التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

إطلاق نار وضحايا في مخيم البرج الشمالي..هل تتحقق غاية الموساد في شق الصف الفلسطيني 

عاش مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، لحظات خطيرة من التوتر والاحتقان بعد يوم دامِ أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى، خلال تشييع حركة حماس لـ جثمان حمزة شاهين أحد ضحايا الانفجار الذي هز المخيم قبل أيام داخل “مخزن لاسطوانات الأكسجين لمرضى كورونا”.

حركة حماس بعد الانفجار نظممت بياناً صحفياً أوضحت فيه كل تفاصيل الحادث بدقة، وفندت كل ما أسمته بـ”الأخبار المضللة والكاذبة”، و مرت هذه الحادثة دون أي خلافات أو عراقيل، لكن خلال تشييع “حماس” لجثمان “حمزة شاهين” أحد عناصرها الذي توفى بسبب الانفجار، جرى بصورة مفاجئة إطلاق نار على المشيعين ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

الحادثة قلبت المخيم رأساً على عقب وسادت حالة من التوتر والاحتقان لم تنتهِ حتى اللحظة، وانتشرت العناصر المسلحة في كل أرجاء المخيم فيما تواصل حركتا “فتح” و”حماس” تبادل الاتهامات حول المتسبب بالحادثة، ومن يحاول جر المخيم لـ”حرب أهلية طاحنة”، وعن هذا الموضوع تحدثت مصادر عن تدخل وساطات فلسطينية وكذلك قوى الأمن لتجاوز التوتر قبل الوصول لمرحلة أخطر.

حيث إنه في يوم الأحد الأحد قُتِل 3 أشخاص على الأقل، وأُصيب آخرون، بينهم عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” زاهر جبارين، في اشتباكات داخل المخيم، وذلك بعد وقوع إطلاق نار أثناء تشييع جنازة “شاهين”، وقال عن أحد سكان المخيم، إنه “عند وصول الجنازة في المخيم وسط انتشار مسلح لعناصر من حماس وفتح، جرى إطلاق النار باتجاه المشيعين، من ثم لم نعد نعرف من يطلق النار باتجاه من”.

“المركز الفلسطيني للإعلام”، قال في بيان له إن 4 أشخاص قُتِلوا، لافتا إلى إصابة جبارين، كما قال إن القتلى الأربعة هم: “محمد طه ومحمد السيد من عين الحلوة، وعمر السهلي وحسين أحمد من المية ومية”.

المخيمات لها أمن ذاتي

لا تدخل القوى الأمنية اللبنانية المخيّمات الفلسطينية بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، وتمارس الفصائل نوعا من الأمن الذاتي داخل المخيمات، وتنسيقا أمنيا وثيقا مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.

حركة “حماس” اتهمت من سمتهم عناصر “قوات الأمن الوطني الفلسطيني” التابعة للسلطة الفلسطينية، بالمسؤولية المباشرة عن مقتل الضحايا، محملةً في بيانها قيادة السلطة الفلسطينية في رام الله وأجهزتها الأمنية في لبنان المسؤولية الكاملة عما حصل، كما دعت إلى تسليم القتلة إلى السلطات اللبنانية.

وقال القيادي في الحركة رأفت المرة، إن نشطاء من حركة فتح “أطلقوا النار أثناء جنازة” شخص توفي في انفجار وقع ليلة الجمعة، مضيفا إن ستة أشخاص أصيبوا بجراح خلال الاشتباكات.

فيما نفى قائد قوات “الأمن الوطني الفلسطيني” في المخيم، طلال العبد قاسم، أن يكون مطلق النار من حركة “فتح” أو من قوات الأمن الوطني، معرباً عن استعداده لفتح تحقيق في الحادث.

وبدوره أدان السفير الفلسطيني لدى لبنان، أشرف دبور، إطلاق النار الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في المخيم، مقدما تعازيه الى الشعب الفلسطيني وحركة “حماس”.

وحسب بيان صادر عن السفارة الفلسطينية، اعتبر دبور “ما حصل اعتداء علينا جميعا وعلى أمن واستقرار مخيماتنا”، قائلا: “سنفشل مجتمعين المشروع التدميري للمجتمع الفلسطيني، وسنبقى كما عهد شعبنا بنا موحدين، همنا واحد، ألمنا واحد، هدفنا واحد ووفاؤنا لشعبنا موحد”.

قوات الأمن الفلسطيني تسلم المتهم

إلى ذلك أعلن الجيش اللبناني، أن قوات “الأمن الوطني الفلسطيني” سلمتهم المتهم بإطلاق النار أثناء تشييع أحد عناصر حركة “حماس” في مخيم “البرج الشمالي”، وأدى إلى سقوط قتلى.

وقال بيان الجيش اللبناني إن “قيادة الأمن الوطني الفلسطيني سلّمت مديرية المخابرات التابعة للجيش اللبناني، الفلسطيني (م. د) المتهم بإطلاق النار الذي وقع عصر الأحد أثناء تشييع أحد عناصر حماس في مخيم برج الشمالي، وبوشر التحقيق بإشراف القضاء المختص”.

إلى ذلك قالت مصادر في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، إن قيادة حركة فتح قامت بتسليم أحد عناصرها ممن وردت أسماؤهم من المتهمين بإطلاق النار على المشيعين للسلطات اللبنانية، مشيرا المصدر إلى أن أمين سر إقليم فتح في لبنان، حسين فياض أكد من جانبه أن التحقيق جار بأحداث مخيم برج الشمالي، رافضا تحميل حركته المسؤولية قبل ثبوت ذلك في التحقيقات.

ونعت حركة “حماس”، أمس حمزة شاهين، الذي قالت إنه “استشهد في مهمة جهادية”، وقالت في بيانها، السبت: “حول الحادث الذي حصل في مخيم البرج الشمالي جنوب لبنان”، إنه “بعد الوقوف على ملابسات الحادث، والاستماع لشهود العيان، ومَن كانوا يوجدون بالقرب من الحادث، تبيّن لنا أنه ناتج عن تماس كهربائي”.

وأضافت إن الحادث وقع “في مخزن يحوي كمية من أسطوانات الأكسجين والغاز المخصصة لمرضى كورونا، وكمية من المنظّفات والمطهّرات والمواد الأولية المخصّصة لمكافحة وباء كورونا، والتي كانت مخصّصة للتوزيع ضمن الجهود الإغاثية، وقد ألحقت النيران الضرر ببعض الممتلكات، وكانت الخسائر محدودة”.

ويعيش في مخيم “برج الشمالي” نحو 20 ألف لاجئ وهو واحد من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان البالغ عددهم 200 ألف وفق الأمم المتحدة.

قيادي الصف الثاني والمثقفون يصعدون

اعتبر القيادي في حركة فتح، والمحلل السياسي الفلسطيني زيد الأيوبي، أن “اتهامات حماس للأمن الفلسطيني بالمسؤولية عن إطلاق النار على إحدى الجنازات في مخيم برج الشمالي مجرد اتهامات واهية، وهدفها حرف الأنظار عن جريمة تخزين الأسلحة الحمساوية في أحد مساجد المخيم وانفجارها ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في استخفاف واضح من حماس بأرواح اللاجئين الفلسطينيين في لبنان”.

وحسب رواية الأيوبي فقد هاجم بعض مقنعي حماس جنازة حمزة شاهين، أحد ضحايا انفجار مستودع الذخائر التابع لحماس، وقاموا بإطلاق النار بشكل مباشر على المشاركين، وهو ما يؤكده تقاطع روايات شهود العيان.

وقال الأيوبي، إن “حماس تمارس الإرهاب بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وتحتضن العصابات الإرهابية في المخيمات تحت اسم جبهة العمل الإسلامي، وتنشر الذعر في صفوف المخيمات المكتظة باللاجئين بهدف الوصول للسيطرة على هذه المخيمات وإخضاعها لأجندتها”.

وطالب الأيوبي كل اللاجئين الفلسطينيين “باليقظة من الفتنة التي تسعى حماس إشعالها في المخيمات خدمة لحزب الله في لبنان، وضرورة الالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية لأنها صمام الأمان للوحدة الوطنية والسلم الأهلي في مخيمات الشتات”.

تعميق الخلاف

بدوره اعتبره الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح، أن “التوتر الحاصل بين فتح وحماس منذ فترة، ليس فقط في فلسطين ولكن أيضا في لبنان حيث اتهمت حماس السلطة والأجهزة الأمنية بمقتل عدد من مشيعي إحدى الجنازات في مخيم برج الشمالي بلبنان”.

وحسب حديثه يأتي الأمر في سياق الحملة المتبادلة بين الطرفين، فاتهام حماس للأمن الوطني التابع للسلطة الفلسطينية بأنه يقف وراء إطلاق النار على المشيعين وقتل 3 منهم، يمهد لمرحلة كبيرة من التوتر تشبه ما حدث في عام 2007، عندما كانت هناك اتهامات متبادلة بين الطرفين، ونتج عنها انقلاب حماس عن السلطة في غزة.

حماس وفتح واختلاف الاستراتيجيات

حماس تُصر على إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، أما فتح تراها الطريق للحصول على حقوق الفلسطينين وفيما يلي أبرز نقاط الاختلاف بين الجانبين

موقف “فتح”

تطالب الحركة بإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وهي الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، وتقبل حق إسرائيل في الوجود.

وتتبنى الحركة، منهج المقاومة السلمية والشعبية، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وترى أن إنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة، سيكون عبر المفاوضات مع الكيان الإسرائيلي.

كما تطالب في هذا الشأن، بإنهاء الاحتكار الأمريكي لعملية السلام، نظرا لانحياز واشنطن للكيان الإسرائيلي، وتدعو لتشكيل رعاية دولية.

موقف “حماس”

لا تعترف الحركة بالكيان الإسرائيلي، وتطالب بتحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية.

لكن الحركة لا تمانع من إقامة دولة على أراضي الضفة وغزة، دون الاعتراف بشرعية الكيان الإسرائيلي.

وتتبنى الحركة نهج الكفاح الشامل بما فيه المسلح والعسكري، تجاه الصهاينة.

ومما سبق يمكن أن نستنتج أن افتعال المشكلة الأخيرة قد يكون للموساد يد فيها بهدف إشغال الداخل الفلسطيني وتفرع الكيان الاسرائيلي للملف النووي الإيراني الذي يشغل حالياً كل مراكز القرار في دولة الاحتلال.
المصدر/ الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق