواتبهم من الاتحاد الأوروبي، كما أن لوبان نفسها تخضع لتحقيق قضائي بسبب سوء استخدام الدعم المالي المقدم لأعضاء الاتحاد الأوروبي.

فبالنسبة لكثير من الفرنسيين، فإن حالة القلق التي تعيشها فرنسا، والغضب الشعبي جراء الوضع الاقتصادي والخوف من الإرهاب؛ هي القضايا الأكثر بروزاً.

لوبان تحركت دولياً في انتخابات 2017 وفشلت

بذلت لوبان مجهودا كبيراً في سبيل بناء مركزها على الصعيد الدولي، ففي يناير/كانون الثاني الماضي انتظرت -دون جدوى- في نيويورك على أمل أن تحصل على عناق من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الرجل الذي وصفته بأنه قد استعان ببعض جوانب نهجها السياسي للفوز بالانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي موسكو التقت لوبان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليس لطلب الحصول على المال -كما سارع المسؤولون لتوضيح ذلك- ولكن لمناقشة الوضع الراهن في العالم.

ما هي حظوظ لوبان في الانتخابات المقبلة؟

ليس هناك أي شك لدى المتابعين للوضع السياسي والاقتصادي في الداخل الفرنسي أن لهذه المرأة قدرة وقوة اجتماعية كبيرة فهي استطاعت الإطاحة بوالدها وهو المؤسس لحزب اليمين كما نافست بشراسة في الانتخابات الرئاسية لعام 2017 ولكن ماهي حظوظها في الانتخابات المقبلة وهل ستشهد فرنسا وصول رئيسة ترغب بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي وتريد استعادة أمجاد الدولة الاستعمارية ؟

الجواب على هذا التساؤل ليس أمراً سهلاً لأن الداخل الفرنسي لا يرغب أن يتدخل في أمور سياسية لا تسمن ولا تغني من جوع والهم الأكبر الآن بالنسبة له هو الموضوع الاقتصادي ويبدو أن المرشح الذي سيعزف بشكل جيد وماهر على هذا الوتر سيكون المرشح الأقرب للإيليزيه، وفي متابعة لتصريحات لوبان نراها تركز بشدة على الأمور السياسة وإبراز قوة فرنسا وأن على الجميع احترامها بدءاً من الجزائر ووصولا إلى الاتحاد الأوروبي وهي بذلك تفوت عليها فرصة الوصول الإليزيه فالطريق نحو الإليزيه يمر عبر جيب المواطن الفرنسي.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق