التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 23, 2024

اللاعبون الجزائريون يرفعون العلم الفلسطيني بعد انتصارهم على المغرب… ورسالتهم سندعم فلسطين في كل زمان ومكان 

ليس جديداً ما فعله الرياضيون ونجوم الكرة الجزائريون في هذه الأيام تضامناً مع فلسطين، ففلسطين حاضرة في قلوب الجزائرين في كل موقف وفي كل خطوة في جميع الرياضات وفي جميع الأوقات.

بدت حملات التضامن الواسعة من الرياضيين ونجوم الكرة مع فلسطين معبّرة ومهمّة، لكن عندما يرتبط الأمر بما فعله النجوم الجزائريون فإنه يأتي تأكيداً لثبات هؤلاء، كما كل الجزائريين، مع القضية الفلسطينية، وهذا ليس بجديد ولا يظهر فقط عند أي حدث في القدس أو الضفة أو في حال العدوان على غزة، بل دوماً تكون فلسطين حاضرة مع الجزائريين أينما وجدوا ففي الأمس احتفت الجماهير العربية الحرة بالمنتخب الجزائري بسبب رفعه للعلم الفلسطيني بعد تأهله للدور نصف النهائي من كأس العرب المقامة حالياً في قطر.

وحظيت مباراة ربع النهائي من بطولة كأس العرب “فيفا” قطر 2021 بين الجزائر والمغرب بتفاعل واسع من مشجعي كرة القدم في العالم العربي.

فقد أشاد الجماهير بالروح الرياضية للفريقين المتنافسين التي انعكست في مواقف عديدة من ضمنها حرصهم على الاطمئنان على من يسقط من اللاعبين خلال المباراة.

كما ضجت وسائل التواصل الاجتماعي احتفاءً بالعناق الحار الذي جمع النجم الجزائري يوسف بلايلي والمدافع المغربي محمد النهيري، عقب التقائهما في ضربة كرة قوية صفق لها مشجعو الفريقين بحرارة داخل استاد الثمامة بالدوحة.

وقد تمكن المنتخب الجزائري من التأهل إلى الدور نصف النهائي بعد الفوز على نظيره المغربي بركلات الترجيح.

وانتهت المباراة بنتيجة 5-3 لمصلحة الجزائر بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل.

وعقب انتهاء المباراة لم ينسَ فريق الجزائر فلسطين أثناء احتفاله بالفوز، إذ احتضنوا علم فلسطين بجوار علم بلادهم وهم يصرخون بحماس.

ومن بين اللاعبين اللذين رفعوا علم فلسطين عالياً مدافع منتخب الجزائر حسين بن عيادة الذي أعرب عن ذلك بقوله: “الشعب الفلسطيني والجزائري شعب واحد”، وفق حديثه لتلفزيون العربي.

وأهدى بن عيادة تأهل المنتخب الجزائري للجماهير التونسية تقديراً لدعمهم منتخب بلاده خلال المباراة، وأعرب عن أمله أن تكون التصفيات النهائية بين تونس والجزائر.

الرياضة الجزائرية بكل أطيافها تدعم فلسطين

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الاحتفاء بالقضية الفلسطينية بهذا الشكل من قبل الرياضيين الجزائريين فهناك محطّات كثيرة أظهرت فيها الرياضة الجزائرية وتحديداً كرة القدم مدى ارتباطها بفلسطين وقضيتها المحقّة، ويجب دائماً إعادة التذكير بها لتبقى راسخة في الأذهان.

في مونديال روسيا عام 2018، كان المشجّعون في موسكو وغيرها من المدن الروسية يرفعون أعلام الدول المشاركة في الحدث العالمي، إلا أن مشجّعاً جزائرياً انتشرت صوره وهو يجول في موسكو حاملاً علم فلسطين وليس علم ألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا أو إنكلترا أو غيرها من المنتخبات.

من الممكن أن يقول البعض إن هذا المشجع رفع علم فلسطين باعتبار أن منتخب الجزائر لم يتأهّل إلى مونديال روسيا، لكن هذا غير صحيح، إذ ماذا عن مئات المشجّعين الجزائريين الذين رفعوا العلم الفلسطيني إلى جانب العلم الجزائري في مونديال البرازيل عام 2014 الذي كان منتخب الجزائر موجودا فيه؟

هذا يتأكّد أكثر في ما حصل في بطولة أمم أفريقيا قبل عامَين. إذ كما أن الجزائر تعبّر حالياً عن تضامنها مع فلسطين وتحتفل بانتصار مقاومتها في غزة، فإن الفلسطينيين تشاركوا مع الجزائريين فرحة الانتصار والتتويج بلقب تلك البطولة، تماماً كما أن الجزائريين لم ينسوا فلسطين طوال فترات البطولة.

إذ كان مؤثّراً مشهد المشجّعين الجزائريين وهم يهتفون لفلسطين ومنتخبهم بعد فوزه على نيجيريا في نصف النهائي وتأهّله إلى المباراة النهائية. كم هم مدهشون هؤلاء، إذ إن منتخبهم في قلب التحدّي وفي ذروته، لكن هذا لم ينسهم القضية الأساس وهي فلسطين.

كذلك وعند احتفال المنتخب الجزائري باللقب في شوارع العاصمة الجزائرية رفع اللاعبون علم فلسطين، كما كان المشجّعون أيضاً يلوّحون به، علماً أن هذا ما فعلوه أيضاً بعد عودتهم من مونديال البرازيل احتفالاً بوصولهم إلى دور الـ 16 وأدائهم الرائع حيث كانوا قريبين من التأهُّل إلى ربع النهائي.

في المقابل، كانت الاحتفالات في الضفة وغزة بتتويج المنتخب الجزائري، حيث احتشد الفلسطينيون في الشوارع وهم يهتفون للجزائر.

كرة القدم ليست الوحيدة

وليست كرة القدم هي الوحيدة الذي تشهد هذا التضامن فكلنا نذكر البطل لاعب الجودو الجزائري فتحي نورين الذي انسحب من المشاركة في أولمبياد طوكيو 2020 تضامنا مع فلسطين ورفضا لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

حيث صرح المصارع الجزائري، فتحي نورين، بعد انسحابه من دورة الألعاب الأولمبية “طوكيو 2020″، بسبب احتمال مواجهة مصارع إسرائيلي، بأن انسحابه نصرة لفلسطين، وأنه يرفض التطبيع بكل أشكاله. وأعلن نورين انسحابه من منافسات الجودو لوزن ما دون 73 كلغ، بعد أن أوقعته القرعة ضد السوداني محمد عبد الرسول، في الدور الأول، مع احتمالية أن يلتقي في الدور الثاني بالمصارع توهار بوتبول.

وقال نورين في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية، بعد القرعة: “قرار الانسحاب لا رجعة فيه.. نحن متضامنون مع القضية الفلسطينية”. وأضاف: “انسحابي نصرة لفلسطين.. موقفي ثابت فأنا أرفض التطبيع بكل أشكاله حتى وإن كلفني ذلك الغياب عن الألعاب الأولمبية، سيعوضنا الله”.

كان لاعب الجودو الجزائري أحد المتنافسين الرئيسيين على البطولة، لكنه اختار أن يكون صوت الشعب الفلسطيني وألا يواجه ممثل الكيان الصهيوني. حيث قوبل هذا الإجراء الذي قام به لاعب الجودو الجزائري بترحيب كبير من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي وأشاد الكثيرون بفتحي نورين وقدموا الشكر له.

وكلنا نذكر لاعب نادي مانشستر سيتي الإنجليزي النجم الجزائري رياض محرز الذي رفع علم فلسطين بملعب “الاتحاد”، خلال احتفالية فريقه بالتتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم “البريميرليغ”.

وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقاطع فيديو وصورا تظهر محرز رافعا للعلم الفلسطيني بجانب حمله لعلم بلاده الجزائر خلال حفل تتويج فريقه بلقب الدوري بعد نهاية الجولة الـ38 الأخيرة من عمر المسابقة.

وكان محرز البالغ 30 عاما من أوائل الرياضيين الذين أبدوا تضامنهم مع القضية الفلسطينية إثر العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، حين نشر صورة لعلم فلسطين عبر حسابه الرسمي في “تويتر” مع إشارة النصر، وأرفق الصورة بوسمي “فلسطين” و”احموا الشيخ جراح”.

من جانبه أشاد نجم المنتخب المصري والنادي الأهلي السابق محمد أبو تريكة بتضامن النجم الجزائري رياض محرز مع القضية الفلسطينية خلال احتفالات فريقه مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وذلك من خلال رفع العلم الفلسطيني على ملعب الاتحاد.

وقال أبو تريكة في الأستوديو التحليلي لقنوات بي إن سبورت الأحد ان “العدوان الإسرائيلي على فلسطين كان كاشفة أظهرت معادن نجوم كبار في كرة القدم وتضامنهم مع القضية الفلسطينية”.

وأضاف “في فترة الـ11 يوما من العدوان الإسرائيلي على غزة ظهر الوجه المشرق للرياضيين، فالقضية الفلسطينية إنسانيا يجب أن تتضامن معها، واللفتة الإنسانية والمواقف هي التي تبقى خالدة في أذهان الناس”.

وأشار إلى الدور الكبير الذي يقع على عاتق نجوم كرة القدم كونهم ليسوا لاعبين فحسب، وإنما يجب أن يتحولوا إلى قدوة وأصحاب رسالة بنشر الوعي في العالم الغربي والأوروبي عن القضية الفلسطينية، لأنها حسب وصفه “البوصلة والكاشفة للأمة”.

ماذا نقول أكثر عن الجزائريين في وفائهم لفلسطين وقضيتها؟ كل ما نقوله لا يكفي، لكن يجب دوماً أن نتذكّر ذاك المشهد المؤثّر جداً عندما هتف المشجّعون الجزائريون بالآلاف لمنتخب فلسطين بعد تسجيله هدفاً في مرمى منتخب الجزائر في مباراة ودية أُقيمت في العاصمة الجزائرية قبل عدة أعوام. هل رأيتم هذا سابقاً بأن مشجّعين يهتفون لمنتخب سجّل في مرمى منتخبهم؟ نعم، هذا لم يحصل إلا مع الجزائريين، إذ إن انتصار فلسطين هو دائماً انتصارهم، فكيف إذ كان على العدو؟
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق