التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 1, 2024

“أنصار الله” اليمنية.. من اجبار طائرات العدو على الفرار إلى استخدام مروحيات للهجوم عليه 

أفادت مصادر ميدانية، باستمرار المعارك بين قوات الجيش واللجان الشعبية من جهة، وقوات الرئيس المستقيل “منصور هادي” وحزب الإصلاح المدعومة بطائرات تحالف العدوان السعودي من جهة أخرى، في الناحية الشمالية لسلسلة جبال البلق الشرقي في مديرية وادي عبيدة جنوبي محافظة مأرب.

وأكدت المصادر إحباط الجيش واللجان محاولات قوات الرئيس المستقيل “هادي” وتحالف العدوان السعودي في استعادة السيطرة على المواقع التي خسرتها مؤخراً في جبل البَلق الشرقي، رغم التعزيزات العسكرية التي استقدمتها والغارات الجوية المكثفة التي طاولت مناطق سيطرة الجيش واللجان في مديريات وادي عبيدة والجوبة وصرواح. المصادر أوضحت، أن هذا يجري بالتزامن مع تجدد المواجهات بين الطرفين في جبهة العلم شمالي مأرب، والممتدة بين محافظتي الجوف ومأرب.

هذا وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد “يحيى سريع”، تنفيذ الدفاعات الجوية اليمنية اعتراض وصدّ طائرة حربية للتحالف السعودي من طراز “F-15” في أجواء الجوبة جنوب مأرب، وأجبرتها على مغادرة الأجواء. كما تمكنت الدفاعات الجوية ليلة أمس من إسقاط طائرة أمريكية بلا طيار هي الثالثة التي تُسقطها الدفاعات الجوية خلال ثماني وأربعين ساعة.

وتمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط الطائرة الأمريكية بلا طيار نوع (سكان إيغل) لدى قيامها بأعمال عدائية في أجواء مديرية صرواح بمحافظة مأرب، وصرح المتحدث الرسمي للقوات المسلحة العميد “يحيى سريع” مساء يوم الجمعة الماضي عن العملية وقال: إن ” الدفاعات الجوية أسقطت الطائرة الأمريكية بسلاح مناسب”. وتخطت محصلة حصاد الدفاع الجوي اليمني لطائرات تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية إسقاط ثلاث طائرات بلا طيار، إلى ملاحقة طائرة حربية نوع “إف 15” كانت تحلق في أجواء مديرية الجوبة بمحافظة مأرب وإجبارها على مغادرة الأجواء.

وعرض الإعلام الحربي يوم أمس مشاهد للعملية التي نفذتها الدفاعات الجوية ضد طائرة حربية معادية وإجبارها على المغادرة بعدما اقترب منها صاروخ دفاع جوي وأصاب خزان وقود قذفت به الطائرة لحظة استهدافها. وكانت الدفاعات الجوية أسقطت ليلة أمس الأول طائرتين بلا طيار الأولى أمريكية من نوع (سكان إيغل) أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء مديرية الجوبة بمحافظة مأرب، وبسلاح مناسب حسب تصريح العميد يحيى سريع، ومن إسقاط طائرة بلا طيار صينية الصنع CH4 تابعة لسلاح الجو السعودي وذلك أثناء قيامها بأعمال عدائية في أجواء منطقة مديرية الوادي بمحافظة مأرب، وبصاروخ أرض جو لم يتم الإعلان عنه بعد، حسب تصريح العميد “يحيى سريع”. وتؤكد عمليات الدفاعات الجوية، أن سماء اليمن ليست للنزهة، ومنذ بداية العدوان تتخذ عمليات الدفاع الجوي الموثقة بالمشاهد، منحى تصاعديا كما وكيفاً، من حيث السلاح المستخدم ومدياته وقدرته على ملاحقة الطائرات المعادية.

ويأتي هذا الحصاد المتواصل رغم تعرض القوات الجوية اليمنية عموما ووحدة الدفاع الجوي خصوصا لاستهداف ممنهج منذ ما قبل 2011، شمل تدمير منظومات الدفاع الجوي في عهد “علي عبدالله صالح”، وتفكيك وتدمير صواريخ الدفاع الجوي. وتجسد عمليات الدفاعات الجوية اليمنية تطوراً فائقاً على التقنيات الأمريكية والأوروبية والصينية، وتُكرس ما أعلنه قائد الثورة المباركة السيد القائد “عبدالملك الحوثي” قبل عامين عن امتلاك اليمن تقنيات دفاعية لا يمتلكها السعودي والإماراتي وكثير من الدول، كما تثبت تغيير معادلة معركة الجو وموازين القوة فيها باتجاه تحييد طيران تحالف العدوان، ومضاعفة الخسائر المادية والبشرية لدول العدوان العسكرية الجوية، لتسجل أرقاما فلكية، علاوة على عجزها الذي أعلنته قبل أيام في فقدانها صواريخ الاعتراض الجوي التي تستخدمها لصد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة

طائرة هليكوبتر في مأرب: طاولة الحرب قُلبت على الرياض

توازياً مع استمرار الولايات المتحدة بالضغط على السعودية، وابتزازها بشأن الدعم العسكري وايقاف صفقات بيع الأسلحة، والتي كانت آخرها صفقة بيع 280 صاروخ جو-جو متوسطة المدى والتي تقدر قيمتها بـ 650 مليون دولار بعد أن كانت وزارة الخارجية الأميركية قد وافقت عليها الشهر الماضي. هناك مستقبل آخر يكتب على الأرض، لم تستطع ميليشياتها الموجودة في الميدان ان تغيّر مساره أو تحدث خرقاً ما بعدما تجاوز تقدم قوات صنعاء المستوى العسكري بل تعداه إلى المستوى الاستخباراتي والعملياتي والذي بدا واضحاً في التطورات الأخيرة على جبهات مدينة مأرب. مصدر ميداني في مأرب أكد ان طائرة هليكوبتر استهدفت مواقع القوات التابعة للرئيس المنتهية ولايته “عبد ربه منصور هادي” في محيط منطقة الظلمة شمال البلق الشرقي في مديرية الوادي في محافظة مأرب والمحاذية للمدينة. وفيما لم تتبنَ أي الجهات لهذا الاستهداف يمكن وضع فرضيتين:

الأولى، اذا كانت الجهة المنفذة للاستهداف هي الجيش واللجان الشعبية وبالتالي يكون قد ترتب على هذه الخطوة مؤشرات عدة، منها الفشل الاستخباراتي لميليشيات التحالف حيث ان هذه الطائرة انطلقت من أقرب قاعدة جوية (حضرموت) إلى منطقة البلق وهي تبعد حوالي 160 كلم، دون ان يتم كشفها. ودحض ادعاءات المتحدث باسم التحالف “أحمد عسيري” عن أنهم قد “دمروا 80% من مستودعات الأسلحة التابعة لقوات صنعاء، وتحييد 95% من أسلحتهم المستخدمة في الدفاعات الجوية” حيث أتى هذا التصريح منذ بداية الحرب عام 2015. وادخال نوع جديد من الأسلحة إلى ساحة المعركة، حيث ان استخدام هذا النوع من الطائرات لم يرصد استخدامه من قبل الجيش واللجان طوال السنوات الماضية، وهذه تعد المرة الأولى، وخاصة في جبهات مأرب، وبالتالي إدخال منظومة دفاع جوي أخرى تحميها من الاستهداف. وقد نجحت في ذلك حيث لم ترد معلومات عن اسقاطها.

الثانية، إذا كانت الجهة المنفذة هي القوات التابعة للتحالف، وبالتالي تقوم بقصف قوات هادي المؤيدة والتابعة له والتي تنفذ مشروعه على الأرض، أو ان نائب القائد العام للقوات المسلحة التابعة للسعودية، “علي محسن الأحمر”، قد أعطى الأمر لقواته بتنفيذ العلمية وبالتالي دفعها نحو حضرموت لإعادة تشبيك تحالفاته التي تمثل مركز الثقل له. وبهذا الصدد اعتبر العقيد “محمد بن مبارك البريكي”، ان “استخدام طيران الهليكوبتر من قبل قوات صنعاء، هي أكبر فضيحة لقوات “هادي” وحزب الإصلاح الإخواني” مطالباً بفتح تحقيق. وقال في تغريدة على تويتر، إن “قبائل مأرب يطالبون في بيان لهم تحالف العدوان السعودي في تشكيل لجنة تحقيق بصورة عاجلة في موضوع الهليكوبتر التي استخدمتها قوات صنعاء اليوم في معارك البلق”.

في الوقت الذي لم يصدر بيان أو توضيح عن أي جهة حول هذه العملية، إلا ان المؤكد ان قوات “هادي” قد تعرضت للقصف والاستهداف على عدة جبهات في مدينة مأرب، وتكبدت خسائر فادحة خاصة لناحية الخسائر البشرية حيث وقع ما يزيد عن 40 قتيلاً منهم قيادات كبيرة في لواء 72، والثابت أيضاً ان هذه القوات قد تعرضت للخذلان من التحالف الذي يدفع بها إلى القتال ولا يقدم لها المساندة أو التغطية النارية. وفي السياق، فقد استطاع الجيش واللجان الشعبية من تحرير سلسلة جبال البلق الشرقية والتي تقع على تماس مع مأرب، حيث أنها تعد آخر مرتفع للدفاع عن المدينة من الجهة الجنوبية الشرقية، إضافة لتمكنها من نقل العمليات العسكرية إلى منطقة رمال السبعتين، والتي تقع جنوب غرب منطقة صافر النفطية، كما تقدم باتجاه منطقة الجرد الواقعة بين مأرب وشبوة لتكون بذلك قد فتحت مساراً جديداً قد يوصلهما إلى ما بعد المنطقة النفطية. إضافة لإمكانيتهم الوصول إلى الخط الدولي الرابط بين محافظات حضرموت وشبوة ومأرب، الأمر الذي يعني ان سقوط صافر بات مسألة وقت لا أكثر.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق