التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

انسحاب المرتزقة وتقدم الانصار اليمنيون.. أخر الاوضاع في الساحل الغربي 

مع احتدام المعارك قرب مدينة مأرب وتحرير العديد من المديريات، و اصبح الجيش اليمني والجان الشعبية على بعد كيلومترات قليلة من مركز المدينة، حصل ما هو خارج كل التوقعات في فرار وانحدار لقوات تحالف العدوان السعودي على اليمن من الساحل الغربي في الحديدة، دون سابق انذار او اي اشارة حتى لمرتزقتهم وذيولهم في العدوان على الشعب اليمني. وخلق الإنسحاب المباغت للقوات المدعومة امارتياً حالة من الارتباك في المشهد العسكري، وكانت حجة الانسحاب حسب ما قال تحالف العدوان السعودي على اليمن بأنه جاء من اجل تموضع في مناطق محكومة باتفاق دولي في اشارة لاتفاق ستوكهولم، وهي وفق بيانها تقوم بإعادة انتشار محددة. من جهتها قالت حكومة “هادي” المستقيلة، بانها لا صلة لها بما يجري بحسب بيان الفريق الحكومي بالجنة تنسق اعادة الانتشار الذي اكد ان الانسحاب تم دون معرفتها ودون تنسيق مسبق معها.

واكد نائب متحدث الامم المتحدة في اليمن “فرحان حق”، على عدم علم بعثة الامم المتحدة بالحديدة مسبقاً بتحركات قوى العدوان السعودي على اليمن. وهكذا يفعل كل محتل طمع بثروات ومصالح ومقدرات الشعب الاخر، والسعودية والامارات بهذه الخطوة تحذوان على خطى اسيادهما امريكا والكيان الصهيوني. وقد تكون خطوة قرار قيادة قوات تحالف العدوان على اليمن الإنسحاب المفاجئ لما يسمى بالقوات المشتركة من بعض مناطق الساحل الغربي بمحافظة الحديدة بهدف ترتيب وضع قواته وأدواته اليمنية الحليفة العسكرية والسياسية، وتأمين تموضعها وانتشارها أولًا، كمقدمة للإنسحاب الكامل للقوات الأجنبية والمعدات والآليات العسكرية السعودية والإماراتية والسودانية وغيرها من كل أراضي الجمهورية اليمنية تحت مسمى إعادة التموضع والإنتشار وملاءمة الظروف العسكرية حسب التصريحات الرسمية لقيادة قوات تحالف العدوان، وذلك في سياق استنساخ وتطبيق التجربة الأمريكية في أفغانستان.

وهنا يرى العديد من المراقبين أنه مع تشابك الملفات العسكرية والأمنية والسياسية والإقتصادية والإنسانية، واستحالة الحل العسكري، واستعصاء الحل السياسي، وتمنّع دول العدوان من التعاطي الإيجابي مع مقاربات الحلول المقدمة والمطروحة على طاولات الوسطاء، والمبعوثين الأمريكي والأممي، وتفكك الحاضنة السياسية والقبلية والإجتماعية والعسكرية وعودتها لأحضان الوطن وجادة الصواب، لم يبق إلا خيار استنساخ التجربة الأمريكية في أفغانستان، وذلك بهدف التحايل على الإقرار بالفشل والهزيمة، وتهربًا من الإنسحاب المذل، مع تسارع تقدمات الجيش واللجان الشعبية في كافة محاور القتال العسكرية، وتفكك الحاضنة، والخوف من سقوط ووقوع قواته وجنوده وآلياته بيد الجيش واللجان الشعبية اليمنية. وفشل الأهداف المعلنة بداية العدوان، والعجز عن الوصول للعاصمة صنعاء، وإعادة حكومة عبد ربه منصور، رغم مرور سبع سنوات. وتزايد الإنتقادات الدولية الموجهة لتحالف العدوان، والسخرية منها، وعدم جدوائية أي دعم وغطاء سياسي وعسكري لها ولقواتها على الأرض، وارتداد الهجمة المضادة عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا واعلاميًا وانسانيًا

لقد هزمت المقاومة اليمنية قوات تحالف العدوان المدعومة من امريكا الى حد لم تستطيع فيه قوات التحالف احصاء خسائرها، وها هي تلملم جنودها على اعتاب مأرب التي سطر فيها قوات المقاومة اليمنية اسمى ايات الصمود والاباء في وجه المعتدي، وما تعرض له تحالف العدوان من هزائم وانتكاسات رغم العدة والعتاد وحالة الشلل والتخبط التي أصابت أدواته من المرتزقة نتيجة أفعالهم والجرائم التي اقترفتها أياديهم الآثمة في التكسب بالدماء والأرواح والمتاجرة بالسيادة والكرامة، اصبحوا في موقف لا يُحسد عليه. وعلى ما يبدو أن اليمنيين اصبحوا اقرب من اي وقت مضى قريبين من الانتهاء من معركة “مأرب” وتحرير المحافظة بشكل كامل. وفي البعد الميداني والعسكري، اصبحت وحدات الجيش واللجان الشعبية تملك سيطرة متفوقة في تلك الجبهات، خاصة بعد تشرذم وانقسامات الوحدات التابعة للتحالف، من التابعين للإمارات او للسعودية، بالاضافة الى ان انتشار وتواجد تلك الوحدات اصبح خطيرا عليها وغير آمنا بسبب الامكانية الكبرى لان يتم محاصرتها بعد التقدم من تعز باتجاه الخوخة والمُخا، لذلك كان من الانسب لها الانسحاب لحماية وحداتها. وفي البعد السياسي والاقليمي، من الواضح أن اجندة الامارات ابتعدت مؤخرا عن اجندة السعودية، في اليمن او في خارجه، الامر الذي شكل للامارات مساحة سمحت لها بغض النظر عن تثبيت او اجبار الوحدات التي تدعمها على البقاء منتشرة في تلك المنطقة دون هدف او دون افق.

إن توسيع الجيش اليمني واللجان وانصار الله سيطرتهم على الساحل الغربي، يشكل لهم انتشارا حيويا من الناحية العسكرية والاستراتيجية، فهو يحمي مناطق تعز ومداخل صنعاء الغربية ويحمي الحديدة وطريق صنعاء ويعطيهم نقطة ارتكاز على الساحل الغربي باتجاه المخا وباب المندب. اضف الى ذلك ان هذه النقطة الحيوية تقوي معركة الجيش واللجان اليمنية الاستراتيجية نظرا لاهمية باب المندب وسواحل اليمن الغربية على البحر الاحمر. اللافت أن المبعوث الاممي الى اليمن زار قبيل عملية انسحاب قوات التحالف العربي مدينة المخا وعقد اجتماع هناك مع “طارق صالح” قائد قوات الساحل الغربي في الوقت الذي قامت حركة “انصار الله” بقصف تجمع قوات “طارق صالح” في معسكر الدفاع الجوي في المدينة بثلاث صواريخ بالستية . ولم يعلن المبعوث الاممي او أي طرف ان ثمة اتفاق حصل، او ان الأطراف موافقة على بدء تنفيذ اتفاق “السويد”. إلا أنن بيان تحالف العدوان يبرر الانسحاب من محيط الحديدة بانه تنفيذا للاتفاق، ومازال الغموض يلف تلك الجبهة، ويبقى السؤال ماذا بعد الانسحاب.

وعلى نفس هذا المنوال، أفاد مصدر عسكري يمني في الساحل الغربي عن إحباط الجيش اليمني واللجان الشعبية محاولة تسلل لقوات العدوان السعودي جنوبي مديرية حيس جنوب الحديدة وتصدى الجيش اليمني واللجان لقوات العدوان السعودي جنوب مديرية حيس وأجبرتها على التراجع وأفشلت محاولة تقدمها باتجاه مواقع الجيش واللجان جنوب الحديدة. ورصدت مصادر ميدانية 130 خرقاً للقوات المتعددة للعدوان في جبهات الحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، واستحداث تحصينات قتالية في الجبلية و6 غارات لطائرات العدوان على حيس والجبلية، بالإضافة الى 3 غارات لطائرات تجسس قتالية على حيس و تحليق 25 طائرة حربية في اجواء الفازة والجبلية وحيس و الجاح والتحيتا. كما شنت مقاتلات العدوان 3 غارات على مديرية حرض الحدودية في محافظة حجة شمال غرب البلاد.

وأوضحت المصادر اليمنية، أن التقدم الذي أحرزه الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي بلغ 700 كيلومتر، مؤكدة أن “كل محافظة الحديدة باتت مطهرة بالكامل، باستثناء الخوخة التي يتوقع تحريرها اليوم السبت”. ويوم الجمعة الماضي تحدثت مصادر عن أن قوات تحالف العدوان السعودي انسحبت كلياً من عشرات المواقع جنوبي وشرقي مدينة الحديدة، غربي اليمن. وكانت القوات المشتركة التابعة للسعودية والإمارات في الساحل الغربي لليمن، قد أعلنت يوم الجمعة الماضي، عن “إخلاء المناطق المحكومة باتفاق السويد، لكونه يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وُقِّع الاتفاق بحجة حمايتهم وتأمينهم”. يأتي ذلك، بعد أن تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تحرير مركز مديرية الجوبة في محافظة مأرب، قبل أيام، بينما أعلن مشايخ المديرية وأعيانها ووجهاؤها وقوفهم إلى جانب عناصر الجيش واللجان الشعبية، حتى تحرير كل مناطق محافظة مأرب.

بالطبع السعودية هي الخاسر الاكبر لانها كانت رائدة العدوان وهي التي اخذت على عاتقها انطلاقا من عملية عاصفة الحزم انهاء ما اسمته الوضع الشاذ الانقلابي في اليمن واعادة شرعية هادي، طبعا هذه الاهداف هي التي ادّعت بها، ولكن اهدافها الحقيقية كانت في السيطرة على اليمن وتثبيت هيمنتها على قراره السيادي الرسمي واغتصاب ثروات اليمن. واليوم، هي تعاني من تداعيات هذه الهزيمة وهذا المغطس الذي اوجدت نفسها فيه، ولم تعد تبحث عن انتصار داخل الميدان اليمني بعد ان اصبح هذا الامر مستحيلا، بل تبحث فقط عن مخرج يحفظ قليلا من ماء وجهها ومن موقعها الذي تدعي انها تشغله على صعيد المنطقة.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق