التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 1, 2024

مؤتمر “رواد القدس” بإسطنبول.. أهدافه وتوقيته 

بالتزامن مع مرور ذكرى اليوم العالميّ للتضامن مع الشعب الفلسطينيّ، اختتم الائتلاف العالميّ لنصرة فلسطين والقدس الشريف، أعمال مؤتمره الثاني عشر تحت شعار ” رواد القدس يحملون سيفها “، والذي استمر على مدار 3 أيام، في مدينة إسطنبول التركيّة، بمشاركة شخصيات بارزة من دول المقاومة، وحضور حوالي 400 شخصية من نحو 40 بلداً حول العالم، لمناقشة آخر مستجدات القضية الفلسطينيّة، حيث إن القضيّة الفلسطينيّة تواجه أًصعب الظروف في تاريخها، والمتمثلة بـ “صفقة القرن” الرامية إلى تصفيّة القضيّة، والتطبيع الذي شكل طعنة في ظهر هذا البلد، ناهيك عن مخططات الاستيطان والضم التي لا تتوقف عن قضم ونهب أراضي الفلسطينيين، بالإضافة إلى الحصار والإجرام الإسرائيلي الممنهج بحق أصحاب الأرض والمقدسات والتاريخ.

وبعد ارتفاع حدة الخيانة والعمالة من قبل بعض الحكومات العربيّة والخليجيّة تحديداً، أي عقب التطبيع والمواقف الهزيلة الأخيرة من الاعتداءات الصهيونيّة المتصاعدة، أعرب المشاركون في الائتلاف عن تقديرهم للمؤتمر وأهدافه المتعلقة بتعزيز العمل المشترك لصالح القضية الفلسطينيّة في مختلف المجالات، وبرؤيته التي تدعو إلى التكاتف من أجل نصرة الشعب الفلسطينيّ وعلى وجه الخصوص أهالي حي الشيخ جراح المهددين بالقدس وقطاع غزة المحاصر منذ أكثر من عقد.

وفي ظل المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون داخل سجون العدو الغاشم، بدءاً من ظروف الاعتقال وليس انتهاءاً عند مسألة انعدام البيئة الصحية داخل الزنازين المكتظة بالأسرى، بالإضافة إلى الانتهاكات الجسيمة بحقهم منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجد، ركّز المؤتمر على قضية الاسرى العادلة والتحرك في كافة المحاور لانتزاع حريتهم، ومناهضة “التطبيع” كملف أساس في استقرار المنطقة ومستقبلها ككل، بعد أن تحالف بعض الحكام العرب مع أشدّ الكيانات إجراماً واحتلالاً وعززوا العلاقات مع محتل الأرض العربيّة في كافة المجالات تحت ذرائع واهية اصطدمت مع كافة القيم الإنسانيّة والأخلاقيّة والدينيّة.

“القدس محور الصراع مع الكيان الصهيونيّ” هكذا اعتبر المشاركون العاصمة الفلسطينيّة بالتزامن مع الاستهداف العلنيّ للهوية الفلسطينيّة المقدسيّة وللوجود الفلسطينيّ في المدينة المحتلة، إضافة إلى السلوك العدوانيّ العنصريّ الخطير والجرائم المستمرة التي تضاف إلى سجل العدو الأسود بحق أهالي القدس، مع غياب المواقف الحاسمة والمسؤولة للسلطة الفلسطينيّة تجاه هذا الاعتداءات الصهيونيّة المتصاعدة.

وفي الوقت الذي دعا فيه المشاركون إلى تعزيز صمود وثبات المقدسيين و المقدسيات عبر جملة من المشاريع والمبادرات و الحملات، شدّدوا على رفع مستوى الدعم الشعبي و المدني من خلال مؤسسات المجتمع المدني المختلفة لتخفيف معاناة أهل قطاع غزة و تبني برامج وحملات للعمل على كسر الحصار الجائر عنها، حيث إنّ التعنت الإسرائيليّ المستمر بفرض حصار خانق لتجويع وتعذيب سكان قطاع غزة المحاصر منذ سنوات بالإضافة إلى سياسة الابتزاز والمماطلة وتعطيل الإعمار التي تمارسها تل أبيب، تهدف لزيادة معاناة الأهالي داخل القطاع، ومحاولة تدمير حياتهم وعزلهم عن أراضي بلادهم المحتلة.

ومن الجدير بالذكر أنّ الأمين العام للائتلاف العالميّ لنصر القدس، منير سعيد، أشار إلى إن هذه الدورة من المؤتمر كشفت عن مجموعة من الاعمال الجديدة والنوعية للقضية الفلسطينية، وتحدث أنّ العام المقبل هو عامل العمل، وعام الأقصى المبارك والأسرى، لذلك شدّد على ضرورة تجهيز برامج ومشاريع، وأعمال، تمتد حتى المؤتمر القادم أي الخريف المقبل، ليكون “عام العمل المثمر”، آملا أن يكلل تلك الخطوات النجاح والتوفيق، وحول قضيّة الانجرار نحو التطبيع قال سعيد: “علينا دائما استحضار أهمية محاربة التطبيع على كل المنابر، سيما وأن وفد المغرب لم يستطع الحضور للمؤتمر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وهو وفد يرفض التطبيع الذي تقوم به حكومة المملكة بشكل رسميّ.

وفي هذا الخصوص، كان المؤتمر الذي أنطلق الخميس المنصرم قد شهد انعقاد عدد من الورشات التخصصيّة في مجالات مختلفة خلصت إلى مجموعة من التوصيات، من ضمنها تعزيز الدور الرياديّ لعلماء الأمة من أجل رفع الوعيّ بالقضية الفلسطينية، وتشكيل فرق من الحقوقيين والمختصين لتطوير أدوات وآليات العمل الحقوقيّ في الدفاع عن حقوق المرأة والطفل في فلسطين، واستحضر المشاركون في المؤتمر الثاني عشر للائتلاف العالمي الذي يعرف بأنّه مؤسسة عالميّة تسعى لتوحيد العمل المشترك من أجل حشد وتعبئة جهود الأمة واستنهاضها، لتقوم بدورها في نصرة قضية القدس وفلسطين، على ضرورة زيادة التنسيق بين مختلف مؤسسات الأمة الناشطة في مقاومة التطبيع من خلال مشاريع تنسيقية مقاومة الصهيونية و التطبيع و أبرزها مشروع النحل الالكتروني و المنتدى الفكري ضد التطبيع ومواجهة التغلغل الصهيوني في العالم الاسلامي و تكوين لجان مقاومة التطبيع في الاقطار.

خلاصة القول، من الضروريّ الإشارة إلى أنّ توقيت المؤتمر جاء في وقت مهم للغاية، في ظل ما تتعرض له القدس والمسجد الأقصى من انتهاكات مستمرة، والتطورات الخطيرة في المحيط العربيّ والإسلاميّ، الشيء الذي يشكل خطوة مهمة في بناء الشراكة بين الأمة والقوى العاملة لفلسطين على المستويات الشعبيّة والرسميّة، وتعزيزا للفهم والتعاون المشترك، ، كما أنّ العالم العربيّ والإسلاميّ يحتاج بشدة إلى مثل هذه الفعاليات الفريدة التي تجمع كلمة المقاومين حول أنَّ حلم الصهاينة بأن تكون القدس عاصمة لكيان احتلالهم، هو باختصار “حلم” مستحيل المنال.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق